اختلافات فى لجنة النقابة.. من يضع «أجندة الصحفيين» فى الحوار الوطني؟

بعد مرور نحو 140 يوما على إغلاق باب تلقى مقترحات الصحفيين بشأن الحوار الوطني، أعلن ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، تشكيل لجنة لبلورة وصياغة رؤية النقابة بشأن قضايا المهنة والقضايا المهنية في الحوار، دون عقد أي اجتماعات مع ممارسي المهنة أو حتى شيوخها؛ لمناقشة مقترحاتهم رغم العديد من المطالبات التي ظلت تنادي بذلك طوال خمسة أشهر.

تضم اللجنة التي شكلها نقيب الصحفيين- خلال اجتماعه مع مجلس النقابة الأربعاء الماضي- كل من "خالد ميري- محمد شبانة - أيمن عبد المجيد - محمد سعد عبدالحفيظ - محمد خراجة - دعاء النجار – محمود كامل"، قبل أن يعتذر الأخير عن المشاركة بها بعد تحديد أول موعد لاجتماعها ثم أعلن تأجيله في اليوم نفسه.

محمود كامل: نقيب الصحفيين تجاهل مطالب الزملاء

علق محمود كامل عضو مجلس النقابة، اعتذاره عن المشاركة، قائلا: "إن السبب يرجع لتجاهل نقيب الصحفيين المطالب الأساسية التي طرحها عدد من الزملاء، وأبرزها عدم إقامة اجتماعات مع الزملاء الصحفيين لسماع رؤيتهم، على مدار ما يقرب من نصف عام، كان يمكن خلالها عقد عدة اجتماعات وجلسات استماع للخروج بصيغة توافقية بين جموع الصحفيين".

وأضاف كامل في تصريح لـ"الرئيس نيوز" أن طريقة إدارة مجلس النقابة (نقيبًا وأغلبية) لهذا الملف، لن يخرج لنا مطالب وتوصيات تمثل الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، خاصة أن فترة الخمسة أشهر الماضية كانت كافية لعقد اجتماعات داخل النقابة بحضور الزملاء الصحفيين والاستماع لمطالبهم ومقترحاتهم وبلورتها في صيغة تعبر عن الجمعية العمومية.

وأشار كامل إلى أن نقيب الصحفيين كان وعد أكثر من مرة بإجراء حوار داخلي لسماع الزملاء، ولكنه لم يقم بذلك حتى اليوم، وفقط تابع ما وصل إلى النقابة من مقترحات عبر البريد الإلكتروني، والتي جاء أغلبها مطالب فردية وفئوية لا يمكن طرحها على مائدة الحوار الوطني.

وسبق، قال كامل في بيانه الصادر الجمعة 14 أكتوبر معتذرا فيه عن المشاركة في اللجنة: "تلقيت ظهر اليوم دعوة من السكرتير العام بصفتي عضوا باللجنة المشكلة من المجلس لبلورة وصياغة رؤية النقابة بشأن قضايا المهنة في الحوار الوطني لحضور اجتماع بالنقابة ظهر غد السبت،  وبعدها بدقائق تلقيت رسالة أخرى بتأجيل الاجتماع نظرا لانشغال بعض أعضاء اللجنة من أعضاء المجلس بارتباطات أخرى على أن يعقد الاجتماع في موعد آخر".

في 23 مايو الماضي، دعا ضياء رشوان الصحفيين لإرسال مقترحاتهم لقضاياهم في الحوار الوطني الذي دعا إليه السيد رئيس الجمهورية في إفطار الأسرة المصرية يوم 26 أبريل الماضي.

وقال في نص دعوته: "لما كان الحوار شاملا لكل قضايا الوطن، وبالنسبة لنا ما يخص مهنتنا وأحوالنا ونقابتنا، فإنني أتطلع لأن أتلقى منكم مقترحاتكم فيما يجب مناقشته في ذلك الحوار باسمكم لأخذ قرار به من مجلس النقابة في اجتماع طارئ سيعقد قريبا جدا".

وأضاف: "أتطلع لتلقي مقترحاتكم حتى الساعة السادسة من مساء الخميس القادم الموافق 26 مايو؛ ليتسنى تجميعها وعرضها على المجلس، ويتم هذا بإحدى الطريقتين التاليتين: "الإيميل التالي: [email protected]، أو من خلال الواتساب على الرقم التالي: 01280992299".

اللافت للنظر إلى أن نقيب الصحفيين لم يدعو مجلس النقابة طوال تلك الفترة للاجتماع؛ لمناقشة اقتراحات الزملاء بشأن الحوار الوطني إلا في يوم 12 أكتوبر الجاري أي بعد مرور نحو خمسة أشهر.

أيمن عبد المجيد: أولوياتنا في أجندة الحوار المقترحات الوطنية وليست الفئوية

من ناحيته، قال أيمن عبد المجيد سكرتير عام نقابة الصحفيين، عضو اللجنة المشكلة لبلورة رؤية النقابة في الحوار الوطني، إنه "خلال اجتماع المجلس الأخير، تقرر تشكيل لجنة من بعض أعضاء المجلس لبلورة رؤية النقابة التي تمثلنا جميعا، سواء ما ورد للنقيب من أعضاء الجمعية العمومية وإضافة ما يمكن إضافته من أعضاء اللجنة".

وأضاف عبد المجيد في تصريح لـ "الرئيس نيوز"، أن الحوار الوطني يعد لحظة فارقة وفرصة تاريخية، تستهدف بالأساس إشراك جميع مكونات المجتمع المصري في وضع خريطة للمستقبل، تتضمن الأولويات الوطنية على المحاور كافة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وحتى الفكرية والتشريعية، من خلال وضع أولويات وطنية تستهدف النهوض بالوطن، واتخاذ قرارات معبرة عن مخرجات هذا الحوار المجتمعي الحقيقي.

وأوضح أن الهدف من الحوار هو الوصول لإجراءات تنفيذية وتشريعية على جميع المستويات، ويجب أن تكون المقترحات محددة بآليات تنفيذية واتخاذ قرارات مرضية بشأن مقدميها.

وأكد عبد المجيد أنه يجب أن تكون الأولويات وطنية أكثر منها مطالب فئوية، وفسر ذلك أن الهدف هو إصلاح مهنة الصحافة نفسها كمهنة على مستوى التشريع والممارسة، بما يخدم المجتمع وييسر عمل أعضاء المهنة وممارسيها، لتقديم خدمة إعلامية ترقى بالمرحلة الحالية وداعمة للتنمية الفكرية والسياسية والاجتماعية.

ونوه بأنه لم يستبق الحديث عن الرؤية التي تقوم اللجنة المشكلة ببلورتها، موضحا أن أعضاء اللجنة سيعقدون اجتماعا مطلع الأسبوع المقبل لمراجعة جميع المقترحات المقدمة، مشيرا إلى أن كل ما له علاقة بالمهنة أو الزملاء الصحفيين قابل للنقاش.

واختتم تصريحه قائلا: "سيتضمن ما تبلوره اللجنة جميع مقترحات حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير".