الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صحيفة أمريكية تسلط الضوء على تسابق الشركات الناشئة لإنقاذ مصر من تغير المناخ

أرشيفية
أرشيفية

سلط موقع كوارتز الأمريكي الضوء على إحدى المزارع المصرية الصغيرة كنموذج للمشروعات الناشئة الواعدة في مجال حماية البيئة والتصدي لتداعيات تغير المناخ، وهذه المزرعة تمتلكها عائلة الشاب عمر فهمي في دلتا النيل بمصر وتعد صورة حية للحياة الريفية حيث أعواد الذرة والأرز يحركها النسيم، وحيث ثمار الليمون والرمان تثقل أغصان الأشجار وتربية الأبقار وأبراج الحمام.

وأكد التقرير أنه حتى ولو بدت الأرض مزدهرة، فإن الميزانية العمومية للمزرعة ليست كذلك، وعلى مدار التسعين عامًا الماضية، منذ أن اشتراها جد عمر، كانت المزرعة تكافح لتغطية تكاليفها، تاركةً الأسرة بهامش ربح ضئيل مقارنةً بالعمالة والمصروفات المطلوبة لتشغيلها خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه المرتبطين بالعمل الزراعي ويتطلب تغير المناخ مزيدًا من الإنفاق على الأسمدة ومضخات المياه والأجهزة الأخرى للحفاظ على إنتاجية المحاصيل، ويشرح عمرو ظروف مزرعته بالقول: "في 80 عامًا من العمل، لم يكسب والدي الكثير" وتمتلك العائلة حوالي 1500 فدان، أفضل بكثير من جيرانهم، الذين يمتلك الكثير منهم أقل من 10 أفدنة ويعيشون على حوالي 80 دولارًا في الشهر.

ولكن التقرير لفت إلى أن رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا في مصر يتجهون في الوقت الراهن إلى الزراعة، وكان الحل الذي قدمه فهمي هو تصميم تطبيق هاتف ذكي يساعد المزارعين في الحصول على أسعار أفضل لمحاصيلهم من خلال تجميعها مع جيرانهم، ويعد أول من طرح هذه الفكرة: نظرًا لأن تغير المناخ يؤثر بشكل مباشر على المزارعين المصريين، فإن عددًا متزايدًا من الشركات التقنية المحلية الناشئة تطلق خدمات قائمة على الهواتف الذكية لمساعدتهم على إدارة الطقس غير المتوقع وجني المزيد من الأرباح من محاصيلهم كما تتعرض الأراضي الزراعية في دلتا النيل لتأثيرات متعلقة بتغير المناخ مثل موجات الحرارة ونقص المياه.

وتعد مصر ثاني أكبر موطن لسوق للشركات الناشئة في القارة الأفريقية بعد نيجيريا، حيث جذبت 446 مليون دولار من رأس المال الاستثماري في عام 2021، وفقًا لمجلة الصناعة Disrupt Africa وعلى الرغم من أن التطبيقات المتعلقة بالزراعة تمثل أقل من 2٪ من هذا التمويل، فإن التهديدات التي تلوح في الأفق بتغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي - بالإضافة إلى الاهتمام العالمي المتزايد بقمة الأطراف المقرر انعقادها في شرم الشيخ والتي ستستضيفها مصر في نوفمبر - تتسبب في جذب المزيد من المستثمرين وأصبحت التكنولوجيا الزراعية قطاعًا واعدًا للغاية للاستثمار فيه وهناك الكثير من المشاكل التي يواجهها المزارعون هنا والتي يمكنك معالجتها بسهولة باستخدام التكنولوجيا.

أوبر للمستودعات والشاحنات

بعد التخرج من الكلية، عمل فهمي لعدة سنوات في القاهرة لصالح شركة استثمارات خاصة وجاء ليرى المشكلة التي تواجه المزارعين في الدلتا - قطعة أرض خصبة تبلغ مساحتها 7700 ميل مربع بين القاهرة والإسكندرية ويقطنها حوالي 40 مليون شخص، يعمل معظمهم في الزراعة أو التجارة ذات الصلة بالمحاصيل واكتشف أن المشكلة الكبرى تتعلق في الأساس بالتخطيط المالي، وبعبارة أخرى، فإن التكيف مع تغير المناخ ممكن، ولكن فقط إذا كان المزارعون قادرين على الحصول على عائد أفضل من محصولهم.

وأشار التقرير: "إلى أن الحل الذي يقدمه فهمي هو تطبيق يسمى الشونة، والذي تم إطلاقه في يونيو لمجموعة مختارة من المتداولين في منطقته ولديه طموحات للتوسع في جميع أنحاء مصر ومن خلال التطبيق، يمكن للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة إيجاد مساحة لمحاصيلهم من الحبوب والفاصوليا في مخزن إقليمي للتخزين السائب حيث يتم بيع المحاصيل للموزعين أو المصدرين وعادةً ما تكون المساحة في الشونة باهظة الثمن بالنسبة للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، الذين يبيعون محاصيلهم بدلًا من ذلك عن طريق التجار الذين يسافرون من باب إلى باب ويقدمون أسعارًا أقل من السوق ومن خلال تجميع المحاصيل الصغيرة عبر الشونة، يمكن لفهمي الحصول على معدلات إنتاج أفضل ويمكن أن يدفع للمزارعين ما لا يقل عن 6٪ فوق ما يمكن أن يكسبوه إذا باعوا بطريقة مختلفة ويساعد تطبيق فهمي المزارعين في العثور على مساحة في المستودعات.

وهناك شاب آخر يدعى حسين الشرنوبي يتخذ نهجا مماثلا في النقل بالشاحنات تهدف شركته الناشئة "واصل"، والتي لا تزال قيد التطوير، إلى ربط المزارعين بسائقي الشاحنات لجمع المحاصيل وتقديمها إلى السوق كما هو الحال مع الشونة، وعادة ما تكون المساحة على الشاحنات الكبيرة باهظة الثمن بالنسبة لصغار المزارعين ويؤدي تجميع عمليات التسليم من عدة مزارعين إلى خفض التكاليف على المزارعين وسائقي الشاحنات.

تقدم الشركات الناشئة المصرية الأخرى في مجال التكنولوجيا الزراعية، مثل مزارع وفريش سورس إمكانات جديدة لربط المزارعين مباشرة بالمشتري النهائي (سواء كان مصنع أو محل بقالة، على سبيل المثال)، حتى يتمكن المزارعون من تجنب هوامش الربح الضعيفة التي تأتي من التعامل مع الوسطاء ويوفر تطبيق مزارع أيضًا خدمات حفظ السجلات المالية الرقمية ويربط المزارعين بالمؤسسات المالية للحصول على القروض.

يقول الشرنوبي إن تكنولوجيا الهاتف المحمول تسمح لجميع هذه الشركات الناشئة بالوصول إلى أعداد كبيرة بما يكفي من المزارعين (أو السائقين المستقلين، وأصحاب الشونة، ومعالجي المحاصيل، واللاعبين في الاقتصاد الزراعي في مصر) للعثور على كفاءات جديدة في سلسلة التوريد.

وأضاف: "لقد غير تغير المناخ كل القواعد ولكن في هذه المرحلة، حتى أفقر المزارعين متصلون بالهواتف الذكية، فإذا أخبروني أنهم لا يجيدون استخدام التكنولوجيا، فسأطلب منهم فقط ما إذا كان لديهم حساب على فيسبوك، وبالطبع جميعهم لديهم حساب".