سيناريوهات محتملة للعدوان التركي على الشمال السوري
لا تزال أجواء الحرب تخييم على المشهد في شمال سوريا، فبينما تتحسب القوات الكردية عدوانًا تركيًا وشيكًا في أي لحظة، تبحث أمريكا مع الجانب التركي كيفية العدول عن الخطوة، بتحقيق انسحاب كردي من المناطق الحدودية.
وتقول تركيا إنه ليس بمقدور أي قوة أن تجعلها تتراجع عن تنفيذ العملية التي تزعم أنها لحماية امنها القومي، فيما لا تزال قوى دولية وإقليمة تعارض الخطوة التركية، مثل أمريكا وروسيا وفرنسا، وإيران ومصر.
وتتواصل المشاورات مع الأطراف الفاعلة، وتحديدا روسيا وأميركا، اللتين تسعيان لإقناع تركيا بإلغاء العملية التي تصر على القيام بها.
وإلى حين اتخاذ قرار تنفيذ هذه العملية، تسود حالة ترقب وهدوء حذر المناطق الخاضعة لسيطرة ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية، مع استمرار التعزيزات التركية وارتفاع وتيرة القصف المكثف جوا وبرا على مناطق ومنشآت ومقار هذه القوات في شمالي وشرقي سوريا.
وفي خضم حالة الترقب هذه لا يتوقف الجيش التركي عن مواصلة قصفه لمواقع حزب العمال الكردستاني وفروعه في سوريا والعراق بمختلف أنواع الأسلحة، تمهيدا للعملية الجديدة شمالي سوريا رغم الدعوات الأميركية والروسية إلى ضبط النفس وخفض التصعيد.
سيناريوهات محتملة
ووفق تقارير فإن الجانب التركي مصمم على إطلاق عمليته البرية بناء على كل التصريحات الرسمية للمسؤولين الأتراك، ولكنه يبحث عن إمكانية تسويات تتيح له تحقيق أهدافه دون إطالة للاستفادة من أقل تكلفة ممكنة لإستراتيجية أنقرة في حماية حدود البلاد، فيما تذهب أراء أخرى أن تركيا خلقت من خلال عمليات القصف التي تقوم بها من خلال الحدود واقعا يصعب التراجع عنه، وأن أنقرة عندما تشعر أن أميركا منحتها الضوء الأخضر ستلجأ إلى عملية برية دون إمكانية تحديد وقتها المناسب، وإلى حين ذلك ستستمر أنقرة في قصفها الجوي.
وكشف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن واشنطن طلبت من أنقرة إعادة دراسة العملية العسكرية المحتملة، وأن أنقرة طلبت في المقابل الوفاء بالتعهدات المقدمة لها.
عمليات سابقة
كانت تركيا قد نفذت سابقا 3 عمليات في الشمال السوري ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أميركيا، حيث جرت أول عملية تحت عنوان "درع الفرات"، واستمرت قرابة 7 أشهر وانتهت في مارس 2017، وسيطرت خلالها المعارضة السورية بدعم تركي على إعزاز وجرابلس ومدينة الباب بريف حلب الشرقي.
أما العملية العسكرية الثانية فكانت تحت عنوان "غصن الزيتون"، بدأت في 2018 واستمرت 4 أشهر، تمت السيطرة خلالها على مدينة عفرين شمالي حلب.
وفي أكتوبر 2019 أطلقت تركيا عملية "نبع السلام"، وجاء بعدها اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا، الذي نص على الاحتفاظ بالوضع القائم وتحكّم تركيا في عمق نحو 30 كيلومترا من الحدود، شاملةً مدينتي تل أبيض ورأس العين.