الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

لماذا تتعمد حكومة الدبيبة منتهية الصلاحية التشهير كذبًا بـ"الحاصلات المصرية"؟

عبد الحميد دبيبة
عبد الحميد دبيبة

بدا أن حكومة الدبيبة منتهية الصلاحية شرعت في تنفيذ حملة تشهير ‏بـ الحاصلات المصرية الزراعية في خطوة جديدة، بعدما عطلت دخول ‏عمالة مصرية إلى ليبيا كان من المقدر أن يصلوا لنحو مليوني عامل ‏مصري، وفق اتفاق بين البلدين. ‏

ربما يأتي موقف حكومة الدبيبة على خلفية، الموقف المصري ‏الرافض لبقائها في السلطة؛ بعدما انتهت صلاحيتها القانونية؛ بفشلها ‏في تنظيم الاستحقاقات الانتخابية (البرلمانية والرئاسية) التي كان ‏مقررًا عقدها ديسمبر الماضي، إلى جانب رفض القاهرة اتفاقية ‏التنقيب عن النفط والغاز في المياه الليبية في المتوسط. ‏

ومصر كانت منفتحة على الدبيبة في أعقاب الفترة التي تولى فيها ‏مهام عمله، حيث زار الدبيبة، كما زار رئيس الوزراء الدكتور ‏مصطفى مدبولي طرابلس، وكذلك رئيس جهاز المخابرات العامة ‏اللواء عباس كامل، طرابلس نهاية العام الماضي، لكن الإدارة ‏المصرية بدأت في إعطائه ظهرها حينما فشل في عقد الانتخابات ‏الرئاسية والبرلمانية نهاية العام الماضي، إلى جانب اتخاذه خطوات ‏ليست من صلاحيات حكومته بموجب اتفاق جنيف.‏ 

عبدالحميد دبيبة والوزير عباس كامل

تهرب الدبيبة من التزامات قانونية ‏

تهرب الدبيبة من تنفيذ التزامات، بموجب الاتفاقيات الموقعة بين ‏حكومته ومصر، ومن بين هذه الاتفاقيات استقدام العمالة المصرية ‏لتصل إلى نحو مليوني عامل خلال السنوات الثلاث التي تتبع توقيع ‏الاتفاقيات، وهو ما لم يحدث، حيث لم يتجاوز حجم العمالة المصرية ‏التي استقدمتها حكومة الوفاق مئات الأشخاص فقط منذ توقيع ‏الاتفاق" في إبريل 2021.‏

كما تنصل رئيس الحكومة من مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية، ‏والتي كان على رأسها تنفيذ عدد من الشركات المصرية لمشروع ‏الطريق الدائري حول طرابلس، ومشروعات أخرى.‏

التشهير بحاصلات مصرية

كما انتقل الدبيبة إلى ملف الصادرات الزراعية المصرية إلى ليبيا، إذ ‏تم خلال الأيام القليلة الماضية، رفض استلام أكثر من شحنة آتية من ‏مصر بدعوات كاذبة ومضللة أنها غير صالحة ومطابقة للمواصفات.‏

وخلال أيام، أعلن مركز الرقابة على الأغذية والأدوية في ليبيا، ‏رفض شحنة برتقال آتية من مصر. وقبلها بأيام قليلة، رفض المركز ‏شحنتي جوافة وفلفل آتيتين من القاهرة، بدعوى احتوائهما على عفن ‏وافتقادهما للخواص الطبيعية‎.‎

وفندت القاهرة تلك الدعوات، واعتبرتها من المكايدات السياسية، ‏واعتبرت الحاصلات الزراعية المصرية من بين أكثر الحاصلات ‏الحاصلة على شهادات جودة عالمية.‏ 

الرئيس التركي وعبد الحميد دبيبة

مشهد ليبي معقد

الصحفي والباحث في الشؤون الإقليمية والدولية، علي رجب، يقول ‏لـ"الرئيس نيوز": "المشهد الليبي معقد والأمور ليست في طريقها لأية ‏حلول قريبة، وربما يكون الأقرب للصواب أن يكون الملف الليبي ‏ساحة تشهد ارتدادات مدى ما وصل إليه ملف التطبيع بين مصر ‏وتركيا".‏

تابع: "ما تقوم به حكومة الدبيية من عرقلة تنفيذ الاتفاقيات مع مصر ‏بشأن العمال والمشاريع المتعلقة بإعادة الإعمار، وحاليًا رفض ‏المحاصيل الزراعية، مكايدات سياسية للقاهرة، ومن المعلوم أن ‏حكومة الدبيبة ذراع سياسية لأنقرة في ليبيا، ومن غير المستبعد أن ‏تكون تلك المكايدات بتوجحيهات خارجية".‏

لفت رجب إلى أن أنقرة تتجنب ذكر القاهرة خلال تطرقها إلى ‏الرافضين لاتفاق التنقيب عن النفط والغاز الليبين، وتكتفي بذكر ‏اليونان؛ وربما لا تريد أنقرة العودة بالعلاقات مع مصر إلى مربع ‏صفر.‏