انهيار وقف إطلاق النار.. الحرب المدمرة بإثيوبيا الصراع المنسي في العالم
يتعرض المدنيون في تيجراي لخطر جسيم بعد انهيار وقف إطلاق النار بين مقاتلي جبهة تحرير شعب تيجراي والحكومة الفيدرالية.
وطالبت صحيفة الجارديان البريطانية زعماء العالم أن يوجهوا انتباههم إلى هذه الأزمة بالقدر الملائم، فقد نزح الملايين هروبًا من الهجمات الوحشية على المدنيين وترتفع حصيلة القتلى وتكثفت الهجمات المتعمدة على البنية التحتية وأصبح هناك أمل ضئيل في خروج تفاوضي من الأزمة المتفاقمة وتعاني منطقة تيجراي الشمالية في إثيوبيا من الحرب الأكثر وحشية وفتكًا التي تشن في العالم اليوم وتخلف المعارك وراءها عشرات الآلاف من القتلى عقب فشل وقف إطلاق النار في أغسطس ومع ذلك، فإن العالم لا يولي اهتماما يذكر.
وتابعت صحيفة الجارديان: "من المستحيل تقييم الخسائر الحقيقية نظرًا لأن معظم الاتصالات قد انقطعت ووفقًا لتقديرات الباحثين في جامعة جينت فإن حرب تيجراي حصدت ما بين 380 ألف و600 ألف من أرواح المدنيين، علاوة على 30 ألف إلى 90 ألف قتيل في الهجمات المباشرة، ولكن معظمهم يموتون بسبب نقص الغذاء أو الرعاية الصحية وفي منطقة تعاني بالفعل من الجوع، ولكنها قطعت خطوات كبيرة، أصبح الغذاء سلاحًا في الحرب وما يقرب من نصف السكان في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية.
كما أن هناك أدلة واضحة على جرائم حرب من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك العنف الجنسي على نطاق واسع، على الرغم من أن الضحايا المدنيين يعتقد أن الغالبية الساحقة من تيجراي.
واندلع الصراع لأول مرة في نوفمبر 2020، بعد نزاع سياسي أعلنت فيه الحكومتان الفيدرالية والإقليمية في تيجراي كل منهما الأخرى غير شرعية.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي والحائز على جائزة نوبل للسلام آبي أحمد، إنه يشن هجومًا على جبهة تحرير شعب تيجراي لأنها هاجمت قاعدة عسكرية وانضمت إريتريا إلى صفه.
ويخشى الكثير من أن تستعيد جبهة تحرير تيجراي هيمنتها السياسية التي تمتعت بها لعقود في البلاد، بينما يتهم آخرون رئيس الوزراء بالاستيلاء على السلطة وقد أصبح الصراع أكثر فوضوية وأكثر انقسامًا وترسيخًا مع استمراره، مع دخول منطقة أمهرة المجاورة أيضًا في نطاق الصراع الدائر.
بينما وصلت بعض المساعدات الغذائية أخيرًا إلى تيجراي هذا الربيع، استمرت أديس أبابا وحلفاؤها في منع حركة مرور القوافل إلى المنطقة، وظلت شحنات الوقود محدودة للغاية، كما ظلت خدمات الكهرباء والاتصالات والخدمات المصرفية مقطوعة والآن توقفت حتى العمليات الإنسانية مرة أخرى.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من أن الوضع يخرج عن نطاق السيطرة ولا يوجد حل عسكري ومع ذلك، لا يزال آبي وحلفاؤه مصممين على هجومهم الحالي الثقيل بقوات المشاة، مع تركيز القصف الجوي وكثفت إريتريا حشدها، حيث ورد أنها تحتجز الآباء الذين يحاول أطفالهم البالغون تجنب التجنيد الإجباري وعلى الرغم من الانتكاسات الكبيرة، أصبح العديد من شعب تيجراي ينظرون إلى ما يجري على الأرض كصراع من أجل بقائهم على قيد الحياة؛ قد يبدو الاستسلام خطيرًا.
وحذرت مجموعة الأزمات الدولية من خطر جسيم يتمثل في ارتفاع ارتكاب الفظائع، خاصة بالنظر إلى تصاعد خطاب الكراهية ضد التيجراي.
وهناك أيضًا مخاوف من أن الحرب يمكن أن تمتد في ضوء العلاقات السيئة والنزاع الحدودي طويل الأمد بين الحكومة الفيدرالية والسودان.
وأخفق الاتحاد الأفريقي، وهو المنظمة ذات الصلة الواضحة التي تسعي إلى حل، في إحراز أي تقدم في حين أن الولايات المتحدة قد استثمرت في بذل جهودها الدبلوماسية، إلا أنها لم تكن دائمًا متسقة في المتابعة وبدا الاتحاد الأوروبي غير مهتم إلى حد كبير، خاصة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وعلى الرغم من وجود مبرر جيد لعمل الأمم المتحدة، بما في ذلك حظر الأسلحة، إلا أن المسار مليء بالعقبات.
ورجح تقرير الجارديان أنه يجب على المانحين أن يوضحوا لأديس أبابا أن أي شيء أكثر من المساعدات الإنسانية لا يمكن استئنافه حتى ترفع الحصار وتبين أنها جادة في السعي لتحقيق السلام كما يجب على زعماء تيجراي أن يظهروا بالمثل التزامهم بمحادثات الاتحاد الأفريقي المقرر إجراؤها اليوم الاثنين لإن انهيار الهدنة مقلق للغاية ولكن من الممكن وضع حد آخر للصراع الكارثي ولن يحدث ذلك بدون ضغوط خارجية كبيرة ومستمرة.