مكتب التحقيقات الفيدرالية: ترامب أمر شخصيًا بإخفاء صناديق وثائق مسروقة
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد أجرى مقابلة مع أحد الشهود وهو من العاملين بمنتجع مار أ لاجو- الذي يمتلكه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب- والذي اعترف بنقل صناديق تحتوي على وثائق حكومية مسروقة إلى منزل دونالد ترامب الخاص في المنتجع، وتم نقلها إلى مكان غير معلوم بعد تسليم أمر استدعاء إلى ترامب يأمره بإعادة الوثائق السرية للحكومة الأمريكية.
وتقدم رواية الشاهد تفاصيل أخرى تشير إلى أن دونالد ترامب اتخذ خطوات واضحة لإخفاء الوثائق التي أخذها من البيت الأبيض، بما في ذلك بعض أسرار الأمن القومي السرية للغاية، حتى بعد صدور أمر من المحكمة يطالبه بإعادتها.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الشاهد، الذي لم تذكر هويته، أخبر مكتب التحقيقات الفيدرالي في البداية أنهم لم يتعاملوا مع الوثائق أو الصناديق التي تحتوي عليها وعندما تمت مواجهته بمحتوى كاميرا المراقبة في المنتجع والتي رصدت تحرك موظفي ترامب حاملين بأيديهم الصناديق، غيّر الشاهد أقواله "بشكل كبير"، حيث اعترف بأنه مع موظفي ترامب الآخرين نقلوا الصناديق بناءً على طلب دونالد ترامب المباشر، وليس من الواضح ما إذا كان الشاهد موظفًا في المنتجع أو مساعد شخصي لترامب، أو عضوًا بفريق المحامين المحيط بترامب.
ومن جانبها أكدت الحكومة الفيدرالية عند الحصول على إذن بتفتيش منتجع مار إيه لاجو أن الأدلة التي تشير إلى استمرار ترامب في إخفاء الوثائق السرية المسروقة تضمنت شهادة "شهود العيان".
اللافت في هذه الشهادة هو عدم قدرة ترامب على اختراق مكتب التحقيقات الفيدرالي حيث استطاع المحققون تضييق الخناق على الشاهد حتى اعترف بدون أدنى تدخل أو تهديد من الرئيس السابق، وعندما توفرت الأدلة بالفيديو، رفض شاهد العيان الاستمرار في الكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي نيابة عن ترامب.
يعرف ترامب الآن أن أحد الأشخاص الذين تعاملوا شخصيًا مع الصناديق، وبناءً على أوامره المحددة، يدلي بشهادته لعملاء فيدراليين ومن شأن ذلك أن يضيق الخناق أيضًا على مجموعة أخرى من معاوني ترامب سواء كان هذا التسريب من مصدر مؤيد لترامب يستخدمه كفرصة لإرشاد فريق دفاع ترامب إلى هوية الشهود الرئيسيين للحكومة أو من المحققين الذين يدفعون المعلومات للتحقيق في ردود أفعال ترامب، فإنه يعمل مرة أخرى على التأكيد على أن مكتب التحقيقات الفيدرالي بات يعرف الكثير عما فعله ترامب بين الوقت الذي طلبت منه الحكومة الفيدرالية إعادة وثائق حكومية، بعضها سري للغاية، واليوم الذي توجهوا فيه إلى مار إيه لاجو لتفتيش المنتجع بغرض استعادة تلك الوثائق بأمر من المحكمة.
يعرف المحققون أن ترامب زعم أنه أعاد جميع هذه الوثائق، على الرغم من أن تلك أقوال كاذبة بشكل واضح؛ ويعرفون أنه نقل الوثائق بعد أن أخبرته الحكومة أنهم كانوا على علم بأنه يكذب كما يعتقدون أن هناك وثائق إضافية لا تزال مجهولة المصير.
يقود التطور الأخير والأقوال الجديدة للشاهد إلى السؤال التالي: لماذا لا يقوم العملاء الفيدراليون بإجراء عمليات تفتيش مماثلة لمساكن ترامب الأخرى؟ لديهم دليل على أن ترامب كذب عليهم في محاولة لإخفاء وثائق سرية مسروقة ولديهم أدلة فوتوغرافية على أنه نقل صناديق مماثلة لتلك الموجودة في منتجع مار لاجو إلى منزله في نيو جيرسي ولكن لم تكن هناك عمليات تفتيش في تلك المواقع الإضافية، حتى بعد أن قام ترامب بإخفاء أسرار الأمن القومي في مكتبه في المنتجع ولا أحد يعرف لماذا لا يلجأ المحققون لتفتيش مقرات أخرى تابعة لترامب؟