أمريكا تفتح تحقيقًا حول مقتل شيرين أبوعاقلة.. وإسرائيل: لن نتعاون
أعلنت إسرائيل أنها لن تتعاون في أي تحقيق حول ملابسات قتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، ووصفت قرارًا أمريكيًا بهذا الشأن بأنه "خطأ فادح وغير مقبول".
وأبلغت وزارة العدل الأمريكية مؤخرًا وزارة العدل الإسرائيلية بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) فتح تحقيقًا في مقتل الصحافية الفلسطينية - الأميركية شيرين أبو عاقلة، التي لقت حتفها في مايو أثناء تغطيتها عملية إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية، وفقًا لما ذكرته 5 مصادر مطلعة على القضية لموقع "أكسيوس".
وذكر الموقع أن مثل هذا التحقيق غير عادي إلى حد كبير، ويمكن أن يؤدي إلى طلب أميركي للتحقيق مع الجنود الذين شاركوا في العملية بما يثير توترات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والحكومة الإسرائيلية.
وكان قرار مكتب التحقيقات الفيدرالي بفتح تحقيق في القضية قد أذيع لأول مرة على القناة 14 الإسرائيلية، الاثنين.
وأكدت 5 مصادر مطلعة على هذه القضية، بينهم 4 مسؤولين إسرائيليين، لموقع "أكسيوس" أن وزارة العدل الأميركية أبلغت نظيرتها الإسرائيلية بالقرار.
وطلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالتحدث علنًا عن هذه المسألة.
في المقابل أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، الاثنين، رفضه قرار الولايات المتحدة الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وقال إن "قرار وزارة العدل الأميركية بالتحقيق في وفاة شيرين أبو عاقلة هو قرار غير مقبول وخطأ جسيم".
وأضاف جانتس: "أوضحت للممثلين الأميركيين أننا نقف وراء جنود الجيش الإسرائيلي، ولن نتعاون مع أي تحقيق خارجي، ولن نسمح بالتدخل في الشؤون الداخلية لإسرائيل".
وواجهت الإدارة الأمريكية ضغوطًا من عشرات الديمقراطيين في الكونجرس وأسرة أبو عاقلة، لبذل المزيد من الجهد لضمان المساءلة.
ووقع أكثر من 20 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ رسالة تدعو إلى إجراء تحقيق مستقل من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأحال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض طلب "أكسيوس" التعليق إلى وزارة العدل، لكن الوزارة لم ترد على الطلب بعد. كما امتنعت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق.
وأعرب المتحدث عن التعاطف مع أسرة أبو عاقلة "في هذه الخسارة الفادحة"، وقال: "لم تكن شيرين مواطنة أميركية فحسب، بل كانت مراسلة لا تعرف الخوف أكسبتها صحافتها وسعيها وراء الحقيقة احترام الجماهير في جميع أنحاء العالم".
وقال السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس فان هولين، في بيان إن "هذه خطوة متأخرة ولكنها ضرورية ومهمة في السعي لتحقيق العدالة والمساءلة في مقتل المواطنة والصحافية الأميركية شيرين أبو عاقلة رميًا بالرصاص".
والثلاثاء أشادت عائلة شيرين أبو عاقلة بقرار الولايات المتحدة فتح التحقيق، وجاء في بيان صدر عن عائلة الصحافية الفلسطينية الأمريكية: "هذه خطوة مهمة".
وأضافت أن السلطات الأميركية تتحمّل مسؤولية إجراء تحقيق "عندما يُقتل مواطن أميركي في الخارج، خصوصًا عندما تتم عملية القتل بأيدي جيش أجنبي، كما هو الحال بالنسبة لشيرين".
وكانت أبو عاقلة ترتدي سترة واقية من الرصاص تحمل علامة "صحافة" عندما قتلتها عدة رصاصات، واتهمت السلطة الفلسطينية وأسرتها الجيش الإسرائيلي باستهدافها عمدًا.
وخلص الجيش الإسرائيلي في سبتمبر الماضي إلى أنها قتلت على الأرجح جراء "نيران غير متعمدة" من جندي إسرائيلي لم يدرك أنها صحافية. وكانت النتائج تحولًا عن الموقف الأولي للجيش الإسرائيلي بأنه لم تتسنَّ معرفة من أطلق النار على أبو عاقلة.
وقالت إدارة الرئيس جو بايدن في أوائل يوليو إن "أبو عاقلة قتلت على الأرجح بنيران إسرائيلية غير مقصودة، لكن نتيجة التحليل الجنائي لشظية الرصاصة التي أزيلت من جسدها كان غير حاسم".
وخلصت تحقيقات مستقلة أجرتها عدة مؤسسات إخبارية، بما في ذلك "واشنطن بوست" و"أسوشيتد برس" و"نيويورك تايمز"، نقلًا عن شهود فضلًا عن الأدلة المرئية والمسموعة، إلى أن من المرجح أن جنديًا إسرائيليًا أطلق الرصاصة القاتلة.
وتوصل تحقيق أجرته هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى نتيجة مماثلة.