إثيوبيا تبدأ في تصدير الكهرباء لكينيا و70% من الشعب محرومين منها
قال خبير المياه الدولي، عباس شراقي، إن إثيوبيا أعلنت خلال الفترة الأخيرة الماضية أنها بدأت تصدير الكهرباء إلى إلى كينيا عبر “سد جيبي 3”، في حين أن نحو 70 % من الإثيوبيين لا يحصلون على خدمات الكهرباء، أو بلا كهرباء، وبرر ذلك بأن الحكومة الإثيوبية تقبل على تصدير الكهرباء للخارج لعدم وجود شبكة لتوزيع الكهرباء في الداخل، وأن الأفضل والأسهل بالنسبة لهم هي تصديرها للخارج.
كتب شراقي عبر “فيسبوك”: “بدء تصدير كهرباء من سد جيبى 3 فى اثيوبيا الى كينيا رغم وجود أكثر من 70 مليون اثيوبى بدون كهرباء”وتابع: “أعلنت وكالة الأنباء الإثيوبية (EPA) يوم الخميس 17 نوفمبر 2022 أن إثيوبيا بدأت رسميا في تصدير الكهرباء إلى كينيا، وقد انتهى الخط الذى كان متوقعا له أن ينتهى فى 2018 ثم امتد إلى 2020، وأخيرًا 2022، لنقل الكهرباء من سد جيبى 3 الذى يبعد 300 كم فى حين أن سد النهضة يبعد أكثر من 800 كم من الحدود الكينية. تبلغ السعة التخزينية لسد جيبى 3 حوالى 12 مليار م3، لانتاج 1870 ميجاوات وافتتح فى نهاية 2016 على نهر أومو (خارج حوض النيل) وهو الأقرب لكينيا”.
لفت شراقي إلى أن طول خط الربط الكهربائى يبلغ حوالى 1045 كم يبدأ من ولاياتا سودو Wolayta-Sodo فى اثيوبيا عند سد جيبى 3 (جنوب سد النهضة بأكثر من 500 كم) إلى سوسوا Suswa جنوب كينيا، منها حوالى 438 كم فى إثيوبيا و612 كم فى كينيا (كما فى الخريطة). خط الكهرباء 500 كيلوفولت بقدرة 2000 ميجاوات، ويمكن ان يمتد من كينيا إلى تنزانيا وجنوب أفريقيا.
يضيف: “يبلغ انتاج اثيوبيا حاليًا من الكهرباء حوالى 4 آلاف ميجاوات من جميع محطات الكهرباء والسدود، وهى كافية لحوالى 12 مليون مواطن 24 ساعة بالقياس على الاستهلاك فى مصر إلا أنها توزع لعدد أكبر من ذلك لساعات أقل، وعدد سكان اثيوبيا هذا العام 123.5 مليون، أكثر من %70 منهم بدون كهرباء، يحتاجون إلى أكثر من 35000 ميجاوات، ومع ذلك اثيوبيا تتعاقد لتصديرها الى الدول المجاورة، وادعت فى مجلس الأمن أنها تقيم المشروعات لانارة الاثيوبيين الذين يعيشون فى الظلام. الاثيوبيون منتظرون الكهرباء على أمل الانتهاء من السد، وأكثرهم لا يعلمون أن معظمها سوف يصدر للخارج لعدم وجود شبكة لتوزيعها لهم والأسهل تصديرها”.
استطرد شراقي قائلًا: “يدعى مصرى مقيم فى ماليزيا مناهض للنظام أن توربينى سد النهضة لم يتوقفا عن العمل وأن اثيوبيا تصدر منهما الكهرباء إلى كينيا، وأننا نخدر الشعب المصرى بمعلومات خاطئة”.
وقال إن التوربينين قد يعودان للعمل فى أى وقت، وقد يتم تركيب توربينات أخرى من الـ 11 توربين العام القادم، وقد يتم الربط أيضًا بين سد النهضة بالخط عند سد جيبى 3، ولو حدث ذلك لذكرناه، ولن يضير مصر تشغيلهما أو توقفهما. كهرباء سد النهضة بالكامل عند الانتهاء لا تساوى كهرباء محطة واحدة من المحطات الجديدة فى بنى سويف أو البرلس أو العاصمة الادارية الجديدة.
تابع: “مصر ليست ضد التنمية فى اثيوبيا أو غيرها، وليست ضد سد النهضة بالمواصفات الأصلية، ولكن بشرط عدم الاضرار بالأخرين، واحترام الاتفاقيات السابقة والأعراف الدولية، واحترام حقوق الآخرين على الأنهار الدولية. ومصر تتعاون دائما مع الدول الأفريقية خاصة دول حوض النيل، وتبنى حاليا سد نيريرى فى تنزانيا ومن قبل تعاونا فى سد أوين على بحيرة فيكتوريا فى أوغندا، وكثير من المشروعات فى السودان وجنوب السودان وكينيا والكونغو الديمقراطية، وغيرهم”.