صدمة تجتاح أوروبا.. حزمة تمويل عسكري جديدة لأوكرانيا بعد القصف الروسي لكييف
استيقظت العاصمة الأوكرانية ومدن أخرى على هجمات روسية أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، في ردّ جاء، على ما يبدو، انتقامًا للهجوم الأوكراني على الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا.
وأسفرت سلسلة الانفجارات المتزامنة على مدن عديدة في أنحاء أوكرانيا، عن سقوط قتلى وجرحى، وذلك بعد يومين من تفجير جسر القرم الذي اتهمت موسكو كييف بتدبيره.
أوروبا تدين
وأعرب مسؤول الشؤون الخارجية للإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن «صدمته العميقة» حيال الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت كييف ومدنًا أوكرانية أخرى الإثنين.
وقال بوريل عبر -تويتر- إنه «لا مكان لهذا النوع من الأعمال في القرن الـ21 وأدينها بأشد العبارات».
وأضاف: «نقف إلى جانب أوكرانيا.. المزيد من الدعم العسكري في طريقه من الاتحاد الأوروبي»، في إشارة على ما يبدو إلى حزمة تمويل عسكري جديدة يستعد التكتل للاتفاق عليها.
من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن «قلق بالغ» حيال تطورات أوكرانيا، مؤكدًا التزامه «زيادة» الدعم العسكري.
ووصف وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إطلاق روسيا صواريخ على مناطق مدنية في أوكرانيا بأنه «غير مقبول».
وكتب كليفرلي على -تويتر- أن «إطلاق روسيا صواريخ على مناطق مدنية في أوكرانيا أمر غير مقبول».
وأضاف وزير الخارجية البريطاني أن «هذا دليل على ضعف بوتين وليس على قوته».
وأعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت أنّ ألمانيا ستسلّم أول منظومة من أربعة أنظمة دفاع جوي طراز (آي.آر.آي.إس-تي) إلى أوكرانيا في غضون أيام.
وأضافت -في بيان- أن «إطلاق الصواريخ مجددًا على كييف والعديد من المدن الأخرى يُظهر مدى أهمية تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي بسرعة».
كما اعتبرت أنّ «الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المُسيرة ترهب السكان المدنيين على وجه الخصوص، لهذا السبب نقدّم الآن الدعم خاصة بأسلحة دفاع جوي».
فرنسا بدورها ستزوّد أوكرانيا بمزيد من المساعدات العسكرية، إذ قال قصر الإليزيه إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد دعمه الكامل لأوكرانيا، في اتصال هاتفي مع نظيره فولوديمير زيلينسكي، وأعرب عن التزام فرنسا بزيادة المساعدات، ومنها العتاد العسكري.
زيلينسكي يناشد
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن هناك قتلى وجرحى في انفجارات هزّت مدنًا في أنحاء أوكرانيا الاثنين، واتهم روسيا بمحاولة محو بلاده من على وجه الأرض.
وقال عبر تطبيق -تيليجرام- إنهم «يحاولون تدميرنا ومحونا من على وجه الأرض.. تدمير مواطنينا الذين ينامون في منازلهم في (مدينة) زابوريجيا.. قتل الأشخاص الذين يذهبون للعمل في دنيبرو وكييف».
وأضاف: «صفارات الإنذار لا تهدأ في جميع أنحاء أوكرانيا.. هناك صواريخ تسقط.. للأسف هناك قتلى وجرحى».
وناشد الرئيس الأوكراني مواطنيه «عدم مغادرة الملاجئ والاهتمام بأنفسكم وأحبائكم».
في السياق، أفاد محافظ كييف بأنّ القصف استهدف بنية تحتية حيوية في العاصمة الأوكرانية.
وأشارت الرئاسة الأوكرانية إلى أنّ استهداف بنى مدنية في كييف رسالة للعالم أن قضية روسيا لن تحل إلا بالقوة.
قديروف يحذر
وقال رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، معلّقًا على القصف الروسي الأخير لمواقع حيوية في وسط وغرب أوكرانيا، إلى أنّ زيلينسكي يشتكي من قصف كييف ومدن أخرى.
وأضاف قديروف: «وهل اعتقدت أيها المغفّل زيلينسكي، أن ذلك مسموح لك وممنوع على الآخرين؟».
وذكر رئيس الشيشان أن «سلطات أوكرانيا واصلت على مدى 8 سنوات قصف المدنيين، وتدمير البنية التحتية في مدن جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك الشعبيتين، واستهدفت بقذائفها محطة زابوروجيه الكهروذرية، وقامت بتفجير الجسور واستهداف المنشآت الحيوية والمهمة»، لكن عندما «حلّقت القذائف وضربت رؤوسهم، بات ذلك فجأة ممنوعًا على الجميع؟».
في السياق نفسه، تابع قديروف: «لقد حذرناك، يا زيلينسكي، من أن روسيا لم تبدأ بعد بشكل جدي وحقيقي بالعمل، لذا توقف عن العويل والاشتكاء كشخص رخيص، بل من الأفضل لك الفرار، أهرب قبل أن تحلّق القذائف وتصل.. اركض يا زيلينسكي اركض باتجاه الغرب دون النظر للخلف».
وقال رئيس الشيشان: «الآن أصبحت راضيًا مئة بالمئة عن سير وتنفيذ العملية العسكرية الخاصة».
بوتين يتوعد
وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنّ أوكرانيا نفّذت أعمالًا إرهابية ضد روسيا، وتعهّد بالرد القاسي عليها إذا تواصلت الهجمات.
وقال بوتين في تصريحات متلفزة إن موسكو شنّت هجمات بصواريخ طويلة المدى على البنية التحتية الأوكرانية في مجالات الطاقة والاتصالات والدفاع صباح اليوم، ردًا على هجوم في مطلع الأسبوع على جسر يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو.
وعن انفجار الجسر، لفت بوتين إلى أنه «من الواضح أن المخابرات الأوكرانية أمرت ونظّمت ونفّذت الهجوم الإرهابي الذي استهدف تدمير البنية التحتية المدنية الحيوية لروسيا».
وأبدى المسؤولون الأوكرانيون ابتهاجًا بعد الانفجار، لكنّ كييف لم تعلن مسؤوليتها.
وفي السياق، قال بوتين إن روسيا سترد «بقسوة» على أي هجمات أخرى تشنها أوكرانيا.
وأضاف: «إذا استمرت محاولات تنفيذ أعمال إرهابية على أراضينا، فإن ردود الفعل الروسية ستكون قاسية، وسيتوافق نطاقها مع مستوى التهديدات الذي تواجه روسيا الاتحادية، وينبغي ألا يساور أحد أدنى شك في ذلك».
وصارت مدن في جميع أنحاء أوكرانيا بدون كهرباء أو مياه صباح الاثنين، وقُتل عدد من الناس في ضربات صاروخية روسية لأكثر من 12 مدينة أوكرانية.
إلى ذلك، يناقش قادة مجموعة السبع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التطورات في أوكرانيا الثلاثاء، وسط الإعلان عن لقاء مرتقب بين مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبوتين في سان بطرسبرج.