عاجل| مجلس الأمن يرفض إجراء تحقيق دولى حول تطوير أوكرانيا وأمريكا أسلحة بيولوجية
رفض مجلس الأمن إجراء تحقيق دولى بشأن تطوير أوكرانيا وأمريكا أسلحة بيولوجية، حسبما ذكرت شبكة سكاى نيوز.
وكانت روسيا طلبت من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تشكيل لجنة للتحقيق في مزاعمها بأن الولايات المتحدة وأوكرانيا تنتهكان الاتفاقية التي تحظر استخدام الأسلحة البيولوجية نتيجة للأنشطة التي تجري في المعامل البيولوجية في أوكرانيا.
ينص مشروع قرار تم توزيعه على أعضاء المجلس وحصلت عليه وكالة أسوشيتيد برس على أنه بموجب المادة السادسة من الاتفاقية، قدمت روسيا شكوى رسمية تزعم أن أنشطة بيولوجية محظورة تجري في أوكرانيا.
بعد فترة وجيزة من الهجوم الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، ادعى سفيرها لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن المعامل الأمريكية السرية في أوكرانيا شاركت في حرب بيولوجية - وهي تهمة نفتها الولايات المتحدة وأوكرانيا.
سيسمح مشروع القرار لمجلس الأمن بتشكيل لجنة مؤلفة من 15 أعضائه للتحقيق في المزاعم الروسية وتقديم تقرير إلى المجلس بحلول 30 نوفمبر وإلى الأطراف في الاتفاقية في مؤتمر مراجعة في جنيف في الفترة من 28 نوفمبر إلى 16 ديسمبر.
تمتلك أوكرانيا شبكة من المختبرات البيولوجية التي حصلت على التمويل والدعم البحثي من الولايات المتحدة، لكن أوكرانيا تمتلكها وتديرها وهي جزء من مبادرة تسمى برنامج الحد من التهديدات البيولوجية التي تهدف إلى تقليل احتمالية تفشي الأمراض القاتلة، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان.
وأشارت اسوشيتد برس الى ان جهود الولايات المتحدة تعود إلى العمل في تسعينيات القرن الماضي لتفكيك برنامج الاتحاد السوفيتي السابق لأسلحة الدمار الشامل.
وقال سفير روسيا لدي الأمم المتحدة في الرسالة الموجهة إلى أعضاء المجلس الامن أنه خلال "العملية العسكرية الروسية الخاصة" في أوكرانيا، حصلت على مجموعة متنوعة من الوثائق والأدلة التي تلقي الضوء على الطبيعة الحقيقية للأنشطة البيولوجية العسكرية للولايات المتحدة وأوكرانيا في تلك المعامل، وقال إن "تحليل البيانات يعطي دليلًا على عدم امتثال الجانبين الأمريكي والأوكراني لبنود اتفاقية الأسلحة البيولوجية.
وأشار الى ان بلاده إن حاولت "الحصول على إجابات شاملة" للأسئلة المتعلقة بأنشطة أمريكية وأوكرانية محددة وتنفيذ الاتفاقية، لكن واشنطن وكييف لم يقدما تفسيرات، ولم يتخذا إجراءات فورية لتصحيح الوضع.
وقال إن روسيا دعت لعقد اجتماع رسمي لـ 197 دولة طرف في الاتفاقية في أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر حول الأنشطة في المختبرات البيولوجية في أوكرانيا، لكن تقريرًا نهائيًا قال انه لم يكن من الممكن التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الأسئلة التي المطروحة.
وتابع إن الأسئلة "تظل مفتوحة وتتطلب حلًا"، ولهذا السبب تستشهد روسيا بالمادة السادسة من الاتفاقية وهو يمنح الدول الأطراف الحق في مطالبة مجلس الأمن بالتحقيق في الانتهاكات المزعومة، كما يشير مشروع القرار إلى أن المادة السادسة تطالب الدول الأطراف "بالتعاون في إجراء أي تحقيق قد يشرعه مجلس الأمن
على الجانب الاخر، تقر الولايات المتحدة علنًا بدعمها للانشطة البيولوجية الأوكرانية، لكنها تشير إلى أنه تم تطويرها كجزء من برنامج الحد من التهديدات البيولوجية، والذي يسعى إلى تحسين القدرات على اكتشاف والإبلاغ عن تفشي مسببات الأمراض الخطيرة قبل أن تسبب تهديدات كبيرة.
لكن روسيا بدأت تتهم البلدين بتطوير أسلحة بيولوجية في الأيام الأولى من الهجوم الروسي، وهو ما رفضه مسؤولو المخابرات الامريكية في السابق باعتبارها دعاية روسية وصفوها بالـ "كلاسيكية"، كما أشاروا الى رفضهم لاعاءات موسكو التي تقول ان اوكرانيا تدير اكثر من عشرة معامل بيولوجية سرية لأغراض الصحة العامة والدفاع البيولوجي بمساعدة الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، اتهمت موسكو كييف بالتخطيط لاستخدام "قنبلة قذرة" مشعة، ورفضت الولايات المتحدة هذه المزاعم وهو ما اكد عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن حيث حذر روسيا من استخدام سلاح نووي تكتيكي وسط مخاوف من ان موسكو قد تتخذ ذريعة لتصعيد حربها في أوكرانيا.
وقال بايدن امس: "سوف ترتكب روسيا خطأ فادحًا بشكل لا يصدق إذا استخدمت سلاحًا نوويًا تكتيكيًا أنا لا أضمن لك أنها عملية إبلاغ كاذبة حتى الآن. لا أعلم. لكنه سيكون خطأ فادحا وخطيرا ".
جائت تعليقات الرئيس الأمريكي بعد الادعاءات الروسية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية بان أوكرانيا تستعد لاستخدام "قنبلة قذرة" والتي تشير عادة الى مادة يمكن استخدامها لنشر مواد مشعة.
ونفت أوكرانيا أي محاولة لاستخدام مثل هذا السلاح، وحذر مسؤولون من أوكرانيا والولايات المتحدة ودول حليفة أخرى من أن روسيا قد تضع الأساس لاتخاذ نوع من الإجراءات التصعيدية الخاصة بها.
حذر بايدن روسيا مرارًا وتكرارًا من استخدام أي نوع من الأسلحة النووية في حربها ضد أوكرانيا، قائلًا إن العواقب ستكون كارثية دون توضيح كيفية رد الولايات المتحدة.
اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عددًا من الخطوات في الأسابيع الأخيرة التي اعتبرها المراقبون الخارجيون تصعيدًا للحرب، بما في ذلك الضم للأراضي الأوكرانية، والإشارات إلى الأسلحة النووية وتعبئة المئات من القوات، حيث تركزت الحرب في الأسابيع الأخيرة إلى حد كبير في جنوب أوكرانيا، واتهمت كييف روسيا بالتخطيط لتفجير سد كبير يمكن أن يغرق المدينة ويؤثر على جهود التبريد في أكبر محطة نووية في أوكرانيا.