مفتي الجمهورية: المبالغة المفتعلة في الأسعار أكل سُحت
كشف الدكتور شوقي علام؛ مفتي الجمهورية حكم الإبلاغ عن التاجر المحتكر للسلع مشيرا إلى أن كافة الإجراءات التي تتخذ في إطار الكفاح ضد الاحتكار هي وسائل تأخذ حكم دفع المحرمات.
وقال علام في مقابلة مع برنامج "نظرة" المذاع على قناة "صدى البلد": "الإجراءات التي تتخذ من الأفراد أو الدولة في إطار رفع الاحتكار تأتي في إطار دفع الأمر المحرم؛ دفع الأمر المحرم واجب وبالتالي فأنه ينبغي من تأكد من وجود حالة احتكار أن يتجه إلى الجهات المشروعة وأن يرشد بوجود حالة احتكار في مكان معين أو منطقة معينة".
وأضاف: "كل تصرف يؤدي إلى أذية الناس في أرزاقهم أو أساليب حياتهم والمبالغة المفتعلة للأسعار مذمومة وهي أكل سحت وأكل حرام وكل من يرتكب هذه الأمور عليه أن يعود ويرتب أوراقه ولا يأكل إلا حلال طيبا وسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول لا يحل مال أمرئ مسلم إلا بطيب نفس منه؛ فما بالك أنت الأن تقتات على أرزاق الناس وتأخذ بأسلوب المغالاة في الأسعار بما هو فوق المعتاد".
وتابع: "من يدخل ولو قرش واحد في أمواله من غير طريق مشروع فأنه يكون قد أدخل شيء محرم في أمواله؛ وهناك نفوس تحتاج إلى تبصر وتعيد التفكير من جديد".
وأكمل: "كان هناك امرأة تقوم بعمل الخبز بالدقيق المملوك للزوج ثم جاءها خبر وفاة زوجها ولكنها امتنعت عن استكمال الخبز لأنها قالت إن الأن هو مال وارث وإلى هذا الحد هي تتذكر الحلال والحرام ولذلك التحري والتفعل يحتاج إلى جزء وتدقيق في أمر الحلال والحرام ولا يدخل الإنسان في جوفه إلا الحلال".
وأوضح: "بتجربة الحياة كأن العمر وهم ولابد أن يكون العمر انقضى في كسب حلال لأن كل ذلك سوف يزول في النهاية".
وواصل: "تحقيق أكبر قدر من الربح في الإطار المشروع حلال وفي وقت الأزمات أتوقع أن نقبل جميعا على معونة من لا يقدر على تجاوز الامر وأن نرفع عن عاتقه الشدة ولكن أن نستغل الفرصة ونزيد أسعار السلع لتحقيق مكاسب هذا أمر محرم ومجرم".
واختتم: "نحن جميعا مسؤولون أمام الله؛ فمن يعمل مثقال ذرة خير يرى ومن يعمل مثقال ذرة من شر يرى وعلينا جميعا أن نتقى الله وعلى التاجر أن يتقى الله والتاجر الصدوق الذي يتحري ويتحري هذا الرجل مع الأنبياء والصديقين والشهداء لأنه في مرتبة عالية من جهاد النفس".