وفاة الفنان التشكيلي حسن الشرق عن عمر ناهز 73 عامًا
توفي الفنان التشكيلي العالمى "حسن الشرق" عن عمر ناهز الـ 73 عامًا، وسيتم تشييع جنازته صباح اليوم الخميس من منزله بقرية زاوية سلطان شرق النيل بمحافظة المنيا.
عاش " حسن الشرق" مخلصًا لتراثه الذى نشأ فيه، فلم تبهره أضواء المدن، لم يتخلى يومًا عن الإرث الذى يجده إمتدادًا للحضارة القديمة.
اسمه «حسن عبد الرحمن حسن»، وشهرته «حسن الشرق» من مواليد 28 مايو 1949 بقرية زاوية سلطان التابعة لمركز المنيا، هو اسم لفنان عالمي يعيش علي أرض مصر بمحافظة المنيا عروس الصعيد، ويعد أحد أهم رموز الفن التشكيلي في مصر، حيث أنه استطاع أن يحصد العديد من الجوائز خلال مسيرته، كما أنه شارك في العديد من المعارض الفنية داخل وخارج مصر، وظهرت موهبته بسبب عبقرية المكان الذي نشأ به وهي قرية «زاوية سلطان» بمركز المنيا.
كان الراحل دائما ما يؤكد على أن مدرسته في الفن مبنية على فكرة استدعاء “التراث المصري” مثل: العادات والتقاليد، والمثل الشعبي، والألعاب المصرية، والصناعات المصرية، حيث أن جميع الأشياء جذبته، انعكست على أعماله فقد دون التاريخ المصري وكذلك الحكايات الشعبية من خلال أعماله "أنا لم أتعلم بشكل أكاديمي لكني كنت أشعر أن هناك همزة وصل بيني وبين الحضارة المصرية، نتيجة لإبداع فناني هذا العصر، فدائما ما أبهرتني الألوان التي كانوا يستخدمونها في أعمالهم الفنية".
البداية كانت من خلال رسمة علي أوراق الجزارة واستخدم جريد النخل كفرشاه للرسم وأكاسيد العطارة كألوان للرسم، حيث أنه لم يكن يمتلك نقود لشراء لوحات الرسم أو حتي الأدوات التي يتم الرسم بها، وظل يمارس هوايته بالرسم ويحتفظ بلوحاته داخل صندوق جدته الخشبي حتي قرابة الـ20 عامًا، مؤمنا أنه سيأتي اليوم الذي ترى فيه لوحاته النور وتجذب انتباه العالم.
وكان والده يعمل بالجزارة وهو أكبر أخوته الستة، وكان والده يطالبه دائمًا بالوقوف إلي جانبه في الجزارة والتوقف عن الرسم والفن التشكيلي، وقرر حسن الشرق أن يعمل بالجزارة لمساعدة والده مع الاستمرار في ممارسة هوايته «الرسم»، واستطاع الرسام العالمي حسن الشرق، أن يوثق الحياة المصرية بأكبر متاحف العالم ومنها متحف اللوفر بفرنسا الذي احتفظ بلوحتين عن السيرة الهلالية من إبداع حسن الشرق، ولقبوه في الغرب بالفرعون الهارب أو إخناتون.
ومنحته الولايات المتحدة الأمريكية عام 2014 درجة الدكتوراة الفخرية، وتم تصنيفه كأفضل تاسع رسام تشكيلي على مستوى العالم، وحصل أكثر من 17 باحث على درجة الماجستير عن إبداع حسن الشرق، ورغم احتفاء هيئات ومنظمات فنية عالمية بحسن الشرق وزيارته لكثير من البلدان والعواصم الأوربية عارضا فنه البديع، إلا أنه لم يتخلى عن طبيعته التي نشأ عليها وورثها عن أباءه وأجداده، فأحتفظ بزيه الصعيدي الجلباب والكوفية ولهجته الصعيدية التي لم تنال منها الأيام.