رئيس «العربى للطاقة المستدامة»: مصر لديها فرص واعدة في الطاقة النظيفة.. و100 مليار دولار استثمارات مستهدفة (حوار)
الدكتور محمد اليماني لـ«الرئيس نيوز»:
- مصر حققت مستهدفات التحول إلى الطاقة المتجددة بـ 20% خلال 2022
- 70 مليار دولار استثمارات فى مشروعات الطاقة المستدامة بين عامى 2015 و2022
- التحول من الوقود الأحفورى إلى مصادر متجددة ليس رفاهية
- 8 مشروعات نصيب مصر من إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق
- قطاع الطاقة يساهم بـ 13.1% من الناتج المحلى لمصر
- 900 مليون دولار خفض فى تكاليف الطاقة بحلول 2030
قال الدكتور محمد اليماني رئيس المجلس العربي للطاقة المستدامة، إن القمة العالمية للمناخ تعد حدثا ضخما يضم نخبة من الشخصيات الدولية والخبراء والمتخصصين؛ لمناقشة قضايا وتحديات تغير المناخ وتداعياته التى تمس حياة سكان كوكب الأرض جميعًا على الأصعدة كافة، حيث يتطلع الجميع إلى أن تكون قمة "كوب27" الحالية للتنفيذ وليس لمجرد طرح آراء ومقترحات كما كان فى السابق.
وأكد اليمانى، فى حوار لـ"الرئيس نيوز"، أن مصر حققت مستهدفات استراتيجيتها في تنويع مزيج الطاقة وأنتجت 20% طاقة متجددة من إجمالي استهلاكها خلال 2022، ومن المستهدف أن ترتفع النسبة إلى 42% عام 2035، على أن يصل إجمالى المنتج من الطاقة المتجددة حوالى 10 آلاف ميجاوات بنهاية 2023
وأشار إلى أن مصر لديها فرص استثمارية واعدة فى مجالات الطاقة النظيفة والتى تحظى برواج عالمى كبير خلال هذه المرحلة، من بينها مشروعات فى مجالات الطاقة والمياه والغذاء باستثمارات مستهدفة تقدر بحوالى 100 مليار دولار، بالإضافة إلى توقيع العديد من مذكرات التفاهم على مدار أيام قمة المناخ خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الجاري. وإلى نص الحوار..
- بداية كيف ترى تسلم مصر رئاسة قمة الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ cop27 فى هذا التوقيت؟
قمة المناخ حدث ضخم يضم نخبة من الشخصيات الدولية والخبراء والمتخصصين، لمناقشة قضايا وتحديات تغير المناخ وتداعيات التى تمس حياة سكان كوكب الأرض جميعًا على مختلف الأصعدة، حيث يتطلع الجميع إلى أن تكون القمة الحالية للتنفيذ وليست لمجرد طرح آراء ومقترحات كما كان فى السابق، ولذلك يغطى جدول أعمال مؤتمر المناخ جميع الجوانب المتعلقة بتغير المناخ والأطراف المعنية، حيث يخصص يوم 10 نوفمبر للعلم، و11 نوفمبر لإزالة الكربون، و12 للتكيف والزراعة، و14 نوفمبر سيسلط الضوء على قضيتين هما دور المرأة فى التكيف مع تغير المناخ، ومناقشة القضايا المستدامة المتعلقة بموارد المياه، و15 نوفمبر يتناول موضوعات المجتمع المدنى والطاقة، وأيضًا التنوع البيولوجى، و17 نوفمبر سيكون تحت عنوان يوم الحول إذ سيجتمع ممثلى الحكومات والشركات والمبتكرين لتبادل الخبرات والأفكار بهدف بناء التحالفات والتعاون فى المستقبل.
