الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«بعد سجن 580 يوما».. لولا دا سيلفا يعود إلى رئاسة البرازيل مجددا

لولا دا سيلفا الرئيس
لولا دا سيلفا الرئيس البرازيلي

فاز الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الأحد، على الرئيس الحالي جايير بولسونارو في انتخابات شهدت عودة للزعيم اليساري.

وحصل لولا على 50.8 في المئة من الأصوات مقابل 49.2 في المئة لبولسونارو بعد فرز 99.1 في المئة من أجهزة التصويت وهو ما وصفته المحكمة العليا للانتخابات بأنه كافٍ “لتحديد نتائج السباق حسابيا”، حسبما ذكرت رويترز.

ومثل التصويت رفضا للشعبوية اليمينية المتطرفة لبولسونارو، الذي خرج من المقاعد الخلفية للكونجرس لتشكيل ائتلاف محافظ جديد لكنه فقد الدعم بعد أن سجلت البرازيل واحدة من أسوأ حصيلة وفيات بسبب جائحة كوفيد-19.

وفي أول خطاب بعد فوزه، تعهد لولا بالعودة إلى النمو الاقتصادي الذي تقوده الدولة والسياسات الاجتماعية التي ساعدت في انتشال الملايين من براثن الفقر عندما حكم البرازيل من عام 2003 إلى عام 2010.

كما وعد بمكافحة تدمير غابات الأمازون المطيرة الذي وصل الآن إلى أعلى مستوى له منذ 15 عاما وكذلك جعل البرازيل رائدة في محادثات المناخ العالمية.

وتشكل عودة لولا دا سيلفا سابقة في تاريخ البرازيل الحديث بعدما انتخب سابقا لولايتين رئاسيتين بين العامين 2003 و2010.

إلا أن عودة لولا الذي عرف مصيرا خارجا عن المألوف، تعتبر انجازا. فقد أدين بتهمة الفساد في إطار أكبر فضيحة في تاريخ البرازيل ودخل السجن مدة 580 يوما بين أبريل 2018 ونوفمبر 2019.

ولطالما أكد زعيم حزب العمال أنه ضحية مؤامرة سياسية سمحت لبولسونارو بالوصول إلى الرئاسة العام 2018 عندما كان هو المرشح الأوفر حظا للفوز.

في مارس 2021، عاد لولا ليلحم بثأر مدو. فقد ألغت المحكمة العليا إدانته وسمحت له باستعادة حقوقه السياسية لكن من دون تبرئته.

ورأت لجنة حقوق الإنسان في الأمم لمتحدة أن التحقيق والملاحقات في حق لولا انتهكت حقه في أن يحاكم أمام محكمة غير منحازة.

اليوم بعد 12 عاما على مغادرته السلطة فيما كان يتمتع بنسبة تأييد خيالية بلغت 87 %، يريد لولا أن يجعل "البرازيل سعيدة مجددا".

من هو لويس إيناسيو لولا دا سيلفا؟

ما من مؤشرات كانت تنبئ بأن لولا البالغ السابعة والسبعين عاما سيعرف هذا المصير الاستثنائي، وهو الابن الأصغر بين ثمانية أطفال. وقد ولد في 27 أكتوبر 1945 في عائلة مزارعين فقراء في بيرنامبوك في شمال شرق البرازيل.

خلال طفولته عمل لولا ماسح أحذية وانتقل مع عائلته في سن السابعة إلى ساو بالو هربا من البؤس.

كما عمل بائعا جوالا ثم عامل تعدين في سن الرابعة عشرة وقد فقد خنصر اليد اليسرى في حادث عمل.

وفي سن الحادية والعشرين انضم إلى نقابة عمال التعدين وقاد الاضرابات الواسعة في نهاية السبعينات في خضم الديكتاتورية العسكرية في البلاد (1964-1985).

وشارك في تأسيس حزب العمال في مطلع الثمانينات وترشح مرة أولى للانتخابات الرئاسية العام 1989 وفشل لكن بفارق ضئيل. وبعد فشلين آخرين في 1994 و1998 فاز في محاولته الرابعة في أكتوبر 2002 وأعيد انتخابه في 2006.

