القاهرة تمد جسور التواصل مع مسلمي صربيا وسط انتشار الفكر الإخواني في كوسوفو المجاورة
تقوم القاهرة بمبادرات تجاه المسلمين في صربيا وسط تنامي نفوذ تنظيم الإخوان في كوسوفو المجاورة.
وأشار المحلل السياسي جورج ميخائيل، في تقرير نشره موقع المونيتور الأمريكي، إلى أن مصر تولي اهتمامًا لافتًا لملف تعزيز علاقاتها مع مسلمي صربيا كجزء من الجهود المبذولة لتعزيز نفوذها في الدولة الواقعة في جنوب شرق أوروبا.
و التقى سفير مصر في بلجراد باسل صلاح مع مفتي صربيا ورئيس الجالية المسلمة الشيخ مصطفى يوسف سبايتش، لإبقاء قنوات التواصل بين الجانبين مفتوحة وفعالة.
وأكد السفير باسل صلاح خلال الاجتماع على أن القاهرة تخطط لإرسال مبعوثين من رجال الدين إلى صربيا وإتاحة الفرصة للطلاب المسلمين الصرب للدراسة في الأزهر في مصر.
وأضاف أنه سيتم دعوة القادة المسلمين الصرب للمشاركة في المؤتمرات الدينية المصرية.
وتأتي انطلاقة المبادرات المصرية تجاه مسلمي صربيا في الوقت الذي تعمل فيه القاهرة على مواجهة الانتشار المتزايد لفكر تنظيم الإخوان المتطرف في كوسوفو.
وفي تقرير صدر في مايو 2021، سلطت قناة العربية الضوء على تطورات تشير إلى أن كوسوفو يمكن أن تصبح ملاذًا آمنًا من أعضاء تنظيم الإخوان المقيمين في تركيا بعد التقارب التركي المصري الأخير.
وكان الرئيس الإخواني محمد مرسي قد أولى اهتمامًا خاصًا لكوسوفو خلال أزمتها التي استمرت لسنوات مع صربيا قبل إعلان استقلالها في عام 2008.
وفي يونيو 2013، عندما كان تنظيم الإخوان لا يزال في السلطة في مصر، اعترفت القاهرة باستقلال كوسوفو عن صربيا، وقد تغير موقف مصر بعد أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه وجمد اعتراف القاهرة بكوسوفو، ثم بدأ السيسي في إبداء الاهتمام بالتقارب مع صربيا وفوائدها الاقتصادية وقام بعدة خطوات أخرى لم تكن داعمة لكوسوفو وفي عام 2015، امتنعت القاهرة عن التصويت على عضوية كوسوفو في اليونسكو.
واتفقت الدولتان خلال زيارة السيسي لبلجراد في يوليو الماضي على صفقة لتصدير القمح الصربي لمصر في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.
كما ناقش المسؤولان التعاون في مجالات الطاقة والغاز الطبيعي، ويرى المراقبون أن "التحركات والمبادرات المصرية تجاه الجالية المسلمة في صربيا كانت ملحة ولازمة في ضوء دعم مصر المتزايد لصربيا في أزمتها ضد كوسوفو، والتي كانت مدعومة من تنظيم الإخوان وتعد مؤشرًا على إدرام مصر لخطورة انتشار الفكر المتطرف.
كما أن تنظيم الإخوان يحاول إقناع الجمهور العربي بأن مصر تخلت عن المسلمين، لذا تحرص القاهرة على الرد القوي وتفنيد تلك المزاعم بمبادرات مهمة للمسلمين في صربيا، ومن خلال هذا الدعم، تسعى مصر أيضًا إلى تعزيز التعاون مع صربيا لحماية الأقلية الإسلامية ومنع أي جماعات إسلامية من التواجد في صربيا واستغلال القضايا الإسلامية لتحقيق أجندة الإخوان في أوروبا.
تجدر الإشارة إلى أن المسلمين في صربيا هم أقلية بنسبة تزيد قليلًا عن 3٪ من إجمالي عدد السكان البالغ 7 ملايين نسمة، وفقًا لآخر تعداد أُجري في عام 2011.
وأضاف التقرير: "يبدو أن مصر مهتمة بجميع جوانب التعاون مع صربيا، لا سيما على المستوى الاقتصادي، وتعزيز النفوذ المصري في صربيا يتطلب تعزيز التعاون الديني والثقافي، وفي المقابل تبدو صربيا مهمة أيضًا لمصر لاستيراد القمح في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وحاجة العالم إلى مصادر بديلة للقمح والحبوب.