روسيا حصدت قمحًا قيمته مليار دولار في أوكرانيا
فقدت أوكرانيا ما لا تقل قيمته عن مليار دولار من القمح الذي جرى حصاده في المناطق التي تسيطر عليها روسيا، وفقًا لأبحاث باستخدام صور الأقمار الصناعية من برنامج وكالة "ناسا" للأمن الغذائي والزراعة.
يقدم التحليل فكرة عما يحدث في الأراضي الأوكرانية المحتلة، حيث تخضع المعلومات لرقابة قوية. يستخدم التحليل نموذجًا للتعلُّم الآلي، يكشف التغيرات في الشكل (البنية) واللون، بناء على سلسلة زمنية من صور الأقمار الصناعية، لتحديد الأماكن التي جرى فيها حصاد المحاصيل وتلك التي تُركت كما هي.
جرى حصاد نحو 6 ملايين طن من القمح في مناطق غير تابعة لسيطرة أوكرانيا، وفقًا لبرنامج "ناسا هارفست" (NASA Harvest). كما جرى حصاد نحو 88% من محاصيل الشتاء المزروعة في المناطق المحتلة. أما المناطق التي لم يجر حصادها، فهي بشكل أساسي تلك الواقعة على امتداد خط الجبهة.
يثير البحث التساؤل عما يحدث لهذه المحاصيل. تُصدِّر السفن الروسية الحبوب، التي من المرجح أنها من المناطق الأوكرانية المحتلة، إلى دول تشمل ليبيا وإيران، لكن من الصعب تقدير حجم الصادرات لأن سفن الشحن تخفي مصادر الشحنات. نفت روسيا استيلاءها على الحبوب، لكن المسؤولين تحدثوا علنًا عن استئناف شحنات الحبوب من الموانئ المحتلة.
تُعد أوكرانيا مُصدِّرًا رئيسيًا للقمح، وأدى الحصار على موانئها بعد الغزو الروسي إلى ارتفاع الأسعار، ما قد يجعل تهريب الحبوب أكثر ربحية. ساعد الاتفاق الذي يتيح لأوكرانيا استئناف الصادرات، على تهدئة أسعار الحبوب، لكنها لا تزال عند مستويات تاريخية مرتفعة.
قرابة ربع قمح أوكرانيا يُزرع على أراضٍ تقول روسيا إنها ضمتها إليها، رغم أن بعض هذه الأراضي تحت سيطرة أوكرانيا. وتشمل تقديرات "ناسا هارفست" القمح، إلا أنها حتى الآن، لا تشمل المحاصيل والمواد الغذائية الأخرى المُخزّنة. لا تشير النتائج إلى ما حدث للمحاصيل بعد حصادها.
تجارة المواد المنهوبة جريمة حرب
وفق حسابات فريق "ناسا هارفست"، حصد المزارعون 26.6 مليون طن من القمح هذا العام في أوكرانيا، وهو ما يزيد بضعة ملايين من الأطنان على توقعات رئيسية أخرى.
حذر المدعي العام في سويسرا، التي تُعد مركزًا رئيسيًا لتداول السلع، من أن إضفاء الطابع التجاري على المواد الخام المنهوبة، قد يُمثِّل جريمة حرب.
قالت شركة "هارف إيست" (HarvEast)، وهي إحدى كبريات شركات زراعة القمح في أوكرانيا، إن كل محاصيل الشتاء التي زرعتها على أرضها في منطقة دونيستك، حصدتها القوات المحتلة هذا الصيف.
قال الرئيس التنفيذي للشركة، دميتري سكورنياكوف: "هذا العام، كان محصول القمح الشتوي كبيرًا جدًا في هذه المنطقة بسبب الأحوال الجوية المواتية. سُرق كل ما جرى حصاده في حقولنا، وجرى تصديره من أوكرانيا".