الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«الأمن الغذائي» يتصدر.. توقعات القمة العربية بالجزائر

أرشيفية
أرشيفية

تنطلق أعمال القمة العربية الـ31 في الجزائر العاصمة، اليوم الثلاثاء، بهدف "لم الشمل العربي ومواجهة التحديات الأمنية والغذائية الراهنة"، بعد تأجيلها ثلاث مرات بسبب جائحة فيروس كورونا.

وتأتي هذه القمة في ظل تشرذم وحروب تشهدها المنطقة العربية وفي وقت تأزمت العلاقات المغربية الجزائرية إلى أبعد الحدود. فهل سينجح القادة العرب في طي صفحة الخلافات وتوحيد الرؤية والجهود للتغلب على التحديات المطروحة؟

توحيد الصف العربي ولم الشمل لمواجهة المتغيرات الدولية الجديدة، وحل الأزمات العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وإصلاح الجامعة العربية وتحقيق الأمن الغذائي العربي في ظل ارتفاع أسعار المواد الأولية بسبب الحرب في أوكرانيا و"مخلفات" جائحة فيروس كورونا.

هذه بعض الملفات التي سيناقشها الزعماء والرؤساء العرب خلال القمة العربية الـ31 التي تحتضنها الجزائر يومي الثلاثاء والأربعاء بالعاصمة- حسبما ذكر "فرانس 24"-. 

أزمة الغذاء والقضية الفلسطينية في صلب النقاشات

ويأتي تنظيم هذه القمة في ظل تشرذم وحروب طاحنة تعرفها المنطقة العربية، على غرار اليمن وسوريا وصراعات مسلحة سواء كان ذلك في ليبيا أو في الصومال إضافة إلى نزاعات إقليمية أخرى.

وكان الأحد الماضي آخر يوم للاجتماعات التحضيرية التي شارك فيها وزراء خارجية 22 دولة عربية ناقشوا خلالها جدول أعمال القمة التي وصفها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بـ"الناجحة".

وقال لعمامرة "إن اجتماع وزراء الخارجية العرب سمح بالتوصل إلى "نتائج توافقية" بعد "مشاورات ثرية ومعمقة"، منوها أن "هذه النتائج قد تسهل عمل القادة". لكن الوزير الجزائري لم يقدم معلومات أوفر عن طبيعة هذه المشاورات.

كما حيا أيضا "الصبر والروح الإيجابية البناءة التي سادت المشاورات"، معبرا عن أمله "أن يكون في مقدورنا العمل جميعا لبناء توافق أوسع يسمح بلم شمل جميع الدول العربية وتوحيد صفوفها وجهودها لحل الأزمات الحادة التي تمر بها منطقتنا العربية والتي جعلت منها ساحة صراعات بين عديد القوى الأجنبية".

من ناحيته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، "إن القمة تتطلع لترجمة واقعية لاتفاق الجزائر (للمصالحة الفلسطينية) والتزام الأطراف الفلسطينية ببنوده".

وأضاف أن "واقع الأزمات لا بد أن يحتل مكانة هامة على أجندة أعمال القمة. كما أن أزمة الغذاء تمثل أولوية مهمة ونأمل تدشين استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي".

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، أعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن أمله أن تكون "القمة التي تحتضنها بلاده انطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك"، مشيرا أن "القضية الفلسطينية هي أم القضايا عبر كل الأزمنة" متمنيا أن" تساهم قمة الجزائر في إعادتها إلى محور الاهتمام العربي والدولي".

وبشأن الحضور والتمثيل العربي، توقع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي "مشاركة 15 قائدا عربيا من ملوك ورؤساء وأمراء".

وبخصوص الملفات المطروحة في جدول أعمال القمة، أضاف: "يوجد على جدول الأعمال مجموعة من البنود السياسية المتعلقة بالقضايا والأزمات العربية أو الموضوعات التي يرى القادة العرب وجوب بحثها، وتشمل مجموعة كبيرة من الأزمات في منطقتنا كما هو معروف، فهناك أوضاع في دول بعينها تحتاج إلى قرارات تدعمها".

