"داعش" يقر بمقتل زعيمه أبي الحسن الهاشمي القرشي ويسمي خليفة له
بعد نحو شهر ونصف الشهر من إعلان أمريكا إن زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي قتل على يد فصائل معارضة في منطقة ريف درعا، أعلن تنظيم ما يعراف باسم “الدولة الإسلامية” - داعش - مساء أمس الأربعاء مقتل زعيمه أبي الحسن الهاشمي القرشي من دون أن يحدد مكان أو تاريخ مقتله، في تسجيل صوتي للمتحدث باسمه.
المتحدث باسم التنظيم الإرهابي، أبو عمر المهاجر، قال في التسجيل الذي نشرته حسابات جهادية: "القرشي قتل وهو يراغم أعداء الله ويجالدهم فقتل منهم ما شاء الله أن يقتل ثم قتل كما يقتل الرجال في سوح الوغى والنزال” بحسب تعبير التسجيل الصوت، لكن لم تتضح بالضبط ظروف وفاته.
التنظيم أعلن تعيين أبي الحسين الحسيني القرشي “خليفة للمسلمين” ليكون رابع زعيم لتنظيم الدولة الإسلامية.
ولم يقدم المتحدث أي تفاصيل حول الزعيم الجديد لكنه وصفه بأنه من “قدامى المجاهدين”، داعيًا عناصر التنظيم المتطرف إلى مبايعته.
إعلان القيادة المركزية للجيش الأمريكي
وأعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي الأربعاء أن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية السابق قتل على يد فصائل معارضة قبل شهر ونصف في محافظة درعا في جنوب سوريا.
قال المتحدث باسم القيادة المركزية (سنتكوم) جو بوتشينو في بيان إن أبي الحسن الهاشمي القرشي قتل في منتصف أكتوبر “في عملية نفذها ما يسمى "الجيش السوري الحر”، وهي تسمية أطلقت خلال سنوات النزاع الأولى على فصائل المعارضة المسلحة ضد النظام السوري، ولا تزال تستخدمها واشنطن للإشارة لتلك الفصائل.
أشار المتحدث إلى أن العملية نُفذت في محافظة درعا، التي تسيطر عليها قوات النظام السوري وتنتشر فيها فصائل معارضة سابقة أجرت مصالحات مع دمشق.
ولم يوضح المتحدث ظروف مقتل زعيم التنظيم وكيفية تنفيذ العملية.
قال بوتشينو إن مقتل الهاشمي يشكل “ضربة جديدة” للتنظيم المتطرف، لكنه لفت إلى أنه لا يزال يشكل خطرًا على المنطقة.
هزائم التنظيم الإرهابي
ومني تنظيم الدولة الإسلامية، الذي سيطر في العام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، بهزيمة أولى في العراق ثم في سوريا. لكن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات وإن محدودة في البلدين خصوصًا ضد القوى الأمنية. كما يتبنى هجمات في دول أخرى حول العالم.
وكتب الباحث ومدير تحرير مجلة نيولاينز حسن حسن، وهو مؤلف كتاب عن تنظيم الدولة الإسلامية، في تغريدة أن الهاشمي قد يكون قتل “بالصدفة في غارة أو قتال من دون أن تكون الجهة التي قتله تعلم من هو” إن كانت الولايات المتحدة أو القوات العراقية أو المقاتلين الأكراد. وأضاف “هذا أمر غير مسبوق لكنه محتمل”.
بشار خطاب غزال الصميدي
وفي التاسع من سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن القوات التركية ألقت القبض على “قيادي كبير” في تنظيم الدولة الإسلامية ملقب بـ”أبو زيد” واسمه الحقيقي بشار خطاب غزال الصميدعي. وذكرت وسائل إعلام تركية في حينه إلى أدلة تشير الى أن الصميدعي قد يكون الهاشمي القرشي.
اعتبر حسن أن التنظيم قد يكون فضّل الاعلان عن مقتل زعيمه عوضًا عن الاعتراف باعتقاله، خصوصًا انه لم يعلن يومًا عن اسمه الحقيقي.
وفي العام 2014، حين أعلن التنظيم تأسيس ما يعتبره “الخلافة الاسلامية” على مساحة تفوق 240 ألف كيلومتر مربع تمتدّ بين سوريا والعراق، تحكّم عناصره بمصائر سبعة ملايين شخص. بثوا الرعب في مناطق سيطرتهم وفرضوا قواعد متشددة جدًا، كقطع الرؤوس وسبي النساء. ونفذوا اعتداءات وحشية حول العالم، قبل أن تتقلّص مساحة سيطرتهم تدريجيًا.
ووفق موقع “الرأي اليوم” بعدما مُني التنظيم بهزيمة أولى في العراق في العام 2017 إثر معارك مع القوات العراقية، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة أميركيًا وعلى رأسها المقاتلين الأكراد، في 23 مارس 2019، هزيمة التنظيم إثر معارك استمرت بضعة أشهر، حوصر خلالها مقاتلوه من جنسيات مختلفة من أوروبا ودول آسيوية وعربية، والآلاف من أفراد عائلاتهم في الباغوز الحدودية مع العراق.
الخلاص من زعماء داعش
ومنذ إعلان القضاء على “خلافة” تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2019، تلاحق القوات الأميركية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن قياديي التنظيم المتوارين. وتشن بين الحين والآخر غارات وعمليات دهم أو إنزال جوي ضد عناصر يشتبه بانتمائهم إلى التنظيم في سوريا.
وقد توجت هزيمة التنظيم بقتل القوات الأميركية لزعيمه الأول أبو بكر البغدادي ليل 26-27 أكتوبر 2019 في عملية عسكرية أميركية في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
وفي فبراير 2022، أعلنت الولايات المتحدة قتل زعيم التنظيم الثاني أبو ابراهيم القرشي أيضًا في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبة النصرة سابقًا) في إدلب السورية.
وفي يوليو، أعلنت الولايات المتحدة أنها قتلت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ماهر العكال في ضربة نفذتها طائرة مسيرة أميركية.
ويقبع آلاف المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم من جنسيات مختلفة في السجون العراقية كما في سجون القوات الكردية في سوريا.