جودة عبد الخالق: يجب ربط الجنيه بسلة العملات الأجنبية بديلًا عن الدولار
أكد الدكتور جودة عبد الخالق؛ المفكر الاقتصادي ووزير التضامن الاجتماعي الأسبق؛ أنه يرفض الحديث عن سعر العملة في ساحات الإعلام ومنصات التواصل، مشيرا إلى أن الموضوع خطير ويتصل بالأمن القومي.
وقال عبد الخالق في مداخلة هاتفية مع برنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "الحدث اليوم": "نعاني من مشكلة اقتصادية ولكن المهم كيف نتعامل مع المشكلة؛ الحديث عن الأفكار خارج الصندوق أمر وارد ولكن يجب أيضا الحديث عن أساسيات الاقتصاد".
وأضاف: "وضع السياسة الاقتصادية وخاصة فيما يتعلق بإدارة الاقتصاد الكلي يحتاج إلى مراجعة؛ في ضوء أساسيات الاقتصاد؛ لابد وأن يتصدى لهذا العمل اقتصاديين وليس غيرهم من الخبرات؛ الموضوع ببساطة آننا دخلنا في مفاوضات مع صندوق النقد وسوف نوقع اتفاق رسمي للحصول على التمويل والقضية ليست حجم التمويل ولكن الاتفاق والسياسيات التي يتضمنها هذا الاتفاق".
وتابع: "لو نظرنا للاتفاق الحالي وقارنا مع الاتفاق الذي وقعناه مع الصندوق في 2016 وحصلنا على تمويل 12 مليار دولار وبعد سنوات فوجئنا بعودتنا للمربع الأول لأن الاقتصاد يعاني من نفس المشكلة وفي رأيي حتى نخرج من هذه الدائرة يجب أن نغير من السياسة الاقتصادية".
وأكمل: "سعر العملة الوطنية أشبه العملة الوطنية بالعلم في المجال السياسي؛ نبذل الغالي والنفيس لكي يظل العلم مرفوع ويجب أن نقوم بنفس الأمر للحفاظ على العملة الوطنية لأن الأمر يتعلق بعلاقة البلد بالخارج ومعاش الناس ودخولهم وأحوالهم الاقتصادية والاجتماعية".
وأوضح: "ندخل في اتفاق صندوق النقد بنفس الطريقة القديمة؛ نربط الجنيه المصري بالدولار والدولار يعوم في أسواق النقد الأجنبية وترتفع قيمة مع أي رفع لسعر الفائدة؛ وفي النهاية ترتفع قيمة الجنيه المصري لفترة ثم يخلق مشكلة في المدفوعات الدولية".
وواصل: "أنادي بفض الاشتباك بين الجنيه المصري والدولار؛ وإذا نظرنا سنجد أن الولايات المتحدة ليست أهم شريك لنا لا بمعيار القروض ولا المساعدات ولا السياحة ولا الدين؛ الولايات المتحدة ليست الشريك الأهم ولا معني لربط الجنيه المصري بالدولار".
وذكر: "يجب أن نربط الجنيه المصري بسلة عملات وليس بالدولار الأمريكي فقط لأن هذا الأمر سوف يحقق الاستقرار في قيمة الجنيه المصري ويضمن قدر أكبر من التنافسية وبالتالي سيكون هناك إمكانية لزيادة الصادرات وخفض الواردات".
واختتم: "حولنا الدولار إلى إله والدولار في السياق المصري أصبح فوق كل شيء وهو وضع شاذ بكل المقاييس؛ ولا يمكن أن نطلق الأموال الساخنة طليقة تخرج كما تشاء وتدخل كما تشاء؛ لست ملزم بتحرير حركة الأموال الساخنة ولا تفيد إلا من زاوية صغيرة وهي تفيد بشكل صغير عن طريق توفير السيولة ولكن حال حدوث تغيرات في الخارج تتسبب في مشكلة أخرى وبالتالي يجب وضع قيود على هذه الأموال".