- وما الذى يختلف فى الدورة الحالية من قمة المناخ عن الدورات السابقة؟
القمة الحالية التى تستضيفها مصر ستكون لتنفيذ التعهدات الدولية السابقة، وضرورة إلزام الدول المتقدمة بدعم الدول النامية، استكمالًا لجهود القمم السابقة فى ريودى جانيرو عام 1990، وقمة المناخ فى باريس عام 2015 ومؤتمر جلاسكوا 2021، وصولًا لقمة المناخ cop27 فى مدينة شرم الشيخ، إذ أن هناك توجه قوى نحو التنمية المستدامة الخضراء فى مصر متمثلة فى العديد من المشروعات كمشروع حياة كريمة الذى يخدم أكثر من 60 مليون مواطن فى كل المحافظات، ومبادرة تحويل السيارات للعمل بالغاز بدلًا من الوقود مما يقلل الانبعاثات ويحافظ على البيئة، ودعمًا لهذا التوجه نجحت مصر فى التوسع فى تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، حيث تم إنشاء وتشغيل مشروع مجمع بنان للطاقة الشمسية بحوالى 1465 ميجا.وات، ويسهم فى الحد من انبعاثات الكربون بنحو مليونى طن، وتنفيذ أكثر من 150 محطة طاقة شمسية فى محافظات مختلفة لإنتاج كهرباء من الطاقة المتجددة وفى نفس الوقت تساعد على خفض الانبعاثات الكربونية، إلى جانب زيادة محطات طاقة الرياح لتوليد الكهرباء فى منطقة جبل الزيت وخليج السويس وغيرها، وتشغيل محطات سيمنز عالية الكفاءة بغاز طبيعى مما يقلل من الوقود وانبعاثات ثانى أكسيد الكربون، وتحويل بعض وحدات التوليد الحرارية فى إنتاج توليد الكهرباء من الدورة البسيطة التى تعمل بالوقود الأحفورى إلى دورة مركبة تعمل بالبخار.
- وماذا عن تقييم تجربة مصر فى التحول نحو الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر؟
مصر تبذل جهود حثيثة نحو التوسع فى الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، والتحول إلى نظم كفاءة الطاقة من بينها توزيع لمبات الليد الموفرة بدعم كبير بدءًا من 2013 وحتى 2016، وذلك خلال شركات التوزيع التسعة، وإنشاء محطات الشمس والرياح لتوليد الكهرباء، وتنفيذ حملات التوعية بترشيد استهلاك الكهرباء، وإنشاء مراكز التحكم واستخدام العدادات الذكية مسبقة الدفع، كل تلك الجهود تأتى بدعم كامل من القيادة السياسية، ولاشك أن هذا كله يساعد على فتح مناخ الاستثمار فى هذا المجال وتوفير الأراضى المملوكة للدولة لبناء محطات الطاقة الشمسية والرياح، وإنشاء خطوط إنتاج وتصنيع محلية لمكونات تلك المحطات وتوفير فرص عمل وإعداد كوادر مدربة على استخدام الطاقة المتجددة سيساعد على الحفاظ على البيئة وعدم استنزاف الموارد وتحقيق التوازن بين حقوق الأجيال الحالية والمقبلة والوصول إلى الاستدامة المنشودة.
- وهل حققت مصر مستهدفتها المتعلقة بالتحول إلى الطاقة النظيفة؟
مصر حققت المستهدف بنسبة مساهمة للطاقات المتجددة المنتجة الكلية وصلت إلى 20% من إجمالى الكهرباء المنتجة، وقد تصل فى عام 2035 إلى 42%، على أن يصل إجمالى المنتج من الطاقة المتجددة فى مصر إلى حوالى 10 آلاف ميجا.وات بنهاية 2023، وتستهدف استراتيجية الطاقة لعام 2035 زيادة إنتاج الطاقة الشمسية على وجه التحديد من 2% لـ 26% وطاقة الرياح من 12% لـ 14% خلال الفترة بين عامى 2022 و2035.
