تصل شرم الشيخ 5 نوفمبر.. 10 آلاف ناشط يحملون عصا قيادة قمة المناخ من بريطانيا إلى مصر
من أحد الوديان في شمال إنجلترا، وعند سفح قمم ديربيشاير، تتعلق أنظار المهتمين بالبيئة والمناخ برحلة عصا قيادة جهود تغير المناخ التاريخية (كوب – 26) القادمة من من جلاسكو إلى المناخات الجافة والحارة في منتجع شرم الشيخ المصري، وتبلغ الرحلة أكثر من 7700 كيلومتر، ويتنقل فريق من النشطاء عبر التضاريس من الجبال إلى الأنهار الجليدية للوصول إلى شرم الشيخ قبل انطلاق قمة الأطراف (كوب-27) في نوفمبر المقبل.
بدأت عصا القيادة رحلتها من جلاسكو، التي استضافت قمة الأطراف السابقة (كوب-26)، وانطلقت الرحلة في الأسبوع الماضي وستسافر العصا على مدار الساعة أثناء ساعات النهار والليل في أيدي أكثر من 10000 من العدائين وراكبي دراجات والبحارة عبر 18 دولة تمثل المناطق المتأثرة بتغير المناخ وتحمل الرحلة رسالة ذات مغزى من الشباب البريطانيين، مكتوبة باللغتين الإنجليزية والعربية، وسيتم تقديمها إلى منظمي قمة شرم الشيخ في نوفمبر، عندما تنتهي أطول رحلة تتابع لنقل شعار القمة في العالم.
والتقت صحيفة ذا ناشيونال بمسعف مستشفى ليدز الملكي، لذي يدعلى "هوو سيلي"، الذي سافر مع عائلته للمشاركة في مسافة 11 كيلومترًا من رحلة عصا القيادة في كاسلتون، في قلب منطقة بيك وتسابق سيلي إلى جانب عائلته عبر الريف الوعر، حيث قرر التعبير عن استياءه من الطقس البريطاني الذي لا يرحم وسألته الصحيفة عن سبب قراره المشاركة في رحلة عصا القيادة، فقال: "ابنتي تشارك في العمل البيئي وتهتم بإنقاذ الكوكب وتغير المناخ، إنه أمر مهم بالنسبة لها وأريد أن أدعمها وأريها أنه يمكننا جميعًا اتخاذ موقف والقيام بواجبنا، وارى هذه فرصة للمشاركة في لحظة تاريخية وتسليط الضوء على بعض الأسباب المهمة لتغير المناخ".
وذكرت الصحيفة أن حكومات الدول التي تمر بها عصا القيادة تقدم الدعم لفريق النشطاء ووقف الجميع وراء نجاح الرحلة الصعبة من تلاميذ المدارس إلى دعاة حماية البيئة وتم اختيار طرق ستمر عبر المناطق المتأثرة بشكل كبير بتغير المناخ وهناك تخطيط لاتباع الطريق الأكثر مباشرة من جلاسكو إلى شرم الشيخ قدر الإمكان ويمتنع منفذو الرحلة تمامًا عن استخدام الوقود الأحفوري التقليدي، لذا تنتقل العصا بالدراجات والسباحة وباستخدام الدواسات التي تعمل بطاقة الرياح، علاوة على رسم الطريق وتنسيق مسارات مائية مختلفة تضم مئات من مشاريع تغير المناخ المختلفة والمواقع المعرضة للخطر من أجل إبراز تأثير تغير المناخ.
كما تم تخصيص المزيد من الوقت للمناطق الساخنة ومن المتوقع مرور عصا القمة عبر بقع صعبة في أجزاء التلال النائية في البوسنة، وسوف تعبر ألمانيا إلى إيطاليا حيث جبال الألب، وقرر رؤساء البلديات من اليونان وألبانيا أن يكونوا في استقبال العصا عند مرورها ببلدانهم على متن قارب.
وفي إحدى المراحل، سيتجول كبار الشخصيات من اليونان وألبانيا في منتصف بحيرة بريسبا، وهي نقطة ساخنة عالمية للتنوع البيولوجي مهددة بتغير المناخ بسبب انخفاض مستويات المياه. وستمر العصا عبر نهر ستوباي الجليدي في النمسا ويخضع ثلثا النهر لأمر وقائي ويستخدم العلماء شبكة ثورية لمحاولة منعه من الذوبان، وعندما تمر العصا عبر الأنهار الجليدية، فإنها بمثابة دق ناقوس الخطر وتنبيه العالم إلى خطورة تغير المناخ.
وفي اليونان سيسلط فريق نقل العصا الضوء على حرائق الغابات، ثم تكون المحطة التالية في أثينا حيث سيتم نقل عصا القمة إلى قارب لنقلها إلى قبرص كما سيتم قطع مسافة من الرحلة على ظهر حصان وكل الجهود التي سيبذلها الفريق تحاول أن تكون ملهمة بشكل لا يصدق.
ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة منذ انطلاقها 38 يومًا وليلة، وهي أطول تتابع بدون توقف على الإطلاق وبالفعل تطلب الأمر جهدًا تعاونيًا ضخمًا لإيصال هذا المشروع الطموح إلى خط البداية وتستمر الجهود حتى وصول العصا إلى شرم الشيخ، بهدف إيصال رسالة قوية إلى صانعي القرار في قمة شرم الشيخ (كوب – 27) مع الكثير من الدعم الذي يستحيل تجاهله إذا كان لدي البشرية أمل في تأمين الانتقال إلى مستقبل مناخي آمن.
وتسافر العصا عبر اسكتلندا وويلز وإنجلترا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا والنمسا وإيطاليا وسلوفينيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود واليونان وقبرص ومصر - وستصل إلى شرم الشيخ في 5 نوفمبر في الوقت المناسب قبل افتتاح قمة (كوب-27) التي ستبدأ في 6 نوفمبر.
وقالت برايان هولاند، 66 عامًا، التي شاركت في رحلة العصا معها: "لقد كان الركض رائعًا عبر المدارس وكل الأطفال يهتفون، نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لإنقاذ الكوكب وزيادة الوعي. كل من يفعل هذا يرسل الرسالة الصحيحة للأطفال على طول الطريق. آمل أن تستطيع القمة أن تحدث فرقا ملحوظًا".
