كيف حققت مصر تقدما في علاج مرض التهاب الكبد?
علا سعدي
أشادت مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية بجهود مصر لمكافحة وباء التهاب الكبد الوبائي، وحققت مصر تقدماً كبيراً في محاولاتها القضاء علي الوباء الكبدي رغم منذ خمس سنوات فقط كان من الصعب علاج شخص مصاب بالمرض ولكن الآن تمكنت مصر من القضاء علي الوباء.
وأشارت المجلة إلي نجاح الجهود المصرية من مسح المرض من السكان بوتيرة غير مسبوقة ويرجع ذلك بفضل الأدوية الجديدة الثورية، وجهد الحكومة لتوفير الأدوية بأسعار معقولة.
وانتشر في مصر فيرس “سي” بمعدل أنتشار أكثر من اي بلد آخر، فمصر عانت سابقاً علي مدار حوالي 50 عاما من مرض البلهارسيا وعندما تمكنت من القضاء علي البلهارسيا ظهر وباء آخر، وقامت مصر بحملات متعددة للعلاج الجماعي للقضاء علي مرض البلهارسيا، وفي عام 2008 كان واحد من كل 10 مصريين مصاب بمرض التهاب الكبد، ويتسبب الفيرس بتليف الكبد تدريجياً ما يؤدي إلي إصابة الكبد بالسرطان، وبحلول عام 2015 تسبب المرض بوفاة العديد من الأشخاص سنوياً وكان مجموع الوفيات في مصر بسبب التهاب الكبد بنسبة 7.6% من معدل الوفيات.
في عام 2013 تغيرت النظرة للمرض مع ظهور علاجات جديدة فعالة ولكنها باهظة الثمن، في حين كانت العلاجات السابقة تسببت في الأجهاد وتأثيرات جانبية سلبية وتم شفاء أقل من نصف المرضي المصابين بالوباء الكبدي، وكانت العلاجات الجديدة غير مؤلمة وتم شفاء أكثر من 90%من المرضي، وقدمت شركة الأدوية “جيليد ساينس” الدواء في السوق الأمريكي بتكلفة 84 الف دولار، وهذا الرقم يفوق ضعف الناتج المحلي لمصر، وبدأت الحكومة المصرية بمفاوضات للحصول علي الدواء ومنحت مصر للشركة المصنعة براءة اختراع للدواء في مصر، ووافقت الشركة المصنعة للأدوية بمنح ترخيص بيع العقار في مصر وفي عدد من الدول الأخري لكيون تكلفة العلاج 300 دولار لكل شهر او 900 دولار للدورة العلاجية لمدة 12 أسبوعاً، وفي نهاية المطاف دفع مصنعو الأدوية في مصر 84 دولاراً لعلاج كل مريض.
ويقول وحيد دوس، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة مرض الالتهاب الكبدي بمصر “ان تصميم البلد علي توفير العلاج علي نطاق واسع ساعد الشركة المصنعة في نجاح قضيتهم والقضاء علي المرض، واستطاعت الشركة بيع أدوية لأكثر 160 ألف مصري مريض، والشركة كسبت المال ولم يكن عملها خيرياً”.
ولفتت الصحيفة إلي أن مع تأمين الحكومة الأدوية بأسعار معقولة وتوزيعها بنطاق لم يسبق له مثيل، ظهرت أول بوابة الكترونية للمصابين بالمرض في عام 2014 لتسجيل اسمائهم للعلاج وفي عصون 3 أيام قام 200 الف شخص بالتسجيل، وعلي مدار السنوات الثلاثة الماضية تلقي أكثر من 1.6 مليون مصري علاج التهاب الكبد الوبائي، وفقا لبيانات البنك الدولي.
وفي عام 2017 قامت وزراة الصحة ببرنامج فحص وطني ونشرت أكثر من 260 فريقاً من العاملين في مجال الصحة المجتمعية ووصلوا لكل قرية وبحلول أخر عام 2017 قاموا بفحص 1200 قرية. وأضافت المجلة أن مدى سرعة مصر في القضاء على المرض يتوقف على مدى سرعة تشخيصها للأشخاص المصابين ، ومازالت السلطات تحدد حجم برامج الفحص وجمع الموارد اللازمة لدفع ثمن العلاج، وبحسب المعدل الذي تقوم البلاد حاليا من عمليات فحص ومعالجة، فمن المتوقع أن ينخفض انتشار المرض إلي النصف بحلول عام 2023 ؛ تكلفة إضافية قدرها 530 مليون دولار ، وقد تؤدي الجهود بالقضاء علي المرض بحلول هذا الوقت.