الاتحاد الأوروبي يبدأ مهام تدريب الجيش الأوكراني في بولندا
تدرب جنود أوكرانيون على إزالة الألغام في بولندا في إطار واحد من أوائل التدريبات العسكرية التي وفرتها بعثة الاتحاد الأوروبي التدريبية الجديدة لجيش أوكرانيا، مع تكثيف التكتل لدعمه العسكري لكييف، والاتجاه لتنفيذ مزيد من المبادرات الدفاعية منذ بدء الغزو الروسي للبلاد، وفق "بلومبرج".
وقالت "بلومبرج"، السبت، إن مجموعة من الجنود كانوا يتلقون تعليمات لأكثر من أسبوع حول تقنيات إزالة الألغام، وكيفية نزع فتيل الأفخاخ المتفجرة من مدربين عسكريين دوليين، بينهم خبراء متفجرات من كندا في قاعدة تقع بحقول قريبة من مدينة برزيج جنوب غرب بولندا.
ويقود مهمة المساعدة العسكرية للاتحاد الأوروبي لأوكرانيا نائب الفريق البحري هيرفيه بليجين، وسيوفر تدريبًا فرديًا وجماعيًا ومتخصصًا لما يصل إلى 15 ألف جندي. على الرغم من المعارضة الأولية من بولندا، سيجري تدريب نحو ثلث الجنود أيضًا في ألمانيا.
وأشارت إلى أن هؤلاء الجنود جزء من أول وحدة قوامها 1100 جندي يجري تدريبهم في مواقع مختلفة عبر القارة الأوروبية.
ونقلت عن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قوله للصحافيين، الجمعة، خلال زيارة للقاعدة: "أنا متأثر للغاية من هذا اللقاء، أشعر بالفخر الشديد والسعادة لوجودي مع الجنود الأوكرانيين الذين يجري تدريبهم هنا للدفاع عن أراضيهم من العدوان الروسي".
وأضاف: "هذه المهمة تعد مهمة غير مسبوقة من نواح عديدة، إنها تدفع حدود التعاون العسكري للاتحاد الأوروبي".
من جانبه، قال ستيفن بلوكمانز، مدير الأبحاث في مركز دراسات السياسة الأوروبية وهو مؤسسة فكرية مقرها بروكسل، إن هذه التحركات ترقى إلى ما يراه الكثيرون على أنه "تحوّل جذريًا" بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وأضاف: "مشروع السلام الأبدي يشارك الآن في تعويض الدول الأعضاء أو استخدام هياكل الاتحاد الأوروبي للمساعدات القتالية التي يرسلونها إلى أوكرانيا"، مشيرًا إلى أنه بخلاف الناتو، لا يُنظر إلى الخطوة على أنها تصعيدية، لأن "روسيا ببساطة لم تعامل مع الاتحاد الأوروبي بجدية باعتباره جهة فاعلة عسكرية".
على الرغم من خطوات الاتحاد الأوروبي، ليس من الواضح مدى تأثير هذه الجهود على الحرب في أوكرانيا.
وأشار بلوكمانز إلى أنه على الرغم من أن هذه الجهود ربما لا تغير قواعد اللعبة، لكنها تساعد ببطء وتدريجيًا في بناء اتحاد دفاعي أوروبي.
ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، بدأ الاتحاد الأوروبي واحدة من أجرأ عملياته للدعم العسكري النشط، والتي تعد خطوة كبيرة لتكتل تشكل لضمان عدم تكرار النزاعات الدموية التي شهدتها الحرب العالمية الثانية في القارة مجددًا.
ويحاول الاتحاد الأوروبي تنفيذ مهمة طموحة بقيمة 106.7 مليون يورو (112 مليون دولار)، تهدف إلى تدريب 15 ألف جندي أوكراني بالإضافة إلى إرسال شحنات أسلحة كبيرة إلى أوكرانيا، وفرض عقوبات تشل اقتصاد روسيا، وتقديم مليارات اليورو لدعم الشؤون المالية لكييف.
وهذه هي المرة الأولى التي تجري مهمة التدريب، التي ستمتد أيضًا إلى ألمانيا، خارج البلاد وعلى أراضي الاتحاد الأوروبي، على الرغم من معاهدة التكتل التي تنص على استخدام الأصول العسكرية لسياستها الأمنية والدفاعية المشتركة خارج الاتحاد وليس داخله.
وفي سابقة أخرى، يستخدم الاتحاد الأوروبي أموال دافعي الضرائب لتعويض دول أعضاء مقابل الأسلحة التي ترسلها إلى أوكرانيا في إطار ما يعرف بـ"بمرفق السلام الأوروبي".
ويعتبر "مرفق السلام الأوروبي"، أداة مالية تغطي جميع الأعمال الخارجية التي لها آثار عسكرية أو دفاعية بموجب السياسة الخارجية والأمنية المشتركة.
ويتناقض هذا مع المرة الأخيرة التي غزت فيها روسيا أوكرانيا وضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014، عندما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات في المقام الأول ردًا على ذلك. وبينما عرضت دول منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) مليارات الدولارات في صورة أسلحة وتدريب وأنواع أخرى من الدعم بشكل فردي، امتنع التحالف العسكري عن تقديم أي دعم قتالي، خلافًا لإجراءات الاتحاد الأوروبي، لتجنب تصعيد الصراع.