نيويورك على موعد للتعرف على مصر القرن التاسع عشر من لوحات تشارلز تيودور فرير
حصل معرض نيويورك الرائد والمتخصص في الأعمال الفنية في القرنين التاسع عشر والعشرين، مؤخرًا على لوحة مهمة للفنان المستشرق الفرنسي تشارلز تيودور فرير (1814-1888) الذي ذاعت شهرته في القرن التاسع عشر تعرف اللوحة باسم "بني سويف"، وهي لوحة مستطيلة، تبلغ أبعادها 16 × 24.5 بوصة، وهي مثال رائع لمشاهدة الفنان لنهر النيل، مما يعطي المشاهد لمحة صغيرة عن حياة الشرق الأوسط في القرن التاسع عشر.
وتلقى تشارلز تيودور فرير تدريبه الاحترافي بمدرسة الفنون الجميلة تحت إشراف جان ليون كونييه (1794-1880) وكاميل روكويبلان (1802-1855)، وعرض لوحاته الأولى في صالون باريس عام 1834 وفي أواخر ثلاثينيات القرن التاسع عشر، أمضى فرير حوالي عامين في الجزائر وسرعان ما أصبح أحد الفنانين من الجيل الأول الملتزمين بموضوع الاستشراق، وانغمس في هذه الدراسة طوال حياته وخلال الخمسينيات من القرن التاسع عشر، أمضى عدة سنوات في مصر، وسافر عبر نهر النيل عدة مرات، وفي النهاية أسس استوديو للتصوير الزيتي له في القاهرة من عام 1855 فصاعدًا، عرض فقط أعمالًا ذات طابع استشراقي في صالون باريس، واستمر في القيام بذلك على مدار العقود الثلاثة التالية.
وكان حب فرير لموضوعات الشرق الأوسط مصدر إلهام للعديد من الفنانين الشباب، مثل جان ليون جيروم ورودولف إرنست ولودفيج دويتش ويوجين جيرارديت ويوجين فرومنتين، أما عن لوحة "بني سويف"، فقد ذكر تقرير لموقع "آرت دايلي" أنها تتناول مشهد جميل لغروب الشمس يظهر فيه مجموعة من الرجال والجمال في حالة راحة على طول نهر النيل، الذي يمتد حوالي 4100 ميل عبر مصر والسودان ووفقًا لمدير المعرض هوارد ريس، فإن ما يلفت انتباه عشاق الفنون هو وقت العمل الهادئ من اليوم والموضوع المعقد، بالإضافة إلى حالة اللوحة العامة وجودتها وحجمها.
وعلى مر السنين، رأى الأمريكيون العديد من الأعمال الأخرى للفنان الفرنسي، ولكنها لم تكن بحالة جيدة، أما موضوع الجودة في لوحة "بني سويف" فمختلف، وبدت هذه الصورة فجودتها ممتازة، في حين أن بني سويف (أو بني سويف) هي واحدة من المناطق الحديثة في مصر، فإن عنوان اللوحة يشير على الأرجح إلى عاصمة تلك المنطقة على الضفة الغربية لنهر النيل التي تقع على بعد سبعين ميلًا جنوب القاهرة، وقد ظلت المدينة والمناطق المحيطة بها مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة. ولم تبدأ المدينة في النمو بثبات إلا خلال العصور الوسطى، وذلك بفضل إنتاج وبيع المنسوجات القطنية التي استمرت حتى يومنا هذا، وخاصة في شكل السجاد والبسط.
البحث في تاريخ العمل لا يزال مستمرا. نظرًا لأن الفنان لم يحدد تاريخًا للعديد من لوحاته، فمن الصعب تحديد تاريخ دقيق لهذه اللوحة. ومع ذلك، في صالون باريس عام 1879، عرض الفنان لوحة بعنوان بني سويف على الأرجح وفقًا لمؤرخي الفن التشكيلي.