"من الصعب أن يتوصل القادة العرب إلى توافق في غضون يومين اثنين فقط"

وتابع أن "هناك موضوعات أخرى على أجندة قمة الجزائر، مثل استراتيجية الأمن الغذائي العربي، التي من المفترض أن يتم اعتمادها، وكذلك هناك قرار خاص بصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى مجموعة من القرارات التي يرفعها المجلس الاقتصادي والاجتماعي وما يستجد من أعمال تطرحها وفود الدول المختلفة".

وحسب جمال عليلات، الصحافي السابق في يومية "الوطن" الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية، فالهدف الرئيسي الذي تريد الجزائر تحقيقه هو "العودة إلى الساحة الدولية بعد غياب طويل واسترجاع مكانتها التقليدية"، مشيرا أن على الجزائر أن تبذل جهودا كبيرة لإقناع القادة العرب بالمشاركة في القمة بشكل كبير وعلى مستوى رفيع من جهة والتوصل إلى حلول توافقية حول المواضيع الراهنة، من جهة أخرى".

وفي سؤال هل بإمكان زعماء العرب وضع خلافاتهم التقليدية جانبا ورسم استراتيجية عربية مستقبلية ناجحة وموحدة، رد الصحافي الجزائري بالقول "نظرا للخلاقات العميقة التي تميز الصف العربي، فيبدو من الصعب أن يتوصل القادة العرب إلى توافق في غضون يومين اثنين فقط. خاصة وأن مصالح بعض الدول لا تتقاطع مع مصالح دول أخرى، وفي مقدمتها اتفاقية "أبراهام" التي كرست تطبيع بعض الدول العربية لعلاقاتها مع إسرائيل في حين ترفض دول أخرى هذه الخطوة".

"قمة الجزائر لن تكون مختلفة عن باقي القمم العربية السابقة"

وأعرب جمال عليلات عن أمله أن يجتمع الوفد الجزائري مع المغربي على طاولة المحادثات من أجل تسوية خلافاتهما. "يجب أن يتم تنظيم لقاء بين البلدين على مستوى رفيع لأنهما تعبا من الحرب الباردة التي يعيشونها منذ سنوات ومن الكراهية المتبادلة".

أما عبد العزيز منيف بن رازن، وهو محلل سياسي وعضو في هيئة الصحافيين السعوديين، فهو لا ينتظر الكثير من قمة الجزائر. وقال: "قمة الجزائر لن تكون مختلفة عن باقي القمم العربية السابقة. بمعنى ستخرج بنفس المفرزات والتوصيات كالتي خرجت بها سابقتها من القمم".

أما حسني عبيدي، مدير مركز البحوث والدراسات حول العالم العربي ومنطقة المتوسط في جنيف، يعتبر حضور ملك المغرب محمد السادس المحتمل إلى القمة سيسرق الأضواء عن الباقي لأن في ذلك استعادة للثقة بين الدولتين.

وقال عبيدي في حوار مع أسبوعية "لوجورنال دوديمانش": "حتى إذا مثله أخيه الأمير رشيد أو رئيس الحكومة عزيز أخنوش، فسيتم تفسير هذه الخطوة على أنها أهون الشر. لكن في حال حضر المغرب بوزير خارجيته ناصر بوريطة فقط، فهذا يعني بأنه لا يوجد هناك رغبة في طي صفحة الخلافات".

وحسب مصطفى الطوسة، نائب رئيس التحرير في إذاعة مونت كارلو الدولية، فالملك محمد السادس "لن يسافر إلى الجزائر لحضور القمة وأن وزير خارجيته ناصر بوريطة هو الذي سينوب عنه".

أما يوسف شهاب، أستاذ الجيواستراتيجية والتنمية الدولية بجامعة السوريون، فهو متأكد بأن ملك المغرب "لن يذهب إلى الجزائر". وقال: "بما أن زعماء الدول الخليجية لن يحضروا القمة، فهو أيضا لن يأتي إلى الجزائر لأنه لا يمكن أن ينفصل عنهم".

وتابع: "إذا كان البعض يعتقد بأن الملك المغربي سيسافر إلى الجزائر لإحياء العلاقات بين البلدين، فهذا لن يحدث. الجزائر تريد أن تخرج من عزلتها والمأزق الذي تتواجد فيه"، منهيا: "الخلافات الجزائرية المغربية عميقة". فهل ستنجح "قمة الجزائر" في بعث روح جديدة في العلاقات العربية ام ستكون قمة مثل القمم السابقة الثلاثين؟