ومؤخرًا تم تحديث استراتيجية الطاقة 2035 لتشمل التعاقد لتنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر بالشراكة مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وصندوق مصر السيادى والتعاون لتعزيز الصناعة المحلية لمكونات محطات الخلايا الشمسية ومحطات الرياح، وتهدف الاستراتيجية إلى الإلغاء الاستراتيجى لدعم الطاقة وتنويع مزيج الطاقة وزيادة حصة الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة إلى جانب التحرير التدريجي لسوق الكهرباء لتعزيز الاستثمار وتسعى مصر لتكون مركزًا إقليميًا للطاقة مع الربط الكهربى مع دول الجوار.
وبتوفيق من الله ودعم القيادة السياسية تحولت مصر من العجز فى الكهرباء إلى الاكتفاء ومن الندرة إلى الوفرة، وتتحول الآن نحو الطاقة المستدامة والشبكات الذكية باستثمارات تفوق 70 مليار دولار خلال الفترة من عام 2015 حتى 2022، هذه الاستثمارات مستمرة ومتزايدة.
- وكيف يمكن لمصر الاستفادة من استضافتها لهذا الحدث الضخم فى جذب مزيد من الاستثمارات؟
مصر لديها فرص استثمارية واعدة فى مجالات الطاقة النظيفة والتى تحظى برواج عالمى كبير خلال هذه المرحلة، ووقعت بعض الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الاخضر، من بينها مشروعات فى مجالات الطاقة والمياة والغذاء باستثمارات مستهدفة تقدر بحوالى 100 مليار دولار، فالعالم يسعى حاليًا للحصول على مصدر طاقة جديد اسمه الهيدروجين الأخضر، ومصر ستكون ضمن الدول القليلة التى تنتج الهيدروجين الأخضر في العالم.
- وهل لازال التحول إلى الطاقة المستدامة رفاهية أم ضرورة؟
لاشك أن تحول قطاع الطاقة العالمى من الأنظمة التقليدية القائمة على الوقود الأحفورى مثل الفحم والغاز الطبيعى والنفط إلى مصادر متجددة مصل الرياح والطاقة الشمسية يحقق الرفاهية الاقتصادية ونمو العمالة، إلا أنه فى الوقت ذاته أصبح ضرورة حتمية لمواجهة خطر التغيرات المناخية، خاصة وأن إنتاج واستخدام الطاقة يساهم بنحو ثلثى الانبعاثات فى العالم.
- وماذا عن أبرز مجالات التعاون مع الدول العربية؟
مشروعات الهيدروجين الأخضر من فرص التعاون الواعدة فى منطقتنا العربية، حيث يبلغ إجمالى مشروعات الهيدروجين فى المنطقة العربية 28 مشروعًا، بلغت حصة مصر منها 8 مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق، وأغلبها فى منطقة العين السخنة.
ومصر تنتج حاليًا أكثر من 7 آلاف ميجا.وات من الطاقة المتجددة، وهناك ربط كهربائى بين مصر وليبيا وربط بين مصر والأردن، وبين مصر والسودان، ويجرى العمل على تنفيذ الربط مع السعودية واليونان.
- ولكن البعض يرى أن التحول للطاقة النظيفة أمر مكلف اقتصاديًا.. فماذا عن رأيك؟
على العكس من ذلك، التقارير الدولية تشير إلى أن تبنى الدول تقنيات الطاقة المتجددة يؤدى إلى تخفيض إجمالى تكاليف الطاقة بمقدار 900 مليون دولار عام 2030، بما يوازى 7 دولارات لكل ميجاوات / ساعة، بخلاف التكاليف المتصلة بتلوث الهواء وآثاره الاجتماعية والصحية التى من المقدر وصولها إلى 4.7 مليار دولار خلال 10 سنوات، وهو ما سينعكس بشكل إيجابى على مصر خاصة وأن التنمية الاقتصادية بها تعتمد على قطاع الطاقة والذى يمثل 13.1% من الناتج المحلى.