«ذي ناشيونال»: السيسي يؤكد عزم مصر على تسوية نزاع سد النهضة
سلطت صحيفة ذي ناشيونال الضوء على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي أكد فيها أن مصر عازمة على بذل كل ما في وسعها لحل نزاعها مع إثيوبيا بشأن التأثير المحتمل على حصتها المائية من سد لتوليد الطاقة الكهرومائية تبنيه أديس أبابا على نهر النيل.
وقالت الصحيفة: "لطالما اشتكت القاهرة من أن السد - المعروف رسميًا باسم سد النهضة الإثيوبي، أو اختصارًا باسم "جيرد" - سيقلل من حصتها من مياه النيل، التي تعتمد عليها تقريبًا في تلبية جميع احتياجاتها من المياه العذبة.
وقال السيسي أثناء مؤتمر أسبوع المياه بالقاهرة إن "مصر وإدراكًا منها لخطورة هذه القضية وأهميتها الوجودية تجدد التزامها بحل قضية سد النهضة بما يحقق مصالح جميع الأطراف"، مضيفا أن "مصر تدعو المجتمع الدولي إلى تعزيز وتكثيف الجهود لتحقيق هذا الهدف العادل".
وردًا على مخاوف مصر، أكدت إثيوبيا منذ فترة طويلة أن السد من غير المرجح أن يضر بمصالح دولتي المصب؛ مصر والسودان، لكنها رفضت أيضًا الدخول في اتفاقية ملزمة قانونًا بشأن تشغيل السد أو الاتفاق على آلية للتعامل مع حالات الجفاف في المستقبل كما تم بناء السد الذي كاد يكتمل وتكلفته 5 مليارات دولار على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي للنهر الذي يساهم بمعظم المياه التي تصل مصر ويدخل فرع النيل الأكثر أهمية السودان من الشرق قبل أن ينضم إلى النيل الأبيض بالقرب من العاصمة السودانية الخرطوم وينتقل شمالًا إلى مصر.
وتقول إثيوبيا إن الطاقة التي يولدها السد هي مفتاح تنميتها، إذ تنتشل الملايين من سكانها من الفقر وتسمح للدولة الواقعة في القرن الأفريقي بتصدير الكهرباء إلى بعض جيرانها وفي تصريحاته الأحد، تحدث الرئيس السيسي عن مأزق مصر في الوقت الذي تكافح فيه للتعامل مع الأمن المائي والغذائي والتغير المناخي، وقال السيسي: "مصر من أكثر دول العالم جفافًا وتعتمد بشكل شبه حصري على نهر النيل لمصادر المياه المتجددة"، موضحًا أن 80 في المائة من مياه النهر تذهب إلى الزراعة، وهو قطاع يمثل شريان حياة للبلاد البالغ عددهم 104 ملايين نسمة وتابع السيسي: "في ظل ندرة المياه، لم تعد الموارد المائية في مصر تلبي احتياجات سكانها على الرغم من تنفيذ سياسات الحفاظ على المياه والاستخدام المتكرر لمياه الري".
وكان لتغير المناخ أيضًا تأثير على قطاع الزراعة الحيوي في مصر، مع ارتفاع مستويات المياه في البحر الأبيض المتوسط بشكل مطرد على الأراضي الزراعية الخصبة في دلتا النيل في شمال مصر، وهي منطقة لطالما كانت سلة الغذاء في البلاد وفي إشارة إلى سد إثيوبيا، قال السيسي إن القاهرة تريد أن ترى المزيد من التعاون بين دول حوض النيل "بدلًا من التحركات الأحادية والمنافسة غير المتعاونة التي تتركنا بنتائج محدودة وغير كافية من حيث الحجم والنطاق".
وانهارت الجولة الأخيرة من المفاوضات بشأن السد بين مصر والسودان وإثيوبيا في أبريل من العام الماضي في جمهورية الكونغو الديمقراطية. ولم ترد أي كلمة منذ ذلك الحين عندما كان من المرجح أن تستأنف المفاوضات.