طقوس استفزازية ورقص وغناء.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
اقتحم مئات من المستوطنين الإسرائيليين، صباح اليوم الثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، وأدوا فيها طقوسًا تلمودية وجولات استفزازية.
وأفادت دائرة الأوقاف بأن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتابعة وسط دعوات لتكثيف الاقتحامات خلال الساعات والأيام المقبلة في ثاني أيام ما يسمى «عيد العُرش» اليهودي.
قرابين وسجود ملحمي
وأدى مئات المستوطنين طقوسًا تلمودية عند حائط البراق غرب المسجد الأقصى وعند باب القطانين، ورقصات جنونية عند باب الأسباط حاملين «القرابين النباتية» كما أدى مستوطن ما يسمى «السجود الملحمي» على عتبة باب السلسلة.
واستبقت قوات الاحتلال اقتحامات المستوطنين باقتحام الأقصى بأعداد كبيرة لتأمين الاقتحامات وقامت بإبعاد الفلسطينيين ومنعتهم من التنقل في ساحات الحرم وسيرت طائرة في سماء المسجد الأقصى.
اقتحام المصلى القبلي
كما اقتحمت قوات الاحتلال المصلى القبلي وأخرجت بالقوة عددا من المعتكفين فيه واعتقلت شابين بعد الاعـتداء عليهما أمام باب السلسلة، وعرقلت عمل الطواقم الصحفية والمصورين ومنعتهم من تغطية الاقتحامات.
وكان العشرات من الفلسطينيين قد احتشدوا داخل الأقصى وصدحوا بالتكبيرات في وجه اقتحامات المستوطنين، في حين عمدت شرطة الاحتلال لتعزيز انتشارها داخل الأقصى وعند أبوابه وتم التدقيق في البطاقات الشخصية والتضييق على الوافدين إلى المسجد.
وكان المئات من سكان القدس وأراضي الـ48 قد وصلوا إلى أبواب المسجد الأقصى عند صلاة الفجر، فمنعتهم شرطة الاحتلال من الدخول وأخرجتهم بالقوة من أبواب البلدة القديمة، كما منعت شرطة الاحتلال من هم دون سن الأربعين من دخول المسجد الأقصى.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال إغلاق المداخل وحصار عشرات الآلاف من الفلسطينيين في عدد من البلدات في القدس الشرقية.
تكثيف الاقتحامات
ويشهد المسجد الأقصى انتشارًا مكثفًا لشرطة وقوات الاحتلال الخاصة لتأمين اقتحامات المستوطنين مع فرض إجراءات مشددة على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل المحتل، إلى المسجد.
وتعمد سلطات الاحتلال في الأعياد والمناسبات اليهودية إلى تصعيد الإجراءات التعسفية والتضييق على الفلسطينيين وخاصة في مدينة القدس المحتلة.
كما تستغل قوات الاحتلال المناسبات للتنكيل بالفلسطينيين على الحواجز العسكرية وتكثيف اقتحام الجماعات اليهودية المتطرفة للمسجدين الأقصى بالقدس والإبراهيمي في الخليل.
الخارجية الفلسطينية تحذر
وفي هذا السياق، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الاقتحامات الاستفزازية التي يمارسها المستوطنون بشكل يومي للبلدة القديمة في القدس وللمسجد الأقصى المبارك وباحاته.
كما أدانت الوزارة -في بيان اليوم الثلاثاء- دعوات الجماعات الاستيطانية إلى توسيع دائرة المشاركة في تلك الاقتحامات ودعواتها إلى أداء طقوس تلمودية في باحات المسجد، في استباحة يومية غير قانونية للأقصى.
وأكدت أن ما تتعرض له المقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك جزء من حرب الاحتلال المفتوحة على القدس وهويتها وواقعها الحضاري التاريخي وعلى الوجود الفلسطيني فيها.
وحمّلت الوزارة، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تلك الاقتحامات وما تتعرض له القدس من انتهاكات ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وحذرت من مغبة التعامل معها كأرقام في الإحصائيات أو كوضع أصبح اعتياديًّا ومألوفًا لأنه يتكرر كل يوم، وبذلك لا يستدعي أي ردود أو مواقف تجبر دولة الاحتلال على وقفها أو تفرض عليها إجراءات رادعة.
وأكدت الوزارة أن صمت المجتمع الدولي على انتهاكات وجرائم الاحتلال أو اكتفاءه ببعض بيانات الإدانة وصيغ التعبير عن القلق ووقوف المسؤولين الأمميين عند حد تشخيص الحالة في فلسطين المحتلة، أصبح يؤدي إلى إحداث تآكل متسارع لما تبقى من مصداقية للأمم المتحدة ومؤسساتها.