تمييز وعنصرية.. الإخوان وتركيا مستمرون في استغلال السوريين
بعد أكثر من عقد من الانتفاضة في سوريا، من المفترض أن السوريون بغض النظر عن خلفياتهم العرقية أو الأيديولوجية أو الدينية أو الاجتماعية قد تعلموا الآن من هم أعداؤهم وأصدقائهم ومن كان يدعي دعمهم لخدمة مصالحهم الخاصة على حسابهم، وإن لم يكن لديهم دراية كافية بذلك فهم إذن في مأزق حقيقي، وفقًا لتقرير مجلة “لايفانت”.
وأكد التقرير أن التنظيم الوحيد الذي خدع السوريين أكثر من غيره واستغل الثورة لتحقيق أجنداته الخاصة هو تنظيم الإخوان والذي استطاع، بمؤسساته السياسية والعسكرية والإغاثية الواسعة، أن يسيطر على صنع القرار باسم السوريين، لا سيما أولئك الذين ضللتهم الأيديولوجية واعتبروا أنفسهم أصحاب الثورة وصوتها الوحيد ومع ذلك، فإن إخفاق تنظيم الإخوان في إقناع المجتمع السوري والمجتمع الدولي بأنه بديل موثوق للنظام الحاكم في دمشق، جعله معزولا على مدى السنوات الماضية وكان التنظيم طوال الوقت يحظى بدعم تركيا، التي كانت تسيطر على التحالف السوري، مما جعل السياسيين السوريين المعارضين المتمركزين في تركيا أداة في يد الحكومة التركية.
المصالحة مع النظام
فقدت المعارضة السورية الممثلة بالائتلاف أي نفوذ، سواء داخل سوريا أو بين أولئك الذين دعموا سعيها لحقوق الشعب السوري. ومع ذلك، تعتقد تركيا الآن أن من مصلحتها التطبيع مع دمشق، مما يدفع المعارضة السورية في تركيا للسير الأعمى على خطى أنقرة والدعوة للحوار مع النظام وهناك تناقض حاد بين مطالب السوريين من جهة ومطالب الإخوان وتركيا من جهة أخرى.
ونفى المراقب العام لتنظيم الإخوان في سوريا، محمد حكمت وليد ما تردد عن نية التنظيم المصالحة مع دمشق، وزعم "هذه كذبة" ودافع عن تاريخ التنظيم الطويل من الريادة الفكرية ومقاومة الاستبداد السياسي". وقال "لا أحد يتحكم في تنظيم الإخوان.
من الخطأ الاعتقاد بأن شخصا ما يمكن أن يورط الجماعة في مسار لا تريد اتباعه"، ومع ذلك، فإن موقف المراقب العام لجماعة الإخوان مرتبط بما يجري على الأرض، حيث الأمور مختلفة تمامًا وانعكس التناقض في مواقف تنظيم الإخوان ومؤسساتهم (بغض النظر عن أسمائهم المختلفة) من القضايا المتعلقة بالسوريين خاصة المقيمين في تركيا.
بينما دعا النشطاء العمال السوريين في تركيا إلى الإضراب لمدة أسبوع لإيصال رسالة إلى السلطات ومنظمات حقوق الإنسان حول التمييز الذي يواجهونه في العمل وفي حياتهم اليومية، نصح تنظيم الإخوان السوريين بتجنب الاستجابة للإضراب و"الدعوات التحريضية المريبة".
وقال تنظيم الإخوان إن "الدعوات المشبوهة التي أطلقها بعض الناس للعمال السوريين للقيام بإضراب جماهيري في تركيا غير حكيمة ولا تأخذ بعين الاعتبار الواقع الذي يواجهه العمال السوريون".
السوريون يغادرون تركيا
جاءت الدعوة للإضراب العام في وقت أطلقت فيه مجموعة من اللاجئين السوريين في تركيا "قافلة النور" للوصول إلى أوروبا وبدأت الدعوات للانضمام إلى القافلة في أوائل سبتمبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال المنظمون إنهم كانوا يضعون خططًا للقافلة على قناة تليجرام وأشار ناشطون سوريون إلى أن هذه الدعوات جاءت نتيجة المحنة المستمرة للشعب السوري في تركيا الذي يعاني من جرائم الكراهية التي تزايدت مؤخرًا؛ بالإضافة إلى الفقر وسوء الأحوال المعيشية.
ودعا النشطاء المنظمات الدولية إلى مساندتهم حتى لا يصعب على القافلة الوصول إلى أوروبا، وكما كان متوقعًا، كان موقف تنظيم الإخوان من قافلة النور مشابهًا لموقفهم من الإضراب حيث سلطوا الضوء على التمييز التركي والعنصرية ضد السوريين، مما يدفعهم إما إلى الإضراب أو محاولة الفرار من تركيا إلى مكان آمن حيث قد يجدون في نهاية المطاف حياة كريمة.