السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
رياضة

كرة قدم بـ"نكهة سياسية".. أمريكا تصطدم بإيران وصربيا تواجه سويسرا

أجواء مشحونة سياسيا
أجواء مشحونة سياسيا تخيّم على لقاء إيران وأمريكا

تتجه أنظار العالم إلى مواجهات المرحلة الثالثة والأخيرة في دو المجموعات بمونديال قطر 2022، حيث تخيم أجواء مشحونة سياسيا على مباراتي إيران وأمريكا وصربيا وسويسرا.

ويشهد اليوم، مواجهة بين الخصمين دبلوماسيا الولايات المتحدة وإيران ولكن هذه المرة على أرض الملعب في إطار بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في قطر.

ويخشى بعض الإيرانيين من أن يشوب المباراة المزيد من الخلافات مع أمن الملعب أو اشتباكات مع مشجعين موالين للحكومة الإيرانية في ظل الاحتجاجات المستعرة في بلادهم.

وستقام المباراة بين منتخبي البلدين اللذين قطعا علاقاتهما منذ أكثر من 40 عاما وسط تعزيزات أمنية لمنع تصاعد التوتر المرتبط بالاضطرابات التي تجتاح إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق يوم 16 سبتمبر أيلول.

وفي إظهار للتضامن قبل المباراة، عرض الاتحاد الأمريكي لكرة القدم مؤقتا العلم الوطني الإيراني بدون شعار الجمهورية الإسلامية، مما دفع طهران وفقا لما ذكرته وسائل إعلام حكومية إلى تقديم شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

وتراهن قطر، التي تتمتع بعلاقات قوية مع واشنطن وعلاقات ودية مع طهران، على تنظيم بطولة هادئة لا تشوبها أي مشكلات، إذ تعزز الأمن في مباريات إيران وتحظر بعض الأدوات التي تعتبر تحريضية مثل علم إيران فترة ما قبل الثورة الإسلامية.

وقال مسؤول قطري إنه عندما فازت إيران على ويلز يوم الجمعة، تم نشر فرق أمنية “لفض عدد صغير من المشادات” بين مشجعين إيرانيين خارج الاستاد، مضيفا أنه تم التعامل مع الأحداث “بسرعة” لاحتواء التوترات.

وقالت الإيرانية الكندية عزي، التي ارتدت قميصا حمل شعار “المرأة، الحياة، الحرية” الذي يرمز للاحتجاجات في إيران “لن أحضر المباراة اليوم الثلاثاء لأنني لا أشعر بالأمان في قطر”، ورفضت الكشف عن اسم عائلتها.

وقالت لـ"رويترز" عن منع أمن الاستاد لها بسبب ملبسها “قطر تطبق نفس نظام الرقابة الموجود في إيران، كما أن الفيفا تتحمل المسؤولية”.

تخطط هيلا ياديجار (37 عاما) لحضور المباراة لإظهار دعمها للمحتجين في إيران على الرغم من احتجاز أمن الملعب لها ولزوجها لفترة وجيزة في مباراة إيران وويلز وتعبيرها عن قلق مماثل بشأن الأمن في الدولة الخليجية.

وقالت ياديجار، التي تعمل في مستشفى في كندا “وضعت كرسيا خلف (باب) غرفتنا في الفندق رغم أنه كان مغلقا”.

وقال المسؤول القطري ردا على سؤال حول المخاوف الأمنية للمشجعين وشكواهم من القيود إن السلطات ستعمل على ضمان أن تكون كل مباراة في كأس العالم “آمنة وتستقبل جميع المشجعين”.

وأضاف أنه لن يتم السماح بدخول العناصر التي “يمكن أن تزيد التوترات وتهدد سلامة الجماهير” إلى الملاعب.

النشيد الوطني

امتدت السياسة إلى البطولة الرياضية، وهي الأولى التي تقام في دولة في الشرق الأوسط، حيث يواجه المنتخب الإيراني ضغوطا لدعم المحتجين.

ورفض لاعبو إيران ترديد النشيد الوطني في مباراتهم الأولى والتي تلقوا فيها الهزيمة 6-2 أمام منتخب انجلترا. ورددوا النشيد قبل مباراتهم الثانية التي فازوا فيها 2-0 على ويلز.

وبعد الفوز يوم الجمعة، ردد مشجع إيراني يرتدي قميصا عليه صورة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي والقائد العسكري الكبير قاسم سليماني الذي اغتيل في هجوم أمريكي بطائرة مسيرة عام 2020 في العراق، هتافات مناهضة للمشجعين الذين يدعمون المحتجين.

