صحيفة أمريكية: علماء الآثار يقتربون من اكتشاف مقبرة كليوباترا
اكتشف علماء الآثار في مصر نفقًا قديمًا مخفيًا تحت معبد يأملون أن يؤدي إلى قبر الملكة كليوباترا المفقودة والتي كثفت البعثات الأثرية البحث عنها منذ فترة طويلة.
وذكرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية إن النفق الضخم تم اكتشافه من قبل فريق البحث الأثري المصري الدومينيكي من جامعة سانتو دومينجو في منطقة معبد تابوزريس الكبير، غرب الإسكندرية مباشرة، كما يقع النفق على عمق 40 قدمًا تحت الأرض، ويبلغ ارتفاعه حوالي 6.5 قدمًا من السقف إلى الأرض ويمتد لمسافة ميل تقريبًا على ارتفاع 4281 قدمًا.
وتشير دراسة أولية للنفق إلى أنه مشابه في بنائه لنفق جوبيلينوس في اليونان، ولكنه أطول، وأدت الحفريات السابقة في موقع المعبد إلى اكتشاف عملات معدنية تحمل أسماء كل من الملكة كليوباترا والإسكندر الأكبر، بالإضافة إلى تماثيل الإلهة المصرية القديمة إيزيس ويعتقد البعض أن النفق يمكن أن يؤدي إلى مقبرة غير مكتشفة لكليوباترا، التي عاشت بين 69 قبل الميلاد و30 قبل الميلاد وكانت الحاكمة الأخيرة للمملكة البطالمة في مصر قبل أن تتولى زمام الحكم الإمبراطورية الرومانية واستندت عمليات البحث عن مكان دفنها بمرور الوقت إلى حد كبير إلى حسابات في مصادر كلاسيكية، على سبيل المثال أبحاث عديدة لكل من بلوتارخ وكاسيوس ديو، ورسالة دكتوراه أعدتها كلير جيلمور في جامعة بريستول وفقًا لتصريحاتها لمجلة نيوزويك.
وتميل أبرز الدراسات الحديثة في الغالب إلى تحديد موقع المقبرة بين الإسكندرية كعاصمة في وقت كليوباترا السابعة (بما في ذلك المسوحات تحت الماء حيث أصبحت بعض أجزاء قديمة من المدينة مغمورة) وبين معبد تابوزيس الكبير، والذي كان من الممكن أن تختاره الملكة كمثواها الأخير لارتباطها بالإلهة إيزيس طوال حياتها، واشتهرت كليوباترا بعلاقتها الرومانسية المشؤومة مع السياسي الروماني والجنرال مارك أنطوني، وهي قصة الحب التي كانت كان مصدر إلهام لتراجيديا شهيرة ألفها ويليام شكسبير وتحمل عنوان "أنطوني وكليوباترا".
ونقلت نيويورك بوست عن رولاند إنمارش، أحد كبار المحاضرين في علم المصريات بجامعة ليفربول، قوله إن معبد تابوزيريس ماجنا حيث تم اكتشاف النفق كان موقعًا دينيًا مهمًا، تأسس في القرن الثالث قبل الميلاد على بعد حوالي 30 ميلًا غرب الإسكندرية.
وأوضح إنمارش أن "النفق الضخم الجوفي الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا هو اكتشاف رائع، على الرغم من أن وظيفته الدقيقة لا تزال بحاجة إلى توضيح وسيكون الأمر مثيرًا، ولكنه مفاجئ أيضًا، إذا دفنت الملكة الشهيرة كليوباترا في معبد تابوزيريس"، مضيفًا أن عائلة كليوباترا قد شيدت بالفعل مقابرها في الإسكندرية ومن المحتمل أنها كانت مختبئة هناك عندما انتحرت.
وأشارت المصادر القديمة إلى أنها طلبت أن تُدفن بجانب مارك أنطوني وأن أوكتافيوس منحها رغبتها والمعنى الضمني هو أنهما دفنا في المقبرة التي شيدتها لهما كليوباترا في الإسكندرية.