الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

جلوب آند ميل: التغير المناخي قد يغرق الإسكندرية ويضر الأراضي الزراعية في مصر

كورنيش الإسكندرية
كورنيش الإسكندرية

يهدد ارتفاع منسوب مياه البحر الميناء القديم الذي بناه الإسكندر الأكبر ويغير التوازن الكيميائي للأراضي الزراعية التي لا تستطيع مصر تحمل خسارتها.

وسلط تقرير لصحيفة جلوب آند ميل الكندية الضوء على إجراءات حماية مدينة الإسكندرية العريقية بما في ذلك حواجز الأمواج الخرسانية تحمي الشاطئ في الإسكندرية بالقرب من قلعة قايتباي التي تعود إلى القرن الخامس عشر وتشكل الحواجز، التي أقيمت في عام 2018، دفاعًا ضد تآكل مياه البحر الأبيض المتوسط المرتفعة.

وكان المنظر من شرفة مطعم سياحي المصمم على الطراز اليوناني، وفقًا لمراسل الصحيفة، مذهلًا في أوائل ديسمبر الجاري، ويروي المراسل كم استمتع برؤية الخليج الشاسع المليء باليخوت وقوارب الصيد التي كانت تلمع في شمس الخريف الناعمة بجانب الكورنيش - كورنيش الإسكندرية النابض بالحياة، على الواجهة البحرية.

كان المنظر من الجانب الآخر للمطعم، المواجه للبحر الأبيض المتوسط، مزعجًا ومثيرًا للقلق، وفقًا للمراسل، فقد كان الشاطئ مغطى بكتل خرسانية مثلثة الشكل تقريبًا؛ كان لكل منها أربعة أرجل قوية وكانت تشبه حواجز "القنفذ" الهائلة المضادة للدبابات، ويبلغ عددهم بالآلاف بامتداد عدة كيلومترات في كل اتجاه على طول ساحل دلتا النيل وتم تثبيت تلك الكتل الخرسانية الحالية، التي ظهرت لأول مرة في عام 2018، لحماية العاصمة الثانية في مصر - التي أسسها الإسكندر الأكبر في عام 331 قبل الميلاد - من التآكل حيث يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع مستويات سطح البحر ويغرق الامتدادات الشمالية لدلتا النيل، وهي مصدات تم تصميمها لكسر قوة الأمواج التي يمكن أن تضرب الساحل بقوة هائلة وأشار التقرير إلى بيانات وزارة الموارد المائية والري المصرية التي تذكر أن مستويات سطح البحر ترتفع بوتيرة أسرع من أي وقت مضى.

حتى أوائل التسعينيات، كانت الزيادة 1.8 ملم في السنة. في العقد الماضي، كان 3.2 ملم في السنة وفي نفس الوقت، فإن الأرض التي تقع عليها الإسكندرية تغرق بنفس المعدل تقريبًا وأصبحت الشوارع تمتلئ بالمياه أثناء هطول الأمطار الغزيرة وباتت هذه الظاهرة أمرًا معتادًا بالنسبة لسكان وزائري الثغر.

وأشارت الصحيفة الكندية إلى أن توقعات ارتفاع مستوى سطح البحر بحلول عام 2100 لها سيناريوهين، ويعد هذا الرعب البيئي البطيء تهديدًا مزدوجًا: فهو يهدد بإغراق الإسكندرية - حيث توجد أجزاء من المدينة بالفعل تحت مستوى سطح البحر - وتحويل مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في دلتا النيل، إحدى أكثر المناطق الزراعية إنتاجًا في البحر الأبيض المتوسط منذ القدم إلى أراضي تعاني من ارتفاع نسبة الملوحة ومع تفاقم المشكلة، تواجه مصر أزمة غذاء طويلة الأمد وبين تدهور الأراضي والملوحة، تنخفض غلة ومحاصيل الأراضي الزراعية، مما يعني أن تغير المناخ يؤثر بشكل مباشر على مصر، البلد المضيف لمؤتمر المناخ COP27 في نوفمبر الماضي في شرم الشيخ، بشكل كبير.

وأشار التقرير إلى أن السدود والزراعة المكثفة، والزحف العمراني في النظم البيئية المتوازنة بدقة على طول نهر النيل وفي دلتا النيل تسرع من تدهور الوضع البيئي العام، وفي أبو قير، شمال غرب وسط الإسكندرية، اختفى الشاطئ الممتد على طول هذه المباني تقريبًا وغرقت الأرض المحيطة بالإسكندرية بنحو 3.2 ملم سنويا في العقد الماضي.

في نفس الوقت، يخشى من انقراض بعض الأنواع وتأثر الحياة البحرية في ميناء الإسكندرية خلال حرارة الصيف الشديدة وألقى السكان المحليون باللوم في الحدث على بكتيريا غامضة أطلقوا عليها اسم "الأحمر" مثل لونها (بعض التقارير العلمية ألقت باللوم على التلوث في وصول البكتيريا البحرية) وكان الوافد الجديد الآخر هو قنفذ البحر الأسود الشائك الذي شوهد فقط في البحر الأحمر وقال العلماء إن المخلوق، واسمه البيولوجي Diadema setosum، يغريه ارتفاع درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط.

في عام 2017، كتب علماء إسبان في مجلة الجيوفيزياء البحتة والتطبيقية أنه "تم العثور على اتجاه ثابت لارتفاع درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط (درجة حرارة سطح البحر) في الفترة 1982-2016، مع اتجاه أكثر حدة خلال العقدين الماضيين."

واختتم التقرير بوصف البحر المتوسط بأنه "بقعة ساخنة لتغير المناخ"، ويبدو أن المتوسط يخضع بدرجة أكبر لتأثير ارتفاع درجة حرارة المناخ.