وتشكل الاضطرابات التي عمت إيران واحدة من أجرأ التحديات التي واجهتها الحكومة الدينية منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وفرضت واشنطن عقوبات على مسؤولين إيرانيين بسبب قمع الاحتجاجات.

وقطعت الولايات المتحدة وإيران علاقاتهما الرسمية عام 1980 بعد الثورة الإيرانية، واتسمت العلاقات بالعداء عندما اشتبك فريقا البلدين لكرة القدم في نهائيات كأس العالم 1998، وفازت إيران في تلك المباراة 2-1.

صربيا وسويسرا

وفي السياق، تتجه الأنظار إلى مباراة صربيا وسويسرا، في المرحلة الثالثة للمجموعة السابعة بكأس العالم، المرتقبة الجمعة المقبل.

ومنذ تحديد جدول المباريات، في أبريل الماضي، أثارت هذه المباراة انتباهًا خاصًا، ليس فقط لسبب بحت كروي، ولكن لأنها تتجاوز الإطار الرياضي إلى السياسة، نتيجة التوترات التي أحدثها لاعبون في الملعب، عندما التقى المنتخبان في مونديال روسيا عام 2018، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".

احتفالات شاكا وشاكيري

قبل أربع سنوات، احتفل كابتن سويسرا جرانيت شاكا بهدفه ضد صربيا، من خلال رسم نسر ذي رأسين بيديه، علمًا أنه يُعتبر رمزًا قوميًا ألبانيًا.

وأضاف شيردان شاكيري هدفًا آخر في الدقيقة الأخيرة من المباراة، وفعل الأمر ذاته بيديه، فيما فازت سويسرا 2-1.

شاكا وشاكيري من أصل ألباني ولديهما روابط عائلية بإقليم كوسوفو، وكانا مراهقين في سويسرا، عندما أعلن الإقليم استقلاله عن صربيا، التي لا تعترف بذلك رغم مرور 14 عامًا.

فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عقوبة على اللاعبين خلال البطولة، إذ أن قواعده تحظّر مزج اللعبة بالسياسة.

في المقابل، فتحت حكومة ألبانيا حسابًا مصرفيًا، لتمكين مواطنيها من المساهمة في دفع الغرامتين، وبلغت كلّ منهما 10 آلاف فرنك سويسري (10500 دولار).

الجمعة المقبل، سيتمكّن منتخب واحد فقط، بين صربيا وسويسرا، من التأهل إلى دور ثمن النهائي، بعدما حجزت البرازيل مكانًا لها في دور خروج المغلوب.

وقد يحتاج السويسريون فقط إلى التعادل للتأهل، وتُرجّح مشاركة شاكيري في المباراة، بعد غيابه عن لقاء البرازيل بسبب إصابة عضلية.

لكن شاكا (30 عامًا) قلّل من أهمية المباراتين ضد صربيا، قائلًا: "لا شيء تاريخيًا وراء هاتين المباراتين.. نحن سويسرا.. هم صربيا.. هذا كل شيء.. نحن هنا للعب كرة القدم.. وهم أيضًا".

ملف كوسوفو

مع ذلك، ذكّرت صربيا في كأس العالم هذا العام، بالبعد السياسي لملف كوسوفو، فقبل مباراتها الافتتاحية ضد البرازيل، علّقت في غرفة الملابس علمًا صربيًا يتضمّن إقليم كوسوفو، وشعار "لا استسلام".

وفتح "فيفا" السبت، ملفًا تأديبيًا ضد الاتحاد الصربي لكرة القدم.

ورفع اتحاد كرة القدم في كوسوفو شكوى رسمية إلى "فيفا" بعد نشر الصورة، التي اعتبر وزير الرياضة في الإقليم، هاجر الله شيكو، أنها تستغلّ كأس العالم للترويج لـ"رسائل حقد، وكراهية الأجانب وإبادة جماعية".

تأهل المنتخب السويسري إلى دور ثمن النهائي في مونديال 2018، بعد تعادله مع كوستاريكا في آخر مباراة بالمجموعة، فيما خرجت صربيا بخسارتها أمام البرازيل. ويتنافس الفريقان بشكل مباشر هذه المرة، في آخر مباراة بالمجموعة.

وقال حارس مرمى سويسرا يان زومر، الذي لعب أيضًا ضد صربيا قبل أربع سنوات: "بالطبع التاريخ هو التاريخ، ولكن في هذه اللحظة ستكون اللعبة هي الأهم. ندرك هذا الأمر، ومررنا به في روسيا".