وكان أول رئيس برازيلي ينتمي إلى طبقة العمال. فعكف على تطبيق برامج اجتماعية طموحة بفضل سنوات من النمو الاقتصادي المدعوم بفورة المواد الأولية.

خلال ولايتيه الرئاسيتن خرج نحو 30 مليون برازيلي من براثن البؤس.

وجسد لولا كذلك بلدا راح ينفتح على العالم وساهم في منح البرازيل موقعا على الساحة الدولية خصصوا مع استضافة البرازيل كأس العالم لكرة القدم العام 2014 ودورة الالعاب الأولمبية في 2016 في ريو دي جانيرو.

ويتمسك لولا بالمثل إلا انه يتمتع بحس براغماتي وأصبح متمرسا في نسج التحالفات وإن كانت غير بديهية أحيانا.

فخلال حملة الانتخابات الرئاسية الحالية اختار جيرالود الكمين خصمه في انتخابات سابقة مرشحا لمنصب نائب الرئيس وهو تكنوقراطي وسطي لطمأنة الأوساط الاقتصادية.

زعماء العالم يرحبون بانتخاب لولا رئيسًا للبرازيل

من جانبهم، هنّأ زعماء العالم لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأحد على فوزه في الانتخابات الرئاسيّة البرازيليّة ضدّ منافسه اليميني المتطرّف جايير بولسونارو بعد حملة شديدة الاستقطاب.

في ما يلي أبرز المواقف الدوليّة:

هنّأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد الزعيم اليساري لولا، معتبرًا أنّ انتخابه رئيسًا للبرازيل "يفتح صفحة جديدة في تاريخ" هذا البلد.

وكتب ماكرون على تويتر بعد دقائق من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسيّة البرازيليّة "معًا سنوحّد جهودنا لمواجهة التحدّيات الكثيرة المشتركة وتجديد أواصر الصداقة بين بلدينا".

هنّأ الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد الزعيم اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على فوزه في الانتخابات البرازيليّة "الحرّة والنزيهة والموثوقة".

وقال بايدن في بيان "أوجّه تهانيّ إلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على انتخابه رئيسًا للبرازيل بعد انتخابات حرّة ونزيهة وموثوقة"، مضيفًا أنّه "يتطلّع إلى العمل" معه "لمواصلة التعاون بين بلدينا".

كتب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على تويتر "البرازيليّون قرّروا"، مضيفًا "أتطلّع إلى العمل مع لولا لتعزيز الشراكة بين بلدينا وللدفع قدمًا بأولويّاتنا المشتركة مثل حماية البيئة".

كتب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور على تويتر "لولا فاز يا شعب البرازيل المبارك. ستكون هناك مساواة وإنسانيّة".

كتب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي على تويتر "تهانيّ الحارّة للولا على فوزه الرائع في الانتخابات البرازيليّة. أتطلّع إلى العمل معكم من أجل حماية البيئة".

كتب الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل على تويتر "نحن نُقَبّلُكَ أخي الرئيس لولا".

كتب الرئيس التشيلي غابرييل بوريتش على تويتر "لولا. فَرَح".

كتب رئيس الإكوادور غييرمو لاسو على تويتر "أهنّئ لولا على انتخابه رئيسًا لجمهوريّة البرازيل الفدراليّة. سنواصل تعزيز الصداقة والتعاون بين بلدينا، من أجل أيّام أفضل لمواطنينا. منطقتنا تُواصل الاندماج في التعدّدية".

قال رئيس الأرجنتين ألبرتو فرنانديز إنّ فوز لولا "يفتح حقبة جديدة في تاريخ أميركا اللاتينيّة. زمن الأمل والمستقبل يبدأ اليوم". أضاف في تغريدة "بعد كثير من المظالم التي عشتها، انتخَبَك شعب البرازيل وانتصرت الديموقراطيّة".

كتب غوستافو بيترو الذي أصبح أوّل رئيس يساري لكولومبيا بعد انتخابه هذا الصيف، على تويتر: "يحيا لولا". ونشر لاحقًا خريطة توضح أنّ غالبيّة دول أميركا اللاتينيّة تقودها حاليًا حكومات يساريّة.

كتب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في تغريدة "عاشت الشعوب المصمّمة على أن تكون حرّة وذات سيادة ومستقلّة! اليوم، انتصرت الديموقراطيّة في البرازيل".