خططت لتسميم آبار بالقاهرة.. دراسة تكشف لجوء إسرائيل إلى «الحرب الجرثومية» خلال حرب 48
كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مقتطفات من دراسة أجراها المؤرخان الإسرائيليان بني موريس وبنيامين زئيف كيدار، تبرز في عنوانها “الحرب البيولوجية للجيش الإسرائيلي عام 1948” قبيل إعلان الكيان الصهيوني دولته المزعومة إسرائيل.
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية أنه في 1 أبريل 1948 قام ديفيد بن جوريون -وهو أول رئيس حكومة لدولة الاحتلال- بشراء “مواد بيولوجية” بـ2000 دولار لتنفيذ عملية سرية لتسميم مياه الشرب في القرى والمدن الفلسطينية وفي مجتمعات عربية خلال حرب فلسطين عام 1948.
وأوضحت الصحيفة أن هدف هذه العملية الرئيسي لم يكن التسميم الجماعي للفلسطينيين بل كان منع عودة أصحاب القرى الفلسطينية إليها وإضعاف الجيوش العربية.
وأضافت أن بن جوريون سلّم وزير الأمن آنذاك موشيه دايان إدارة المهمة بالتعاون مع قائد قوات البلماح إيغال ألون، وحملت العملية اسم “أرسل خبزك”.
وشارك في هذه العملية، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، عدد كبير من القادة منهم يغئال يادين رئيس أركان الجيش والبروفسور أفرايم كتسير عالم الكيمياء وشقيقه العالم أهرون كتسير الذي قُتل عام 1972 خلال عملية فلسطينية مسلحة في مطار اللد (بن غريون).
ولفت التقرير إلى أن الدراسة المذكورة نُشرت في المجلة العلمية (ميدل إيسترن ستاديز)، مما يؤكد استخدام قوات البلماح السلاح البيولوجي خلال حرب النكبة، بحسب تفاصيل العملية التي وضعها بن غوريون.
وأشارت الدراسة إلى محاولات بن غوريون تسميم آبار في بلدات ومدن فلسطينية من عكا في أعالي الجليل إلى مدينة غزة جنوبا.
وشملت العملية أيضا أهدافا خارج فلسطين مثل القاهرة وبيروت، لكن هذا الشق من العملية ظل على الورق من دون تنفيذ.
وكشفت الوثائق التي عثر عليها في أرشيف جيش الاحتلال أن هذه العملية بدأت قبل شهر ونصف من إعلان بن جوريون “قيام دولة إسرائيل”.
وأكدت الدراسة نجاح العملية حيث تم تسميم آبار في عكا وغزة وبئر السبع وأريحا وقرية عيلبون في الجليل بالإضافة إلى قرى قريبة من مدينة القدس، من خلال وضع جراثيم يمكن أن تتسبب في أمراض مثل التيفوئيد والدوسنتاريا.
وذكر المقال أن دولة الاحتلال لم تعترف علانية قط باستخدام الأسلحة البيلوجية، على الرغم من مرور 74 عاما على الحادثة، والأدلة الواضحة التي تثبت إقدامها على ذلك.