زيارة محمد بن زايد إلى روسيا.. ومحللون: الإمارات تسعى لتقديم وساطتها في حرب أوكرانيا
وضع فريق من المراقبين والمحللين مباحثات الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في سياق الوضع الجيد الذي تتمتع به الإمارات لتقديم وساطتها في الصراع الدائر في أوكرانيا بالنظر إلى علاقاتها الجيدة مع جميع الأطراف المعنية بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة وموقفها المحايد من الحرب الدائرة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة ديجيتال نيوز الكندية.
وتأتي زيارة بن زايد بعد أقل من أسبوع من اتفاق أوبك+، مجموعة منتجي النفط التي تضم الإمارات وروسيا، أثناء اجتماعها في 5 أكتوبر، على خفض حاد لإنتاج النفط على الرغم من جميع الضغوط الأمريكية، وأعلنت أبوظبي أن موقعها في أوبك+ يستند إلى اعتبارات السوق وأن الاعتبارات السياسية والأمينة خارج أي حسابات لقرار أبو ظبي وتصويتها أثناء اجتماع أوبك+.
وبالفعل مارست إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطًا شديدة لمنع خفض إنتاج النفط، على أمل الإبقاء على أسعار البنزين دون زيادة كبيرة قبيل انتخابات التجديد النصفي التي قد يفقد فيها حزبه الديمقراطي السيطرة على الكونجرس، ومن ثم، سافر بايدن إلى جدة بالمملكة العربية السعودية في يوليو لحضور قمة خليجية لمحاولة إصلاح العلاقات مع الرياض وأبو ظبي، لكنه غادر دون تأمين صفقة لزيادة إنتاج النفط ثم حاولت الولايات المتحدة دون جدوى تصوير أي قرار بخفض الإنتاج على أنه انحياز لروسيا ضد الولايات المتحدة ولكن ذلك الطرح لم يقنع السعودية والإمارات.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان للتلفزيون السعودي الأسبوع الماضي: "نحن معنيون أولا وقبل كل شيء بمصالح المملكة العربية السعودية ثم مصالح الدول التي وثقت بنا وهي أعضاء في أوبك وتحالف أوبك +".
وأشارت صحيفة آراب ويكلي، التي تصدر في لندن، إلى أن طموحات السعودية الكبرى في تطوير البلاد وتحديث الدولة ترتكز على عائدات صادرات المملكة من النفط، ولا يمكن أن تكون مقدرات الدولة موضع مجاملة لأحد، ولا لواشنطن.
ومن جانبها، أكدت أبو ظبي أن أوبك تزن مصالحها "بمصالح العالم لأن لدينا مصلحة في دعم نمو الاقتصاد العالمي وتوفير إمدادات الطاقة بأفضل طريقة"، وقد أدى تعامل واشنطن مع الاتفاق النووي الإيراني وسحب الدعم للعمليات العسكرية الهجومية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، إلى جانب عدم وجود تضامن أمريكي ملموس مع الرياض وأبو ظبي بعد هجمات الحوثيين، إلى خيبة أمل المسؤولين في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية إن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى إلى "تحقيق نتائج إيجابية لخفض التصعيد العسكري وتقليل التداعيات الإنسانية والتوصل إلى تسوية سياسية لتحقيق الأمن والسلم العالميين".
يذكر أن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وصل روسيا الثلاثاء، وعقد لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين.