ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أول الغائبين عن القمة العربية بالجزائر
بينما تجهز الجزائر لاستضافة الحدث العربي الأبرز، القمة العربية، قالت الرئاسة الجزائرية، مساء أمس السبت، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لن يحضر القمة العربية المزمع عقدها يومي الأول والثاني من نوفمبر المقبل، في الجزائر، عملًا بنصائح وتوصيات الأطباء.
وذكرت الرئاسة، في بيان لها، أن الرئيس عبد المجيد تبون، تلقى مكالمة هاتفية من ولي عهد المملكة العربية السعودية، أعرب له فيها عن تأسفه لعدم حضوره اجتماع القمة العربية، “امتثالًا لنصائح وتوصيات الأطباء بتجنب السفر”.
أوضح ذات المصدر أن الرئيس تبون أبدى تفهمه لهذه الوضعية وتأسفه لتعذر حضور ولي العهد السعودي.
واكتفت وكالة الأنباء الرسمية السعودية “واس” بالحديث عن تفاصيل المكالمة الهاتفية، لكنها لم تتطرق إلى موقف الأمير محمد بن سلمان من حضور القمة العربية في الجزائر.
ووفق وكالة “واس” أجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، اتصالًا هاتفيًا، السبت، بالرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، جرى خلال الاتصال استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وبحث فرص التعاون المشترك بين المملكة والجزائر في مختلف المجالات وسبل تطويرها.
تأكيدات بالحضور
كانت مصادر قالت خلال وقت سابق، إن الجزائر تلقت ضمانات كبرى لحضور أكثر من 17 رئيس وملك عربي، يتوقع حضورهم الشخصي.
وتقترح قمة الجزائر معالجة القضايا العربية الشائكة على ثلاثة مستويات، تتعلق أولا، بالمستوى الأمني وما يحمله من وضع معقد على الأرضي الليبية والأزمة اليمنية والأوضاع في سوريا والسودان والصومال التي تأخذ شكل النزاع الأمني المسلح.
ويشمل المستوى الثاني والثالث معالجة الملفات الإقليمية المرتبطة بالأوضاع في العراق ولبنان وليبيا وأزمة الفراغ الدستوري في تلك المناطق، بالإضافة إلى المستوى الثالث الذي يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وتسعى الجزائر لمعالجة تلك الملفات عن طريق الحلول السلمية بما فيما القضية الفلسطينية التي تدعو فيها الجزائر لإحياء (مبادرة السلام العربية 2002) كحل لقيام دولة فلسطين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وخلال فترة التحضير لعقد القمة، نجحت الجزائر في كسب ثقة الدول الكبرى التي لها مواقف متصارعة في الأزمات الدولية والإقليمية، وتجسد ذلك في التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي أكد دعم موسكو المطلق للجزائر على المستويين الدولي والإقليمي.
وهو التصريح الذي رافقه عدة تصريحات مماثلة لكبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، على رأسهم نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، التي أكدت على أهمية الدور الذي تعلبه الجزائر في حفظ السلام والاستقرار في المنطقة والقارة الإفريقية.
دعوات للحضور
وقد وجهت الجزائر دعوة رسمية إلى رئيس أذربيجان إلهام علييف، بصفته الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز، للمشاركة كضيف شرف في القمة العربية، كما وجهت دعوة مماثلة إلى الرئيس السينغالي ماكي سال الذي سيحضر للقمة بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي.
وحسب الخبراء فإن هذه الدعوات تعكس الشعار الأساسي الذي ترفعه الجزائر خلال هذه القمة، والذي يدعو إلى وضع حد للنزعات الأمنية في المنطقة دون التدخل العسكري.
وسعت الجزائر بكل الطرق لعودة سوريا إلى مقعدها في القمة العربية بصفتها دولة مؤسسة لجامعة الدول العربية، غير أن دمشق قررت عدم المشاركة، وهو ما فسر على أنه خطوة إيجابية جاءت لرفع الحرج عن الجزائر التي تسعى لجمع كل العرب على طاولة واحدة.