تتقدم في لوجانسك.. أوكرانيا تحقق مكاسب جديدة تهدد خطة الضم وموسكو تتعهد بالرد
أعلنت أوكرانيا اليوم الأربعاء، تقدم قواتها في منطقتها لوجانسك (شرق) التي كان يسيطر عليها الروس بالكامل تقريبا حتى الآن، كما صرح حاكمها الأوكراني سيرجي جايداي.
وقال جايداي في تسجيل فيديو نشر على -تلغرام- إنه «الآن أصبح الأمر رسميا. بدأت إزالة الاحتلال من منطقة لوجانسك وتم تحرير العديد من البلدات من الجيش الروسي».
إلى ذلك تعهد الكرملين الأربعاء، باستعادة الأراضي التي فقدتها موسكو أخيرًا في المناطق التي ضمتها في جنوب وشرق أوكرانيا، مؤكدًا أن هذه المناطق ستبقى مع روسيا «إلى الأبد».
وذكر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين ردًّا على سؤال حول الحدود الدقيقة لهذه المناطق التي تم ضمها، إذ تخلت القوات الروسية عن بعض البلدات بعد هجمات مضادة أوكرانية، أنه «ستتم استعادة بعض الأراضي وسنواصل الاستفتاء مع السكان (المحليين) بشأن رغبتهم في العيش في روسيا».
وتابع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء رسميا ضم أكثر من 15 بالمئة من مساحة أوكرانيا، في وقت تكافح فيه القوات الروسية لعرقلة هجوم أوكراني مضاد على أجزاء واسعة من المناطق التي جرى ضمها.
وفي أكبر توسيع للأراضي الروسية في ما لا يقل عن نصف قرن، وقع بوتين قوانين لضم جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية ومنطقة خيرسون ومنطقة زابوريجيا إلى روسيا.
وأعلن مجلس الدوما، الغرفة الأدنى بالبرلمان الروسي، أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع أربعة قوانين دستورية اتحادية بشأن دخول جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين وزابوريجيا وخيرسون إلى روسيا الاتحادية».
رفض غربي
وأعلنت روسيا عمليات الضم بعد إجراء ما اسمتها استفتاءات في مناطق تحتلها من أوكرانيا، فيما قالت الحكومات الغربية وكييف إن التصويت ينتهك القانون الدولي وكان قسريا ولا يمثل سكان المناطق التي جرى فيها.
ولا تسيطر القوات الروسية بشكل كامل على المناطق التي تم ضمها، ويصل إجمالي ما ضمته لنحو 18 بالمئة من الأراضي الأوكرانية، إلا أن الحدود الدقيقة لهذه المناطق غير واضحة.
وأظهرت خرائط عرضتها وزارة الدفاع الروسية أمس انسحابات سريعة للقوات الروسية في شرق أوكرانيا وجنوبها حيث تتعرض لضغوط قوية من الهجوم الأوكراني المضاد.
يشار إلى أنه منذ انطلاق العملية الروسية على الأراضي الأوكرانية اصطف الغرب إلى جانب كييف، فارضا مئات العقوبات القاسية على موسكو، لترد الأخيرة محاولة لي ذراع الدول الأوروبية عبر سلاح الغاز والطاقة، إلا أن الدول الغربية توعدت بفرض المزيد من العقوبات، ردًا على قرار الضم الذي أمضاه رسميا بوتين.
تورط واشنطن
الكرملين الذي وعد بأن يستعيد الأراضي التي أعادت أوكرانيا السيطرة عليها مؤخرا، أبدى قلقه من تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية، التي تتحدث عن ضربات محتملة على شبه جزيرة القرم، مع أخذها دليلا على ما سماه «تورط واشنطن في النزاع».
وقطعا لطريق آخر نحو السلام، نفى الكرملين، توصله بمبادرة لتسوية الأزمة مع أوكرانيا، قالت تقارير إعلامية إن النمسا قد طرحتها على موسكو.
عقوبات جديدة
وعلى وقع التوتر المستمر منذ أشهر بين موسكو والغرب، على خلفية العملية العسكرية التي أطلقتها في أوكرانيا، اتفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، على فرض حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا بعد ضمها أربع مناطق أوكرانية، بحسب ما أعلنته الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي.
وتم التوصل إلى الاتفاق على مستوى سفراء الدول الـ27، وستنشر الأسماء والكيانات المستهدفة بهذه العقوبات الجديدة في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي الخميس، بحسب دبلوماسيين.
وفي خلفيات القرار الأوروبي، اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، بما يشمل فرض المزيد من القيود التجارية، ووضع أفراد على القوائم السوداء، وتحديد سقف لأسعار النفط الروسي.
رفع اقتراح فون دير لاين إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة.
وقالت فون دير لاين للصحفيين إنها لا تقبل «الاستفتاءات الصورية» ولا أي شكل من أشكال الضم في أوكرانيا.
وأكدت أن المفوضية مصممة على أن يدفع الكرملين «ثمن هذا التصعيد الإضافي».
كما دعا مستشار اقتصادي كبير للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الاتحاد الأوروبي إلى زيادة خفض التدفقات المالية لروسيا من مبيعات الوقود الأحفوري.