عاجل| مصافحة المونديال.. «دفعة رئاسية» قد تعيد تطبيع العلاقات المصرية التركية
لا تزال أصداء المصافحة الأولى من نوعها بين الرئيس السيسي ونظيره التركي رجب أردوغان، خلال حضورهما أمس الأحد، فعاليات افتتاح كأس العالم في دولة قطر، تلقى تفاعلًا كبيرًا في الأوساط المصرية والتركية، إذ اعتبرت المصافحة دفعة قوية من رئاسة البلدين لإعادة تطبيع العلاقات المصرية التركية، بعد تعثر المباحثات على مستوى خارجية البلدين.
تعد المصافحة بين الرئيسين السيسي أردوغان، هي الأولى منذ نحو 9 سنوات، وتحديدًا العام 2013؛ حيث شاب التوتر العلاقات بين البلدين، على خلفية انحياز أنقرة لتنظيم الإخوان الذي أطاح به المصريون في ثورة 30 يونيو.
تعليق الرئاسة المصرية
فيما قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس السيسي تصافح مع الرئيس التركي لأردوغان بالدوحة، حيث تم التأكيد المتبادل على عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي، وأنه تم التوافق على أن تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين، أكد الرئيس أردوغان أن المصافحة التي تمت بينه وبين الرئيس السيسي خطوة أولى نحو مزيد من التطبيع في العلاقات بين البلدين مضيفا أن تحركات أخرى ستليها.
طلب أنقرة الوحيد من مصر
أردوغان قال في تصريحات أدلى بها على متن الطائرة أثناء رحلة عودته من قطر، "إن طلب أنقرة الوحيد من مصر هو تغيير أسلوبها تجاه وضع تركيا في البحر المتوسط"، وفق ما نقلته "رويترز"، فيما أكد مسؤول في الرئاسة التركية لوكالة الصحافة الفرنسية مساء الأحد أن ما حدث في الدوحة هو التواصل الثنائي الأول بين الرئيسين أثناء حفل افتتاح البطولة.
دفعة على المستوى الرئاسي
الباحث في الشؤون التركية، علي رجب، قال لـ"الرئيس نيوز": “الصورة المتداولة إيجابية وقد تدشن مرحلة جديدة في علاقات البلدين، يتمخض عنها إعادة تطبيع العلاقات”.
وأضاف: “يبدو أن الجمود الذي كان عليه الملف المصري التركي كان بحاجة إلى دفعة قوية على المستوى الرئاسي”، مشيرا إلى أن الأرض المحايدة التي جمعت الرئيسين شجعت على القيام بهذه الخطوة.
وتابع رجب، أن التطور جاء بالتزامن مع نجاحات مصرية بشهادات دولية في إدارة قمة المناخ التي شهدت حضورًا واسعًا على مستوى الرؤساء، إلى جانب فشل محاولات بث الاضطرابات والقلاقل في الشارع المصري بدعوات مشبوهة للتظاهر في 11/11 الماضي.
وأوضح أن أبرز الملفات التي تريد القاهرة تسويتها هي الوضع في ليبيا، وأن القاهرة ترى أن السبيل الوحيد للحل يكمن في إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، إلى جانب عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقت ممكن، فيما تولي أنقرة اهتمامًا واسعًا بتسوية وضعها في شرق المتوسط وأن ذلك لن يتم إلا بالترسيم البحري مع مصر.
وعن موقف اليونان وقبرص وفرنسا من أي تقدم في ملف التطبيع المصري التركي، أكد رجب: "الغرب لا يتحدث ولا يعرف إلا لغة المصالح، وظني أن القاهرة ستعمل على تأكيد أن تطبيع العلاقات مع أنقرة لا يعني التماهي مع سياساتها تجاه جيرانها اليونان وقبرص، ولا يعني الموافقة بالعبث بأمن منطقة شرق المتوسط".
تطور مفاجئ
المفاجأة تجلت في كون الانطباع السائد والبيانات الصادرة من الدولتين، كانت تشير إلى أن المحادثات بينهما متوقفة؛ نتيجة تعثر التوافق إزاء الملفات الساخنة والمشتركة، وتحديدًا الملف الليبي.
حيث أدلى الوزير سامح شكري، فى تصريحات سابقة إن مسار المباحثات مع تركيا متوقف؛ لأنه لم يطرأ تغيرات في إطار الممارسات من قبل أنقرة، وأن الأمر (في إشارة منه إلى إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين) يرجع مرة أخرى إلى ضرورة الالتزام بالمعايير والقواعد الدولية.
وحدد الوزير شكري الملف الأكثر تعقيدًا بين الدولتين، وهو عدم خروج القوات الأجنبية من ليبيا حتى الآن (في إشارة منه إلى ضرورة تفكيك القاعدة التركية في قاعدة الوطية الجوية الليبية وكذلك إخراج المرتزقة الذين تم جلبهم من قبل تركيا وتم تسفيرهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب الحكومة في طرابلس).
اتفاق غير قانوني
في حين حمل وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، فى أخر تصريحاته،تأخر إعادة تطبيع العلاقات بين بلاده ومصر على القاهرة.
وخلال أكتوبر الماضي، وقعت تركيا مع حكومة الدبيبة المنتهية شرعيتها، على اتفاق للبحث والتنقيب عن النفط والغاز الليبي، في السواحل الليبية، الأمر الذي اعترضت عليه القاهرة وقالت إن حكومة الدبيبة المنتهية شرعيتها، ليس من حقها التوقيع على اتفاقيات دولية أو معاهدات، وأنه على الرغم من أن الاتفاق لا يضر القاهرة إلا أن الرفض من باب احترام قواعد القانون الدولي.
تصريحات أردوغان
كان الرئيس التركي ألمح، الخميس الماضي، إلى إمكانية إعادة النظر في العلاقات مع مصر وسوريا، بعد انتخابات العام 2023 في تركيا، وقال: "يمكننا إعادة النظر في علاقاتنا مع الدول التي نعيش معها مشاكل بعد الانتخابات، فيمكن إعادة النظر في العلاقات مع سوريا ومصر عقب انتخابات يونيو المقبل".
ويبدو أن الرئيس التركي أراد بالمصافحة مع الرئيس السيسي، أمس الأحد، في قطر، تدشين مرحلة جديدة من العلاقات مع مصر.
تصفير الخلافات
وأبدت تركيا منذ العام الماضي رغبة كبيرة في تصحيح مسار العلاقات مع الخصوم الإقليميين من مصر وإسرائيل والإمارات والسعودية، في خطوة انفتاح لتهدئة التوترات وتفادي عزلة إقليمية وبدفع من وضع اقتصادي متأزم مع انهيارات متتالية للعملة الوطنية الليرة وارتفاع قياسي في معدل التضخم.
وتتحفظ القاهرة على سلوكيات تركيا في المنطقة، وتحديدًا في سوريا والعراق وليبيا، وترى مصر أن تلك السياسات لا تشجع على إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، وأن الطريق الوحيد إلى ذلك هو احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها وفق المعاير والقوانين الدولية.