الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مقارنة بين الجيش الإسرائيلي والإيراني.. من المنتصر في حرب لن تكون قصيرة؟

الجيش الإيراني
الجيش الإيراني

علا سعدي
وصلت العلاقات الإسرائيلية الإيرانية لنقطة اللاعودة، مع الانهيار الوشيك للاتفاق النووي الإيراني بفضل جهد جزئي من الضغط الإسرائيلي، وحذر القادة الإيرانيون في حال فشل الاتفاق ستستأنف برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وهي خطوة تعتبرها إسرائيل تهديدا لوجودها، وفقاً لمجلة “نيوز ويك” الأمريكية.
وفي غصون تصاعد التوترات سعى الاحتلال لطرد القوات الإيرانية من سوريا حيث تتمتع طهران بنفوذ متزايد في سوريا ويقاتل القادة الإسرائيليين بقوة لمنع انتشار الجنود الإيرانيين على طول حدودها الشمالية، وعلي الرغم من أي من الدولتين لا يريدان حرباً إلا ان احتمالات الحرب مازالت قائمة وكلا الدولتين لهما نفوذ عسكري كبير وأي مواجهة ستكون طويلة ودموية.
وأشارت المجلة إلى تفوق إيران على إسرائيل من حيث عدد السكان ولكن الأرقام وحدها لا تملي تفوق القدرة العسكرية والتكنولوجيا القتالية والخبرات والعوامل الحيوية الأخري أضاً،  وفي الحرب القدرة التكنولوجية هي الأكثر أهمية ما يجعل الحروب أكثر صعوبة بين الدول  وتجعل الحرب تدار من مسافة بعيدة وبمشاركة بشرية اقل.
ويبلغ عدد سكان إسرائيل حوالي 8.5 مليون نسمة وقوتها العسكرية أعلي بكثير من عدد سكانها، فشكلت إسرائيل قوتها العسكرية بعد خوضها حروب مع 7 جيران من الدول العربية وجمعت تاريخ الحروب التي خضتها في مجال التكنولوجيا المزدهر والعلاقات الوثيقة مع الدول الغربية القوية لتكوين أقوي القوي القتالية في العالم.
ولدي إسرائيل حوالي 170 الف جندي نشط و445 ألف جندي اختياطي، ويوجد تجنيد إجباري لجميع المواطنين غير العرب في إسرائيل ما يزيد عمرهم عن 18 عاماً ما يمنح إسرائيل مجموعة كبيرة من المقاتلين المدربين تدريباً جيداً لاستدعاءهم في حالة نشوب حرب.
أوضحت المجلة ان الجيش الإيراني أقل تطوراً من إسرائيل ولكنه يشكل قوة لا يمكن الأستهانة به، ومع عدد السكان الكبير لطهران الذي يبلغ حوالي 82 مليون نسمة يمكنها تشكل قوة دائمة تضم حوالي 534 ألف جندي إضافة إلي 400 ألف جندي إصافي ما يجعلها أكبر قوة في الشرق الأوسط، وتبلغ القوي البشرية الإيرانية المتاحة حوالي 47 مليون نسمة مقابل 3 ملايين فقط لإسرائيل، وتبرز أهمية ذلك في طبيعة اي حرب سيجري خوضها.
ويشير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إلي أن إسرائيل في عام 2017 أنفقت  16.5 مليار دولار علي قواتها المسلحة، بينما أنفقت إيران 14.5 مليار دولار، وعلى الرغم من أن هذا لا يبدو وكأنه فجوة كبيرة ، إلا أن يظهر  حقيقة واحدة وهي انفاق إسرائيل أكثر علي جيشها الأصغر حجما وفجوة الأنفاق في جودة المعدات المستخدمة.
ولفتت الصحيفة إلي احتفاظ إسرائيل بدبابات أكثر من إيران حوالي 2760 دبابة مقابل 1650 دبابة، ما يجعلها تفوز بالجودة والكمية، ولديها احدث نسخة من دبابة ميركافا وهي من أفضل الدبابات الدفاعية في العالم، وتستخدم إيران في الغالب دبابات من الدرجة الثانية.
ويضم سلاح الجو الإسرائيلي افضل الطائرات في العالم، وسلاحه مجهز ومدرب لأعلي مستوي، كما أن طياريها من ذوي الخبرة ، حيث يقومون بعمليات منتظمة ضد أهداف في سوريا ولبنان وقطاع غزة، ويضم حوالي 250 مقاتلة من بينهم لايتنج 2 وهي واخدة من 4 طائرات مقاتلة من الجيل الخامس في العالم، وطائرات لوكيهد مارتن ولديها 50 مقاتلة من طراز “أف-35”.
وعلى النقيض من ذلك ، تضم إيران حوالي 160 طائرة مقاتلة، ولا يوجد بها طائرات متقدمة مثل “أف-36″، وطياريها أقل تدريبا وخبرة مقارنة بنظرائهم الإسرائيليين، ولدي إيران أكثر من 30 غواصة و5 فرطاقات و3 طرادات وأكثر من 200 سفينة حرببية، و يوجد لدى إسرائيل حاليا خمس غواصات ، وثلاث طرادات ، وثمانية زوارق صواريخ ، و 45 زورق دورية، وبالنظر إلى الجانب الجغرافي فمن غير المرجح أن يلعب المسرح البحري أي دور مهم في صراع محتمل.
وتعتقد المجلة ان إسرائيل لديها البطاقة الرابحة في حالة نشوب حرب شاملة، بجانب احتفاظ إسرائيل بشكل سري عن حجم ترسانتها النووية حيث تمتلك ما بين 75 و400 رأس نووي حربي يمكن وضعهم علي صواريخ أريحا الإسرائيلية الباليستية أو صواريخ كروز التي تنطلق من الغواصات أو حتي من الطائرات المقاتلة.
وأضافت الملجة إن إيران ليس لديها قوة نووية، وحتي لو انهارت المحادثات حول استنئاف الاتفاق النووي، فسوف يستغرق الأمر منها سنوات عديدة قبل أن تنضم للنادي النووي، ولكنها تعمل بجد لتحسيم ترسانتها الصواريخ الباليستية التي تعد واحدة من أقوي الترسانة في المنطقة وقادرة علي ضرب إسرائيل.
ولدي إيران جهود أخري لضرب إسرائيل من خلال تقديم الدعم  المالي والعسكري للجماعات المناهضة لإسرائيل في الشرق الأوسط ما يمنحها طريقة غير تقليدية لضرب إسرائيل في حالة وقوع نزاع، وتقدم الدعم لحزب الله اللبناني الشيعي ولحماس في فلسطين ولجماعات الجهاد الإسلامي في غزة، ولكن يعد حزب الله مصدر قلق للقادة الإسرائيليين ولديه جيشا مدربا جيدا ومجهزا بشكل جيد وأقوي بكثير من الجيش اللبناني وقادر علي العمل بحرية.
وتري المجلة أن خبرة حزب الله في القتال بجانب قوات النظام في سوريا أعطته فرصة قتالية حيوية حيث يحتفظ بترسانة صاروخية ضخمة ، ويمكن لأسلحته أن يضرب في أي مكان في إسرائيل.