الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«نستورد 70 ألف طن سنويًا».. هل تنجح زراعة البن في مصر؟

أرشيفية
أرشيفية

أكد تقرير نشره موقع المونيتور الأمريكي أن تجارب متعددة تجرى منذ الثمانينيات لتوطين زراعة البن، وتبين أن محاصيله يمكن أن تنمو في الأراضي المصرية.

ونقل الموقع عن خبراء البستنة قولهم إن التجارب التي أجرتها مراكز البحوث أثبتت أنه يمكن زراعة حبوب البن في ظل الظروف المناخية السائدة في مصر وهذه الخطوة هي إحدى الخطوات الأولى نحو تبني سياسة زراعية تهدف إلى توسيع زراعة البن في مصر، وسط توقعات عالمية بارتفاع أسعار البن العالمية.

أوضح أنه لا يزال تغير المناخ يشكل تهديدًا مباشرًا للإنتاج العالمي للبن في بلدان منشأه في أمريكا اللاتينية وبعض الدول الأفريقية، بسبب تقلبات الطقس بما في ذلك الجفاف والأعاصير ودرجات الحرارة المرتفعة والصقيع الشديد، مما قد يقلل من الأراضي الموجودة لمحاصيل البن بنسبة 50٪ قبل عام 2050، وفقًا لتقرير صادر عن بنك التنمية الأمريكي.

وبالفعل؛ أدى تغير المناخ إلى تغييرات في خريطة المحاصيل المحصودة في مصر، حيث أتاح زراعة المحاصيل الاستوائية في البلاد، ومن بينها البن وعلى الرغم من أن القهوة المزروعة في مصر قد لا تكون بنفس جودة تلك المنتجة في بلد المنشأ، لكن لا يزال بالإمكان تعزيز الإنتاج بالتجارب الجارية والمستمرة، وبعض التجارب حققت بالفعل نجاحًا في إنتاج البن، وبناءً على التقييم الحالي، يمكن أن تكون عملية إنتاج البن في الأراضي المصرية فعالة وذات جدوى.

كما أوضح الموقع الأمريكي في تقريره أن الخطوة التالية ستكون هي زراعة محاصيل البن في محافظات مصر، ومن أجل القيام بذلك هناك حاجة إلى إطلاق حملات ورفع مستوى الوعي بين المزارعين حول كيفية التعامل مع هذا المحصول ويجب أيضًا توضيح الأرباح المتوقعة من زراعة البن، حيث يمكن زراعة البن كمحصول ثانوي يمكن إضافته إلى أنواع المحاصيل الأخرى، وتستورد مصر 100٪ من احتياجاتها من البن، أي حوالي 70 ألف طن من البن الخام سنويًا وارتفعت واردات البن خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 50٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، على الرغم من ارتفاع الأسعار وانخفاض المعروض في الأسواق العالمية.

بينما احتفل معهد بحوث البستنة بنجاح تجاربه لزراعة البن، لم تعلن وزارة الزراعة رسميًا عن زراعة نباتات البن والتوسع في أراضٍ مصرية جديدة، ولم تروج للمحصول بين المزارعين من خلال عرض الشتلات ولا يتماشى موقف الوزارة مع السياسات الزراعية التي تتبناها الدول التي تسعى إلى تحقيق الاستدامة الزراعية للمحاصيل الاستراتيجية كالحبوب والخضروات والفواكه وحماية إنتاجها من التغيرات المناخية.

وقال مسؤول في وزارة الزراعة للمونيتور، شريطة عدم الكشف عن هويته،: "إن توطين نباتات البن في مصر يحتاج إلى سياسة شاملة ولا يمكننا الترويج لذلك بناءً على النتائج الإيجابية لتجارب معهد أبحاث البستنة، ولكن بدلًا من ذلك بعد فحص هذه التجربة من جميع الجهات، وخاصة عوائدها الاقتصادية وهذا صحيح بشكل خاص لأنه المنتج الأول لشجرة البن بعد سنوات من الزراعة".

وأشار المسؤول إلى أنه "وفقًا لنتائج التجارب الأخيرة، لا يمكن تغطية الفجوة الحالية المتعلقة باحتياجات مصر من القهوة إلا بعد 10 سنوات على الأقل من الآن، خاصة وأن محصول البن يحتاج إلى وقت للاستجابة لأزمة الإنتاج العالمية المتناقصة بالإضافة إلى ذلك، فهو محصول جديد على المزارعين المصريين، ويحجم المستثمرون عن تجربة محصول جديد قد يقلل من الأرباح التي يجنونها من زراعة محاصيل أخرى".