الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

استنطاق حجر رشيد لمعرفة أسرار لغة قدماء المصريين.. كيف تحول إلى أشهر حجر في العالم؟

الرئيس نيوز

منذ مائتي عام تم حل لغز طويل الأمد، وأصبح حجر رشيد أشهر كتلة صخرية في العالم، ويروي المتحف البريطاني الآن قصة اختراق الحجر واستنطاقه للحصول على أسرار لغة قدماء المصريين، وكيف أصبح حجر رشيد بهذه الشهرة اللافتة على مستوى العالم، ويبدو أن قصة الحجر تسلط الضوء كذلك على تفاصيل مثيرة حول التنافس بين العلماء بل والتنافس بين القوى العظمى، ونهب الآثار من دول الشرق ومماطلة الغرب في إعادتها لأصحابها الأصليين، وفقًا لتقرير نشره موقع "إيان فيستس". 

يوجد حجر رشيد في قلب هذا التنافس، وتحول الحجر مؤخرًا في العام 2022 إلى نجم شهير عالميًا، وهو الذي تم اكتشافه لأول مرة عن طريق الصدفة، وكتب عليه نفس النص منقوشًا بثلاث لغات؛ هي الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية، مما منح الأكاديميين فرصة لفك أسرار اللغة المصرية القديمة ومع ذلك، قد يكون الحجر بالفعل هو المفتاح الرئيسي لفك رموز اللغة، ولكنه كان مجرد جزء متواضع نسبيًا من عمل بحثي مستمر استغرق 20 عامًا للوصول إلى تفسير علمي كامل لكافة رموز اللغة.

وكانت حملة نابليون في مصر هي التي أشعلت نوبة جديدة من الهوس العالمي بتاريخ وتفاصيل الحياة في عهد أسرات المصريين القدماء، وعثر جنود الحملة على حجر رشيد وأدركوا أهميته، لكنهم تخلوا عنه في نهاية المطاف للبريطانيين وفقًا لشروط الاستسلام في عام 1801 وفي بريطانيا، تم نسخ النصوص وتوزيعها على نطاق واسع على الأكاديميين للعمل عليها.

ويروي الحجر قصة التنافس بين توماس يونج البريطاني والفرنسي جان فرانسوا شامبليون لفك رموز الهيروغليفية، وكيف اعتمد كلاهما على أعمال الآخرين الذين زاورا مصر للتمعن في رسوم الأحجار والنقوش التي رأوها هناك غالبًا ما يكون هذا جانبًا أقل شهرة من العمل البحثي الذي استغرق 20 عامًا بعد اكتشاف حجر رشيد وجمع الكثير من المستندات من مصر، حتى حانت لحظة إعلان شامبليون النجاح في فك كافة رموز اللغة وبالتالي تغيير فهم العالم لحياة المصريين القدماء.

لم يقتصر الأمر على التعرف على الأحداث المهمة والجسيمة أو التصريحات في زمن الانتصارات العسكرية الكبرى للنخبة، بل نجا الكثير من تفاصيل الحياة اليومية العادية، بما في ذلك رسائل الحب واتفاقيات الطلاق ومعاملات وعقود التجار الذين كانوا يشترون البضائع ويشكون من الديون المعدومة، وكشفت السجلات عن جوانب ثرية من نسيج الحياة الغني.

وعثر علماء الآثار على أحجار ضخمة منحوتة بنقوش تحتوي رسائل مهمة حول أشخاص مهمين يجلسون بجوار قطع فخارية يستخدمها الطلاب لتعلم الكتابة واستمرت دروسهم المبكرة لآلاف السنين لتتم دراستها اليوم، وساعد حجر رشيد في فهم محتوى آلاف من أوراق البردي الرقيقة التي حرص المتحف البريطاني على عرضها إلى جوار حجر رشيد في صناديق العرض الزجاجية الكبيرة التي تم تصميمها على شكل المسلات المصرية.

ويعتبر التقرير معرض حجر رشيد بالمتحف البريطاني وجبة بل وليمة بصرية تحتوي على كل ما قد يتوقعه المرء تقريبًا من ورق البردي إلى الأحجار الضخمة، ولكن أكثر من ذلك فهو معرض ثقافي وتعليمي بامتياز، ولكن هناك جانب سلبي للمعرض الذي يوجد في قلبه حجر رشيد، وهو أنه كان لابد من نقل الحجر من موقعه المعتاد في الرواق المصري الرئيسي إلى قاعة المعرض وينتج عن ذلك مرور أشخاص قد يضطرون للتحديق في صندوق زجاجي فارغ ويلوحون بأيديهم منزعجين لأن الحجر ليس أمام أعينهم كما اعتادوا.