الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صحيفة إسبانية: كيف يسعى التنظيم الدولي لأخونة المجتمعات الأوروبية بالتدريج؟

أرشيفية
أرشيفية

ناقش منتدى إلكانو التاسع حول الإرهاب العالمي خطر التطرف وصعود اليمين المتطرف، وهو أمر مقلق للولايات المتحدة وأوروبا، وأشارت صحيفة "أتالايار" الإسبانية في تقرير حديث إلى تصريحات أبيل فيسينو، الملحق القانوني التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في إسبانيا، التي شدد خلالها على الارتفاع المقلق للتطرف العنيف على أسس عرقية وإثنية في الولايات المتحدة وأوروبا، وأصر على تعزيز التعاون المشترك في مواجهة هذا التهديد العالمي الجديد الذي وصفه بـ "الإرهاب الداخلي"، كما شدد على أهمية العمل الذي يتم القيام به لمنع الجماعات الإرهابية من نشر رسائلها عبر الإنترنت.

وأدلى بهذه التصريحات في منتدى إلكانو التاسع حول الإرهاب العالمي، والذي تناول هذا العام "التطرف المرتبط بالإرهاب في الغرب: التحديات الناشئة والمستمرة" ومنح المنتدى الخبراء الفرصة لتحليل هذه الظاهرة، ومناقشة التحديات التي تطرحها الظواهر المتكررة مثل الإسلام السياسي والظواهر الجديدة الأخرى التي تكتسب قوة في الولايات المتحدة وأوروبا، مثل صعود اليمين المتطرف وأصر الملحق القانوني، أبيل فيسينو، على المعاملة بالمثل القوية والفعالة من حيث المعلومات والاستخبارات لمعالجة تقنيات التحقيق القضائية المعيارية في كلا البلدين، إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب تبادل الخبرات كمعايير راسخة لمكافحة هذه الآفة ودون تجاهل أشكال العمل الضليعة في النظام التكنولوجي الذي يقضي على المحتوى المتطرف على الإنترنت، ولفت إلى أن "إسبانيا لديها تجربة مريرة" وشكر مدريد على تعاونهم لأن توفير الظروف الحاضنة للإرهابيين والتنظيمات المتطرفة يجعل نشاطهم ينتعش.

وعلى المائدة المستديرة الأولى، حذر لورنزو فيدينو، مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن، من أن الهدف من هذا المنتدى هو المساهمة في النقاش العالق في المجتمع الإسباني حول تنظيم الإخوان، الذي تتمثل أهدافه في أوروبا في أن تصبح القادة في المجتمعات الأوروبية، للتحاور مع الأعضاء المميزين في الإدارات أو الممثلين الرسميين لمجتمع متجانس، من أجل الاقتراب من السلطة التشريعية واستقطاب المجتمع بوجه زائف.

كما حذر فيدينو من الوجود الوشيك لخطر وأرض خصبة للإسلام السياسي الذي يصر على العمل تحت غطاء القانون على الرغم من أنه أكبر تهديد للديمقراطية وسيادة القانون، ولفت إلى أن تنظيم الإخوان ووجودهم في إسبانيا، ممزوجًا بالضغط السياسي والتكفيري يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن التنظيم يسعى لأخونة تدريجية للمجتمعات الأوروبية.

وفقًا لكلماته الخاصة في دراسة أجراها مع سيرجيو ألتونا، الباحث المشارك في معهد إلكانو الملكي، فإن غرناطة ومدريد وفالنسيا وكاتالونيا هي المراكز الرئيسية لنشاط الإخوان في أوروبا ولا يقتصر وجود شبكات مرتبطة بالحركة على هذه المدن، بل يعمل النشطاء المرتبطين في مناطق أخرى بدرجات متفاوتة من الكثافة وسارع المركز الإسلامي في إسبانيا إلى إدراك الأهمية الاستراتيجية للمكان الذي استقر فيه نزار أحمد الصباغ، أول زعيم للإخوان ومؤسس المركز، ليكون خطيب الجمعة منذ أن استقر في البلاد وفي الختام طرح فيدينو سؤالا: "هل الإخوان خطر أم جماعة إرهابية؟" وبالتالي أفسح المجال أمام النقاشات الثرية التي سيتخذها صناع السياسة الأسبان بعين الاعتبار في قراراتهم.

في مناظرة المائدة المستديرة الثانية، أراد مانويل رودريجيز غارسيا-ريسكو، كبير المفوضين لوحدة المعلومات الخارجية المركزية لقوة الشرطة الوطنية، توضيح أن قوات أمن الدولة وفيلقها تطارد الجرائم وليس التيارات الأيديولوجية، مهما كانت متطرفة وفي بعض الأحيان لا تتم محاكمة السلوك المرتبط بالتشدد باعتباره جريمة إرهابية.