كيف يصدر أردوغان الإسلام السياسي عبر 406 مدرسة في 49 دولة حول العالم؟
تحولت مؤسسة معارف، وهي كيان ممول من الحكومة التركية يديره تكفيرون، إلى مفرخة لتصدير أفكار الإسلام السياسي والأفراد المؤمنين به إلى الخارج، وحصلت المؤسسة على تمويلات بأكثر من 5 مليارات ليرة في السنوات الست الماضية، بزيادة قدرها 2000 في المائة تقريبًا عن عام 2016، عندما أطلقت عملياتها لأول مرة.
ويصف تقرير لمنتدى الشرق الأوسط، ومقره في واشنطن، معارف بأنها مشروع يحظى برعاية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي لا يخفي انتماءه للإسلام السياسي وهي بمثابة الذراع الطويلة لنظامه في الخارج في تقديم الخدمات التعليمية كجزء من حملته الدعوية وتأسست بموجب القانون عام 2014 ككيان حكومي رسمي، وامتلأت إدارتها بإسلاميين معروفين لديهم آراء تكفيرية كما تهدف إلى تنشئة جيل جديد من نشطاء الإسلامي السياسيي بغرض حشد المؤيدين حول أردوغان وانتشرت لقطات فيديو من إفريقيا وأجزاء أخرى من العالم لطلاب بالمدارس التي ترعاها مؤسسة معارف وهم يهتفون ويدعون من أجل أردوغان خلال الحملات الانتخابية في تركيا.
وبدأت المؤسسة تلقي مخصصات الميزانية في عام 2016 بعد أن تم تخصيص مليون ليرة من وزارة التربية والتعليم لتأسيسها وأول مخصصات لميزانيتها كانت 90 مليون ليرة، والتي زادت باضطراد في كل عام وتكشف وثيقة حصل عليها موقع نورديك مونيتور السويدي عن تلقي المؤسسة 241 مليون ليرة في عام 2017، و351 مليونًا في عام 2018، و541 مليونًا في عام 2019، و684 مليونًا في عام 2020، و1.2 مليارًا في عام 2021، و1.9 مليارًا هذا العام ويتوافق تمويل هذا العام مع زيادة بنسبة 58 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.
الوثيقة، التي وقعها رئيس مؤسسة معارف، وهو بيرول أكغون، في 14 يونيو 2022، تكشف أنها مسؤولة عن إدارة وتشغيل 406 مدرسة في 49 دولة بالإضافة إلى 21 مركزًا خصوصيًا و44 سكنًا للطلاب ومؤسسة واحدة للتعليم العالي ولديها حوالي 50.000 طالب مسجلين في مدارس معارف ويعمل بها حوالي 7000 موظف وتخطط المؤسسة للعمل في ما يقرب من 100 دولة بحلول نهاية العام المقبل.
وفقًا لأكغون، تم الاستيلاء على 234 مدرسة في 20 دولة من حركة جولن، وهي جماعة تنتقد أردوغان في مجموعة من القضايا من الفساد إلى مساعدة تركيا وتحريضها للجماعات التكفيرية المسلحة في جميع أنحاء العالم وتحاول حكومة أردوغان الضغط على الحكومات الأجنبية لتسليم المدارس التابعة للحركة التي يتزعمها عدو أردوغان اللدود، فتح الله جولن، إلى مؤسسة معارف.
وكشف جولن عن رفضه لطلب أردوغان الاستفادة من المدارس التي يديرها رجال أعمال متحالفون مع حركته لاستخدامها في الترويج للأهداف السياسية للرئيس التركي، مما دفع الحكومة التركية إلى إنشاء معارف من أجل التنافس مع مدارس جولن والاستيلاء عليها.
وحتى الآن، نجحت حكومة أردوغان في بعض البلدان التي تمثل فيها سيادة القانون والمبادئ الديمقراطية إشكالية مثل الصومال والسودان ومالي وتشاد والجابون وأفغانستان وباكستان وإثيوبيا وغالبًا ما تستخدم الرشاوى والضغط السياسي والابتزاز ووعود الاستثمار والصفقات التجارية لإقناع الحكومات الأجنبية بتسليم هذه المدارس لمعارف.
ويدير مؤسسة معارف شخصيات اختارها أردوغان بشكل خاص وخدم الكثيرون في حزب العدالة والتنمية الحاكم، المتجذر في أيديولوجية الإسلام السياسي.