الحرب تتصاعد.. روسيا تقصف منشآت الطاقة وأهدافا دفاعية بأوكرانيا
واصلت القوات الروسية هجماتها بالقذائف والصواريخ على مناطق مختلفة من أوكرانيا، واستهدف العديد منها البنية التحتية للطاقة، بينما استمر القتال العنيف في منطقتي لوجانسك ودونيتسك في شرق البلاد.
ومع بدء تساقط الثلوج في العاصمة كييف، قالت السلطات إنها تعمل على استعادة الطاقة على مستوى البلاد بعد أن أطلقت روسيا في وقت سابق هذا الأسبوع ما وصفته أوكرانيا بأنه أعنف قصف على البنية التحتية المدنية في الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب بالفيديو مساء أمس الخميس إن نحو 10 ملايين شخص يعيشون بلا كهرباء في بلد كان عدد سكانه قبل الحرب حوالي 44 مليون نسمة. وأضاف أن السلطات في بعض المناطق أمرت بقطع التيار الكهربائي في إطار إجراءات طارئة.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية (الجمعة 18-11-2022) أن قواتها استخدمت أسلحة بعيدة المدى أمس الخميس لضرب منشآت دفاعية وصناعية، من بينها “منشآت لتصنيع صواريخ”.
وقال الجيش الأوكراني إن قواته أسقطت في الساعات الأربع والعشرين الماضية صاروخين روسيين من طراز كروز وخمسة صواريخ أُطلقت من الجو وخمس طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136.
ولم يتسن لرويترز التحقق من تقارير ساحة المعركة.
وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في أوكرانيا هذا الشتاء بسبب نقص الكهرباء والمياه. ووصل فالديس دومبروفسكيس، أحد النواب الثلاثة لرئيسة المفوضية الأوروبية، إلى كييف الجمعة لبحث تقديم الاتحاد الأوروبي دعما ماليا طارئا لأوكرانيا في الأشهر المقبلة.
وكرر البابا فرنسيس دعوته باستعداد الفاتيكان لفعل أي شيء ممكن للمساعدة في إنهاء الصراع.
وقال لصحيفة لا ستامبا الإيطالية اليومية “يجب أن نكون جميعا دعاة سلام. الرغبة في السلام، وليس مجرد هدنة قد تؤدي فقط إلى إعادة التسلح. السلام الحقيقي الذي هو ثمرة الحوار”.
نُقل عن وزير الداخلية الأوكراني قوله إن المحققين في أجزاء من منطقة خيرسون التي استعادتها أوكرانيا في هجوم مضاد الأسبوع الماضي استخرجوا 63 جثة تحمل علامات التعذيب بعد مغادرة القوات الروسية.
ونشر دميترو لوبينيتس، مفوض حقوق الإنسان بالبرلمان الأوكراني، مقطع فيديو لما قال إنه غرفة تعذيب استخدمتها القوات الروسية في منطقة خيرسون، بما في ذلك غرفة صغيرة قال إن 25 شخصا كانوا محتجزين فيها معا في نفس الوقت.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة تصريحات لوبينيتس وآخرين في مقطع الفيديو، والتي كان من بينها تصريحات حول استخدام الصدمات الكهربائية لانتزاع الاعترافات. وتنكر روسيا أن قواتها تعمدت مهاجمة المدنيين أو ارتكاب فظائع.
وعُثر على مقابر جماعية في مناطق أخرى احتلتها القوات الروسية في وقت سابق، بما في ذلك مقابر تحوي جثث مدنيين تظهر عليها علامات التعذيب.
وسمع أحد شهود رويترز انفجارات في مركز مدينة خيرسون صباح الجمعة وشاهد دخانا أسود يتصاعد من خلف المباني. ومنعت الشرطة المرور إلى الموقع ولكن يبدو أن الفوضى لم تزعج المئات في الميدان المركزي الذين اصطفوا لتلقي الدعم الإنساني.
وكان الميدان ساحة تغص بالضجيج مع طوابير المساعدات الإنسانية ومظاهر إبراز المشاعر الوطنية أمس الخميس، حيث احتفل السكان بتحريرهم بعد أشهر من الغزو الروسي، ولكن شابت الأجواء حالة من انعدام اليقين.
وقال إيهور (48 عاما)، وهو أحد البنائين العاطلين عن العمل، “نحن بخير، ولكننا لا نعلم ماذا نتوقع أن يحدث لاحقا. لم ينته شيء بعد. في تلك الضفة (الشرقية) من النهر، تتجمع القوات (الروسية). وفي هذا الجانب، يتجمعون. نحن في المنتصف”.
وقال كيريلو تيموشينكو نائب مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية إن القوات الروسية “نهبت” منطقة خيرسون قبل أن تنسحب الأسبوع الماضي.
وأضاف تيموشينكو عبر تطبيق تيليجرام للمراسلات “بعد رحلة إلى… منطقة خيرسون، اتضح شيء واحد، يحتاج شعبنا إلى كثير من المساعدة. الروس لم يقتلوا ويزرعوا الألغام فحسب، بل سرقوا أيضا جميع المدن والقرى. في والقاع، لا يوجد أي شيء هنا”.
وسحبت روسيا بعض قواتها من خيرسون لتعزيز مواقعها في منطقتي دونيتسك ولوجانسك الشرقيتين. وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية أطلقت ذخائر مدفعية على بلدتي باخموت وسوليدار القريبتين في منطقة دونيتسك، وبلدات أخرى.
كما ورد في البيان أن النيران الروسية أصابت مدينة بالاكليا في منطقة خاركيف شمال شرق البلاد، التي استعادتها أوكرانيا في سبتمبر أيلول، ونيكوبول، وهي مدينة على الضفة المقابلة من خزان كاخوفكا لمحطة زابوريجيا النووية.
دفع الصراع في أوكرانيا علاقات روسيا مع الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين إلى أزمة عميقة.
وفي أول اتصال مباشر يُعلن عنه بين مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وروسيا منذ غزو أوكرانيا، وجه رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، وليام بيرنز، رسالة تحذيرية هذا الأسبوع خلال المحادثات، التي جرت في العاصمة التركية أنقرة، بشأن العواقب التي ستواجهها موسكو حال إقدامها على أي استخدام للأسلحة النووية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية اليوم الجمعة إن محادثات أنقرة ساعدت في “الحد من التصعيد المنفلت على الأرض”. ودعا أردوغان مجددا إلى بذل جهود دبلوماسية لإنهاء الحرب.
وذكر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن موسكو لا تستبعد عقد مزيد من الاجتماعات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة بشأن “الاستقرار الاستراتيجي”، وهو مصطلح يُستخدم ويعني الحد من مخاطر اندلاع حرب نووية.
لكن ريابكوف ذكر أيضا أنه لا يوجد شيء يمكن الحديث عنه مع واشنطن بشأن موضوع أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن عقد أي قمة بين بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن “غير وارد في الوقت الراهن”.
وعلى صعيد آخر، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ريابكوف قوله اليوم الجمعة إن روسيا تأمل في أن تتمكن من تبادل سجناء مع الولايات المتحدة من بينهم مهرب الأسلحة الروسي المدان فيكتور بوت المعروف باسم “تاجر الموت”.
ووسط الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، تبحث روسيا والولايات المتحدة مسألة تبادل السجناء بما يحقق عودة أمريكيين مسجونين، من بينهم نجمة كرة السلة بريتني جرينر، إلى الولايات المتحدة مقابل بوت.