نقاد عن إعادة إنتاج «سيدتي الجميلة»: «إفلاس فني.. وعلينا التجربة لكي نحكم»
لا تزال أصداء إعادة إنتاج مسرحية "سيدتي الجميلة" إحدى روائع الكاتب المسرحي العالمي برنارد شو تلقي بظلالها على ذروة الأحداث الفنية، وما بين مؤيد للفكرة ورافض لها، يظل الجدل دائرا حول اختيار الشخصيات التي تجسد المسرحية في نسختها الجديدة، إذ تم اختيار أحمد السقا وريم مصطفى لتجسيد شخصيات الراحلين فؤاد المهندس وشويكار، بعد 53 عاما من تقديمها في مصر لأول مرة عام 1969.
أعمال سينمائية ومسرحية ودرامية أعيد إنتاجها
لم تكن مسرحية "سيدتي الجميلة" هي الأولى في تجارب إعادة الإنتاج، فهناك الكثير من الأعمال الفنية سواء مسرحية أو درامية، أو حتى سينمائية، تم إعادة تقديمها مرة أخرى بعد تقديمها أول مرة بسنوات طويلة، وعلى سبيل المثال ما قام به النجم محمد صبحي من إعادة تقديم مسرحية "لعبة الست" بمشاركة سيمون، بعدما قدمها النجم الراحل نجيب الريحاني مسرحيا وسينمائيا، وشاركته بطولتها الفنانة الراحلة تحية كاريوكا.
وهناك أمثلة أخرى لأفلام أعيد إنتاجها بشكل جديد يتناسب مع العصر الذي قدمت خلاله، ومنها فيلم "عنتر وعبلة" للمخرج نيازى مصطفى، والذ أعيد إنتاجه تحت اسم "عنتر ابن شداد". ومن الأمثلة الشهيرة في الدراما التي حولت أفلاما إلى مسلسلات "بين السما والأرض"، و"الباطنية"، و"نحن لا نزرع الشوك"، “الكيف”.
ما ظهر مؤخرا بعد الإعلان عن تقديم مسرحية "سيدتي الجميلة" بشكل جديد، أثار جدلا واسعا حول الفكرة، والذي طال أيضا أسماء نجوم المسرحية، متسائلين: هل لديهم القدرة على تحقيق نجاح ملموس أسوة بنجومنا الراحلين فؤاد المهندس وشويكار؟
نقاد يتحدثون عن إعادة إنتاج مسرحية “سيدتي الجميلة”
حول إعادة تقديم الأعمال التراثية، تحدث "الرئيس نيوز" مع عدد من النقاد والمتخصصين، وكان لهم آراء متباينة حول الفكرة.
ماجدة خيرالله: حالة من الإفلاس الفني ولا يوجد تشابه بين الأبطال
الناقدة ماجدة خير الله، أكدت أن فكرة إعادة إنتاج أعمال تراثية أو قديمة، هو حالة من الإفلاس التي يعاني منها المؤلفون، مشيرة إلى أن الأمر أصبح به استسهال كبير ومجرد "نحت فني" لا يضيف تاريخ ولا يسجل أرشيف للمؤلف أو المخرج ولا حتى الأبطال.
وأضافت خير الله أن الأزمة المالية العالمية، دفعت الجميع للسعي وراء البحث عن المكسب السريع، بغض النظر عن الأعمال الجيدة التي تترك علامة لدي الجمهور، مطالبة بضرورة التوقف عن إعادة إنتاج الأعمال مرة أخرى.
وعن مسرحية "سيدتي الجميلة"، قالت خير الله: "بالطبع لا يجب التسرع في الحكم دون مشاهدتها"، مشيرة إلى أن هناك اختلاف كبير في العصر والزمن وكافة التفاصيل، وعلينا أن ننتظر لنحكم هل حقا تمكن صناعها من تقديم عمل جيد أم مجرد استنساخ لعمل لا يتناسب مع العصر الحالي؟
وأنهت حديثها قائلة: "حقيقة لا السقا ولا ريم يشبهان فؤاد المهندس وشويكار في أي تفاصيل، ولكن من الممكن أن يقدما لنا شكل جديد ومختلف يتناسب مع العصر الحالي".
طارق الشناوي: أغلب التجارب السابقة لم تنجح وعلينا أن ننتظر العرض قبل الحكم
الناقد الفني طارق الشناوي، طالب بعدم التسرع في الحكم على مسرحية "سيدتي الجميلة"، قائلا إنها عمل عالمي تم تقديمه في أكثر من دولة وبأكثر من لغة، ومن حق صناعها أن يقدموها كغيرهم، مشيرا إلى أنه لا يمكن الحكم على عمل فني قبل مشاهدته.
وقال الشناوي: "إعادة إنتاج عمل فني قديم لا ينفي الأصل والهجوم على مسرحية سيدتي الجميلة غير صحيح علينا أن ننتظر التجربة يمكن أن تفشل أو تنجح"، مضيفا أن الجمهور مرتبط وجدانيا بفؤاد المهندس وشويكار، وبالتالي فإن إعادة إنتاج المسرحية تجربة محفوفة بالخطر وعلينا ألا نصادر حق الناس في التجربة حتى لو كانت هناك كثير من التجارب الفاشلة في السابق.
وتابع الشناوي: "في الثمانيات التلفزيون المصري أعاد إنتاج الثلاثية من خلال مسلسل مثله محمود مرسي وهدي سلطان، ولم تنجح وما أقوله لا يعني باليقين أن المسرحية سوف تفشل"، وأضاف: "وربما قام أيمن بهجت قمر مؤلف العمل قام بعمل معالجة تشبه أحمد السقا وريم مصطفى أبطال العمل".
وأوضح الشناوي أن المسرحية نص عالمي وفكرة عالمية، ويمكن إعادة العمل مرات عديدة وهذه الأعمال يمكن أن تقدم بأكثر من وجهة نظر، وقال: "أنا أعذر الناس لا شعوريا تدافع عن وجدانك المرتبط بفؤاد المهندس وشويكار ويجب ألا نصادر على حق الناس في التجربة".
مسرحية "سيدتى الجميلة" مقتبسة من مسرحية بيجماليون لجورج برنارد شو، وتم تقد تقديمها في أكثر من عمل سواء على خشبة المسرح أو السينما، وستقدم برؤية جديدة من عالم الكاتب الراحل بهجت قمر وإخراج حسن عبد السلام، وتدور أحداثها حول كمال الذي يبحث عن امرأة جميلة ليريها للملك، فتسرقه نشالة تدعى صدفة فيعجب بشخصيتها المتوحشة ويأخذها ليعلمها آداب الإتيكيت، ويعلمها كيفية التصرف مع الملك.