الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تركيا تؤكد عزمها مواصلة التنقيب في شرق المتوسط وتلقي باللوم على اليونان

سفينة تنقيب تركية
سفينة تنقيب تركية في شرق البحر المتوسط

وجهت الخارجية التركية، أمس الثلاثاء، أصابع الاتهام إلى اليونان ملقية على أثينا باللوم ومتهمة إياها بالتسبب في تصاعد التوترات في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، وأعربت عن نية أنقرة للمضي قدما في خطط التنقيب عن الغاز وموارد الطاقة، وهي الخطط المثيرة للجدل في المنطقة والتي كانت موضع انتقادات دولية واسعة.

وذكرت الوزارة في تصريحات مترجمة أن "الأجواء الإيجابية في علاقاتنا مع اليونان لم تدم طويلًا، حيث لم يظهر الجانب اليوناني موقفًا صادقًا وصادقًا، واستمر في استفزازاته وتصعيده وتصريحاته" وبالتالي انهيار محادثات بناء الثقة بين الجانبين، وفقًا للتقرير السنوي عن سياسة تركيا الخارجية.

وقالت صحيفة كاثمريني اليونانية: "كما يشير التقرير بوضوح إلى نية تركيا مواصلة التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط على الرغم من الخلافات حول ترسيم الحدود المناطق البحرية، بينما يتهم تقرير أنقرة الاتحاد الأوروبي و"أطراف ثالثة أخرى" بتقويض الاستقرار في المنطقة من خلال اتباع نهج متحيز تجاه اليونان أعضاء الاتحاد الأوروبي وقبرص".

وقالت وزارة الخارجية التركية: "في هذا الجرف القاري، حيث لدينا حقوق سيادية، ستستمر أنشطة التنقيب عن الهيدروكربونات وسنستمر في إرسال سفن المسح الزلزالي والحفر التي ترفع العلم الترك ولن تنجح أي منصة أو خطة في المنطقة تسعى إلى تجاهل بلدنا"، كما كرر التقرير الاتهامات لليونان بانتهاك الوضع منزوع السلاح لجزر بحر إيجة الشرقية، معربًا عن "قلق أنقرة على مواطنينا الذين يعيشون في غرب تراقيا ودوديكانيز".

وأشارت الصحيفة إلى أن سياسة حافة الهاوية باتت الوضع السائد في منطقة بحر إيجة وهو وضع يحبه الجيش التركي بشكل خاص، والرئيس رجب طيب أردوغان في أمس الحاجة إلى الجيش وهذا هو البعد الذي علق عليه خبير العلاقات اليونانية التركية سنان كيدي، الأستاذ التركي المولد من وهو خبير بريطاني الجنسية متخصص في دراسات الأمن القومي بجامعة مشاة البحرية في كوانتيكو بولاية فرجينيا الأمريكية كما يعتقد أن هدف أردوغان ليس صراعا مباشرا مع اليونان، مؤكدا أن تركيا ليس لديها ما تكسبه من مثل هذا التطور.

فيما يتعلق باحتمالية ترقية مقاتلات F-16 التركية والعلاقات الأمريكية التركية على نطاق أوسع، يبدو أن الخبير يميل إلى الحذر إلى حد ما من تقييم أنقرة بأن الجمهوريين من المرجح أن يفضلوا مصالح تركيا، ولكن على أية حال، يحتفظ أردوغان بالجيش قريبًا من التوترات في بحر إيجة ويتبنى أردوغان لهجة عنيفة بشكل خاص في بحر إيجة، وسياسيًا من المحتمل أن يستفيد من هذا التكتيك، بل أنه استفاد بالفعل من التوترات الخطابية المتصاعدة حول بحر إيجه وهذا يمثل فحوى ما يعرض ليلًا ونهارًا بشكل يومي على شاشة التلفزيون التركي الذي يأخذ منه المواطنون الأتراك غالبية الأخبار سواء كانوا مؤيدين لأردوغان أو معارضين له.

وتتطلع تركيا وفقًا لخطابها العدائي إلى عدم السماح لمنطقة بحر إيجه بالتحول إلى "بحيرة يونانية" ومن غير الواضح ماذا يكسب أردوغان بشكل أساسي من هذا التكتيك، لكن من الواضح أن الأتراك مهتمون بشكل أساسي في الوقت الحالي بالقضايا الاقتصادية ويدرك أردوغان أن لديه المزيد من المشاكل في الداخل التي تواجه إعادة انتخابه على أساس انخفاض شعبيته بسبب تدهور الاقتصاد والعملة وهذا لا يعني أنه لا يفكر في القضايا العالقة مع اليونان، لكن الخبير البريطاني يرى أن قضايا السياسة الخارجية الآن تحصل على قدرٍ آقل من اهتمام أردوغان وحكومته مقارنة بالقضايا الاقتصادية.