موقع أمريكي: عمل مصر في غزة يعزز الاستقرار والهدوء إقليميا
كشفت تقارير في الأسابيع الأخيرة حول دور مصر في قيادة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل حول إمكانية تطوير احتياطيات الغاز الطبيعي قبالة ساحل غزة، وفي حين أن التقارير لم يتم تأكيدها بعد، فإن ما لا شك فيه هو أن الجرافات المصرية تمهد طرقًا جديدة في غزة وأن فرق البناء المصرية تبني أحياء سكنية جديدة في شمال القطاع، بالاعتماد على التمويل الدولي والخليجي من أجل مساعدة القطاع على التعافي من الصراعات العسكرية السابقة، وفقًا لموقع "جيه إن إس" الأمريكي.
وذكر الموقع إن القاهرة توسطت في وقف إطلاق النار لتلك الصراعات، وتسترشد جميع هذه الإجراءات بالمصالح الأمنية والسياسية المصرية الأساسية، لكنها تفيد إسرائيل أيضًا، وفقًا للعقيد شاؤول شاي، زميل المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في هرتسليا ونائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق.
وقال شاي: "التدخل المصري في غزة هو وضع فريد من نوعه يستفيد منه جميع الأطراف" وبينما لا تستطيع إسرائيل التفاوض بشكل مباشر مع حماس في غزة، فإن القدس مهتمة بتحسين الظروف لسكان غزة الذين يقدر عددهم بمليوني نسمة، وهذا من شأنه، وفقًا لوجهة نظر إسرائيل، خفض فرص التصعيد ومنح سكان غزة حصة في وقف إطلاق النار المستمر وتأثير ستشعر به قيادة حماس.
وفي غزة، تقوم مصر ببناء المجتمعات وتمهيد الطرق، وسيكون الاستقرار هو الرابح مع تطور غزة اقتصاديًا وسيرغب السكان في الحفاظ على مكاسبهم وسبل عيشهم وروتينهم الطبيعي، الأمر الذي سيزيد من الهدوء في الجانب الفلسطيني.
ونظرًا لافتقارها إلى الموارد اللازمة للاستثمار في غزة بمفردها، عملت مصر كقناة للمستثمرين ورجال الأعمال من الخليج وفي الوقت نفسه، أكد شاي، أن حماس لم تتخل عن رؤيتها التي تتمحور حول هدف تدمير دولة إسرائيل واستبدالها بدولة فلسطينية يديرونها وتمتد من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، لكن هذا الهدف ممزوج بفهم عملي قصير المدى لما تستطيع حماس فعله وحتى مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين كان على استعداد للدخول في هدنة طويلة الأمد، دون التخلي عن مبادئ حماس.
وأضاف أن حماس تريد إثبات قدرتها على قيادة سكان غزة في ظروف لا تقتصر على الحرب، مشيرا إلى أن القاهرة كانت تعمل كوسيط بناء بين إسرائيل وحماس في أوقات الصراع، معقبا: "دائمًا ما تكون القاهرة أول من يقدم المساعدة في الوساطة وتتوسط مصر أيضًا في قضايا أخرى تتعلق بالصراعات بين إسرائيل وحماس، مثل تأمين تبادل الرهائن والأسرى، وأشهرها خلال صفقة جلعاد شاليط 2011 - بغض النظر عن تباين الآراء بشأن الصفقة".
وتشارك القاهرة حاليًا في محادثات حول إطلاق سراح مدنيين إسرائيليين محتجزين في غزة وجثث اثنين من أفراد الجيش الإسرائيلي قُتلا في حرب صيف 2014 المعروفة باسم "عملية الجرف الصامد" كما أن مصر حاضرة ويمكنها التواصل مع حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني وفصائل أخرى، وهذا ما يؤكد دور مصر في استعادة الهدوء في غزة ويعطي نظرة إيجابية، لذا فإن مصر تحقق مكاسب في هذا الصدد أيضًا.
لا يقل أهمية عن ذلك، أن مصر تسترشد بالمصالح الأمنية، أي الرغبة في قطع إمدادات الإرهابيين في شبه جزيرة سيناء، والقضاء على عش الإرهاب فيها وبحسب شاي، تحرص مصر على ضمان عدم وصول أسلحة إلى سيناء من غزة وعدم لجوء الإرهابيين في سيناء إلى غزة كما فعلوا في السنوات الماضية وأخيرًا، قال إن حماس تستفيد أيضًا من النشاطات المصرية وهو أن يظل معبر رفح الحدودي، الذي يربط غزة بسيناء، مفتوحًا قدر الإمكان أمام حركة البضائع والأشخاص. السبيل الوحيد للخروج من غزة هو عبر مصر عبر مطار القاهرة. وقال شاي إن مصر قامت بهندسة دور يفيد بشكل فريد جميع الأطراف المعنية.