صربيا وسويسرا.. مواجهة كروية "بطعم سياسي" في كأس العالم 2022
تتجه الأنظار إلى مباراة صربيا وسويسرا، في المرحلة الثالثة للمجموعة السابعة بكأس العالم، المرتقبة الجمعة المقبل.
منذ تحديد جدول المباريات، في أبريل الماضي، أثارت هذه المباراة انتباهاً خاصاً، ليس فقط لسبب بحت كروي، ولكن لأنها تتجاوز الإطار الرياضي إلى السياسة، نتيجة التوترات التي أحدثها لاعبون في الملعب، عندما التقى المنتخبان في مونديال روسيا عام 2018، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
قبل أربع سنوات، احتفل كابتن سويسرا غرانيت شاكا بهدفه ضد صربيا، من خلال رسم نسر ذي رأسين بيديه، علماً أنه يُعتبر رمزاً قومياً ألبانياً.
وأضاف شيردان شاكيري هدفاً آخر في الدقيقة الأخيرة من المباراة، وفعل الأمر ذاته بيديه، فيما فازت سويسرا 2-1.
شاكا وشاكيري من أصل ألباني ولديهما روابط عائلية بإقليم كوسوفو. وكانا مراهقين في سويسرا، عندما أعلن الإقليم استقلاله عن صربيا، التي لا تعترف بذلك رغم مرور 14 عاماً.
فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عقوبة على اللاعبين خلال البطولة، إذ أن قواعده تحظّر مزج اللعبة بالسياسة. في المقابل، فتحت حكومة ألبانيا حساباً مصرفياً، لتمكين مواطنيها من المساهمة في دفع الغرامتين، وبلغت كلّ منهما 10 آلاف فرنك سويسري (10500 دولار).
الجمعة المقبل، سيتمكّن منتخب واحد فقط، بين صربيا وسويسرا، من التأهل إلى دور ثمن النهائي، بعدما حجزت البرازيل مكاناً لها في دور خروج المغلوب.
وقد يحتاج السويسريون فقط إلى التعادل للتأهل، وتُرجّح مشاركة شاكيري في المباراة، بعد غيابه عن لقاء البرازيل بسبب إصابة عضلية.
لكن شاكا (30 عاماً) قلّل من أهمية المباراتين ضد صربيا، قائلاً: "لا شيء تاريخياً وراء هاتين المباراتين. نحن سويسرا، هم صربيا، هذا كل شيء. نحن هنا للعب كرة القدم، وهم أيضاً".
مع ذلك، ذكّرت صربيا في كأس العالم هذا العام، بالبعد السياسي لملف كوسوفو. فقبل مباراتها الافتتاحية ضد البرازيل، علّقت في غرفة الملابس علماً صربياً يتضمّن إقليم كوسوفو، وشعار "لا استسلام".
وفتح "فيفا" السبت، ملفاً تأديبياً ضد الاتحاد الصربي لكرة القدم.
ورفع اتحاد كرة القدم في كوسوفو شكوى رسمية إلى "فيفا" بعد نشر الصورة، التي اعتبر وزير الرياضة في الإقليم، هاجر الله شيكو، أنها تستغلّ كأس العالم للترويج لـ"رسائل حقد، وكراهية الأجانب وإبادة جماعية".
تأهل المنتخب السويسري إلى دور ثمن النهائي في مونديال 2018، بعد تعادله مع كوستاريكا في آخر مباراة بالمجموعة، فيما خرجت صربيا بخسارتها أمام البرازيل. ويتنافس الفريقان بشكل مباشر هذه المرة، في آخر مباراة بالمجموعة.
وقال حارس مرمى سويسرا يان زومر، الذي لعب أيضاً ضد صربيا قبل أربع سنوات: "بالطبع التاريخ هو التاريخ، ولكن في هذه اللحظة ستكون اللعبة هي الأهم. ندرك هذا الأمر، ومررنا به في روسيا".