«لن يحدث قبل الانتخابات التركية».. بشار الأسد يرفض طلبًا روسيًا بعقد مباحثات مع أردوغان
أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن اعتقاده بأن أي اجتماع بينه وبين نظيره التركي رجب طيب أردوغان لن يسفر عن شيء جديد أو جيد، ومن شأنه فقط أن يعزز فرص أردوغان في إعادة انتخابه ولن تجنِ دمشق أي فائدة تذكر.
وفقًا لصحيفة تيركش مينت، طلبت موسكو عقد مثل هذه المباحثات المباشرة بين الأسد وأردوغان، ولكن رفض الرئيس السوري بشار الأسد جهود حلفائه الروس لترتيب لقاء مع التركي رجب طيب أردوغان، مستشهدًا بالانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا واستمرار وجود القوات التركية على الأراضي السورية.
كما يعتقد الأسد أن مباحثاته المقترحة مع أردوغان تساعده في انتخابات يونيو المقبل، مما يسمح له بالإشارة إلى إحراز تقدم في إعادة نحو 3.6 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا إلى سوريا.
ويبدو أن لسان حال دمشق هو سؤال بديهي ومنطقي في الوقت نفسه؛ لماذا يمنح أردوغان انتصارا بالمجان؟ لن يحدث أي تقارب قبل الانتخابات، وتستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم، ويتزايد الاستياء العام الذي يعبر عنه الأتراك بأشكال متعددة من وجود السوريين في البلاد.
وفي حين تواجه أزمة اقتصادية حادة وسط حالة من الإحباط العام، وعد أردوغان بـ "عودة طوعية" لمليون لاجئ إلى الأراضي السورية التي تسيطر عليها أنقرة وحلفاؤها.
ولكن دبلوماسيًا تركيًا أكد لـ"رويترز" أن سوريا ترى أن الاجتماع مع أردوغان "عديم الجدوى إذا لم يأتي بأي شيء ملموس، وما طلبوه حتى الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية من سوريا".
وقد شنت تركيا أول غزو لها لسوريا في عام 2016، بهدف حرمان المقاتلين الأكراد من قاعدة على طول حدودها، تبع ذلك غزوتان عسكريتان أخريان في عامي 2018 و2019، وتوطدت بصمة أنقرة في شمال سوريا منذ تلك توغلت القوات التركية هناك وأصبحت الليرة التركية هي الآن العملة المهيمنة في المنطقة ويتعلم تلاميذ المدارس السورية اللغة التركية كلغة ثانية وتدفع تركيا رواتب عشرات الآلاف من المتمردين السوريين المتحالفين وموظفي الخدمة المدنية، ولكن التقارب مع دمشق يمكن أن يساعد تركيا في تهدئة مخاوفها بشأن المسلحين الأكراد.
وأشار مسؤولون أتراك في الأيام الأخيرة إلى أن هجومًا بريًا جديدًا على سوريا قد يكون وشيكًا.
لا استياء في السياسة
يعود الخلاف بين الأسد وأردوغان إلى الربيع العربي، عندما دعم الزعيم التركي الانتفاضات ضد الأنظمة العربية في مصر وتونس، وفي سوريا، مولت تركيا الجماعات المسلحة المعارضة لدمشق ولكن خطوط الصدع القديمة للربيع العربي تنهار، وأردوغان، الذي تعاني بلاده من أزمة اقتصادية وتضخم متصاعد، يرضخ لمعطيات الواقع ببراجماتية مثيرة للتأمل.
وقال أردوغان الشهر الماضي إنه منفتح على إعادة العلاقات مع سوريا.
وأكد في مقابلة تلفزيونية في نهاية الأسبوع الماضي: "لا يمكن أن يكون هناك مكان للخصومة الدائمة في السياسة".
وعقد رئيسا المخابرات التركية والسورية عدة اجتماعات في دمشق هذا العام بهدف ترتيب اجتماع محتمل بين وزيري خارجية البلدين، لكن أحد المصادر نقلت عنه رويترز قوله إن دمشق رفضت الاجتماع ويمكن أن ترى سوريا أيضًا فوائد من تطبيع العلاقات مع جارتها تركيا.
والتقى الأسد الشيخ محمد بن زايد في مارس آذار في أول زيارة له لدولة عربية منذ اندلاع الحرب السورية في 2011، ولكن رويترز، وفقًا لمصادر مطلعة، ترجح أن عقد اجتماع بين الأسد وأردوغان لا يزال ممكنا "في المستقبل غير البعيد".
وقال المصدر: "بوتين يعد الطريق ببطء لتحقيق ذلك، وستكون بداية تغيير كبير في سوريا وستكون لها آثار إيجابية للغاية على تركيا كما يرجح أن تستفيد روسيا أيضًا بالنظر إلى أنها ممتدة في العديد من المجالات".