البرلمان اللبناني يفشل للمرة السابعة في انتخاب رئيس الجمهورية
فشل البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، للمرة السابعة في انتخاب رئيس للجمهورية، رغم شغور الموقع منذ مطلع الشهر الحالي، جراء انقسامات سياسية عميقة في خضم انهيار اقتصادي متسارع تعجز السلطات عن احتوائه.
واقترع 50 نائبًا بورقة بيضاء، فيما حصل النائب ميشال معوض المدعوم من القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع وكتل أخرى بينها كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، على 42 صوتًا.
وتعارض كتل رئيسية بينها حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز، معوّض المعروف بقربه من الأميركيين، وتصفه بأنه مرشح "تحدٍّ"، داعية إلى التوافق سلفًا على مرشح قبل التوجه الى البرلمان لانتخابه.
وانتقد النائب المعارض فراس حمدان الاحتكام الى فكرة "التوافق".
وقال لوكالة فرانس برس "فلتتفضل كل كتلة وتصوّت كما يجري في أي ديموقراطية حول العالم، لأنه لا يمكن لنا البقاء في إطار لعبة التوافق" التي اعتبرها "فكرة عشائرية طائفية أوصلت البلد الى التفكك وحالة الشلل الذي تعيشه المؤسسات اليوم".
وأبدى أسفه لوجود قرار "بأن يبقى مجلس النواب محمية سياسية طائفية لحماية المنظومة"، في حين أنّ "ثمة حاجة لأن تتحمل الكتل البرلمانية مسؤولياتها وتتواضع لمصلحة البلد في ظل الوضع الاقتصادي المأساوي الذي نعيشه، بدلًا من كسر إرادة الناس وتعطيل المصالح".
وعادة ما يؤخر نظام التسويات والمحاصصة القائم بين القوى السياسية والطائفية، القرارات المهمة، وبينها تشكيل الحكومة أو انتخاب رئيس.
وحدّد رئيس البرلمان نبيه بري موعدًا لجلسة جديدة مطلع الشهر المقبل.
ويحتاج المرشّح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين أي 86 صوتًا للفوز. وتصبح الغالبية المطلوبة اذا جرت دورة ثانية 65 صوتًا من 128 هو عدد أعضاء البرلمان.
ويؤشر فشل البرلمان في انتخاب رئيس حتى الآن، إلى أن العملية الانتخابية قد تستغرق وقتًا طويلًا، في بلد نادرًا ما تُحترم المهل الدستورية فيه. ولا يملك أي فريق سياسي أكثرية برلمانية تخوّله فرض مرشحه.
ويتزامن الفراغ الرئاسي مع وجود حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، وفي وقت يشهد لبنان منذ 2019 انهيارًا اقتصاديًا صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم.
وصوّت ستة نواب اليوم للمؤرخ والأستاذ الجامعي عصام خليفة، بينما وضع أحد النواب اسم رئيس تشيلي الراحل سلفادور أليندي الذي أطاح به انقلاب عسكري عام 1973.