الأردن وإسرائيل يجددان اتفاق بشأن بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية
جددت إسرائيل والأردن اتفاقية رائدة لتبادل الطاقة الشمسية المولدة في الأردن، أحد أكثر دول العالم تعرضًا لندرة المياه، مقابل المياه المحلاة في إسرائيل.
ووقعت مذكرة التفاهم خلال الأسبوع الجاري أثناء قمة المناخ COP 27 في مصر من قبل الأردن وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة وسيتم بموجبها بناء محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 600 ميجاوات لتصدير الطاقة النظيفة إلى إسرائيل، وإرسال إسرائيل 200 مليون متر مكعب من مياه البحر المتوسط المحلاة في كل سنة إلى الأردن، ربما من محطة تحلية جديدة.
وتعكس هذه الترتيبات القيود الجغرافية لكلا البلدين؛ فلا تملك إسرائيل المكتظة بالسكان ما يكفي من الأراضي لتطوير مخططات كبيرة للطاقة الشمسية، في حين أن الأردن به مساحات شاسعة من الصحراء ولكن ليس من السهل الوصول إلى البحار المفتوحة ولدى الأردن خط ساحلي صغير على خليج العقبة في البحر الأحمر ولكنه يقع في أقصى جنوب البلاد على بعد أكثر من 300 كيلومتر من المراكز السكانية الشمالية الرئيسية، وفقًا لتقرير مجلة جلوبال كونستركشن ريفيو.
وفي غضون ذلك، يقع ساحل البحر المتوسط الإسرائيلي على بعد حوالي 100 كيلومتر من المنطقة التي تضم أكبر مدن الأردن، ووفقًا لمنظمة اليونيسف، فإن الأردنيين يمكنهم الوصول إلى 88 متر مكعب فقط من موارد المياه المتجددة للفرد في السنة، وهو أقل بكثير من عتبة ندرة المياه الشديدة التي تفرضها وكالة الأمم المتحدة والتي تبلغ 500 متر مكعب في السنة وتعتمد البلاد على المياه الجوفية في 60٪ من احتياجاتها، ولكن جميع طبقات المياه الجوفية الرئيسية تنضب بسرعة، وبعضها يصل إلى 20 مترًا سنويًا، كما تقول اليونيسف وحوالي نصف السكان يمكنهم الحصول على المياه مرة واحدة فقط في الأسبوع، في حين أن 43٪ من الأسر ليس لديها شبكة صرف صحي، وتؤدي مشكلة الاحتباس الحراري، وتضخم عدد السكان بسبب اللاجئين، وزيادة النشاط الصناعي والزراعي إلى تفاقم المشكلة.
ثمار الدبلوماسية ودور الإمارات
تأتي مذكرة التفاهم في أعقاب مذكرة مماثلة وقعت في نوفمبر من العام الماضي من قبل حكومات الأردن وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة، والتي أشاد بها المراقبون باعتبارها اتفاقية تعاون "تحولية" بين الأعداء اللدودين في السابق.
وفي ذلك الوقت، عزت إسرائيل الفضل لاتفاقيات إبراهام التي وقعتها مع الإمارات في أغسطس 2020 لجعل التعاون الثلاثي ممكنًا وتم التوصل إلى الاتفاقات بوساطة الولايات المتحدة، مما أدى إلى تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل وفي إطار اتفاقية الشمس مقابل المياه، ستوفر الإمارات التمويل والمساعدة الفنية لمحطة الطاقة الشمسية الجديدة في الأردن من خلال شركة الطاقة النظيفة المملوكة للدولة، والمعروفة باسم "مصدر".
لماذا مذكرة تفاهم جديدة؟
من غير الواضح سبب الحاجة إلى مذكرة تفاهم جديدة، بخلاف ما وصفته التايمز أوف إسرائيل بأنه “ينقل رسالة مفادها أن الطرفين يمضيان قدمًا في المشروع المشترك”.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن دراسات الجدوى الخاصة بمحطة الطاقة الشمسية والقدرة الجديدة لتحلية المياه "ذات آفاق إيجابية محتملة" كما وصفت مذكرة التفاهم للعام الماضي بأنها "إعلان أولي للنوايا"، ولم تقدم مذكرة التفاهم لهذا العام أي التزامات بشأن موعد تنفيذ الخطة.
وجاء في البيان أن "الإمارات والأردن وإسرائيل ستواصل تطوير خطط التنفيذ الضرورية في الوقت المناسب للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف والتي ستعقد في الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر 2023.