روسيا تدير ظهرها للغرب وتقطع أمل المناطق الـ4 في العودة لأوكرانيا
تمضي روسيا قدما في ضم أربع مناطق من أوكرانيا لسيادتها، دون الالتفات إلى الضغط الغربي، وانتقاد خطواتها الأخيرة، من المجتمع الدولي.
ومع تسارع خطوات ضم مناطق دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوريجيا، وصولا إلى نهاية الطريق، يؤكد الكرملين اليوم الأربعاء، أن لا سبيل إلى عودة تلك المناطق إلى الأراضي الأوكرانية، فهي «ستبقى روسية إلى الأبد».
تورط واشنطن
الكرملين الذي وعد بأن يستعيد الأراضي التي أعادت أوكرانيا السيطرة عليها مؤخرا، أبدى قلقه من تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية، التي تتحدث عن ضربات محتملة على شبه جزيرة القرم، مع أخذها دليلا على ما سماه «تورط واشنطن في النزاع».
وقطعا لطريق آخر نحو السلام، نفى الكرملين، توصله بمبادرة لتسوية الأزمة مع أوكرانيا، قالت تقارير إعلامية إن النمسا قد طرحتها على موسكو.
تقدم أوكراني
ميدانيا تتحدث أوكرانيا اليوم الأربعاء عن إحراز تقدم لقواتها بمنطقة لوهانسك، خاصة في جيوب كانت روسيا تسيطر عليها بالكامل تقريبا، وأعلنت ضمها ضمن المناطق الأربعة.
وزعم سيرجي جايداي، الحاكم المعين من أوكرانيا للمنطقة، أن قوات بلاده أزالت ما أطلق عليه «الاحتلال الروسي»، من بعض المواقع في لوهانسك، إذ تحررت -بحسبه- بلدات كثيرة في المقاطعة الواقعة شرق البلاد.
وكانت أحدث خطوات إجراءات ضم المناطق الأربعة، توقيع الرئيس فلاديمير بوتين على مراسيم تعيين قادة موالين لموسكو، على رأس دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوريجيا، إلى حين انتخاب رؤساء جددا وفق الدستور الروسي.
عقوبات جديدة
وعلى وقع التوتر المستمر منذ أشهر بين موسكو والغرب، على خلفية العملية العسكرية التي أطلقتها في أوكرانيا، اتفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، على فرض حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا بعد ضمها أربع مناطق أوكرانية، بحسب ما أعلنته الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي.
وتم التوصل إلى الاتفاق على مستوى سفراء الدول الـ27، وستنشر الأسماء والكيانات المستهدفة بهذه العقوبات الجديدة في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي الخميس، بحسب دبلوماسيين.
وفي خلفيات القرار الأوروبي، اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، بما يشمل فرض المزيد من القيود التجارية، ووضع أفراد على القوائم السوداء، وتحديد سقف لأسعار النفط الروسي.
رفع اقتراح فون دير لاين إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة.
وقالت فون دير لاين للصحفيين إنها لا تقبل «الاستفتاءات الصورية» ولا أي شكل من أشكال الضم في أوكرانيا.
وأكدت أن المفوضية مصممة على أن يدفع الكرملين «ثمن هذا التصعيد الإضافي».
كما دعا مستشار اقتصادي كبير للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الاتحاد الأوروبي إلى زيادة خفض التدفقات المالية لروسيا من مبيعات الوقود الأحفوري.
واستكمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء رسميا ضم أكثر من 15 بالمئة من مساحة أوكرانيا، في وقت تكافح فيه القوات الروسية لعرقلة هجوم أوكراني مضاد على أجزاء واسعة من المناطق التي جرى ضمها.
وفي أكبر توسيع للأراضي الروسية في ما لا يقل عن نصف قرن، وقع بوتين قوانين لضم جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية ومنطقة خيرسون ومنطقة زابوريجيا إلى روسيا.
وأعلن مجلس الدوما، الغرفة الأدنى بالبرلمان الروسي، أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع أربعة قوانين دستورية اتحادية بشأن دخول جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين وزابوريجيا وخيرسون إلى روسيا الاتحادية، كما وقع أيضا على القوانين ذات الصلة بالتصديق ».
وأعلنت روسيا عمليات الضم بعد إجراء ما اسمتها استفتاءات في مناطق تحتلها من أوكرانيا، فيما قالت الحكومات الغربية وكييف إن التصويت ينتهك القانون الدولي وكان قسريا ولا يمثل سكان المناطق التي جرى فيها.
ولا تسيطر القوات الروسية بشكل كامل على المناطق التي تم ضمها، ويصل إجمالي ما ضمته لنحو 18 بالمئة من الأراضي الأوكرانية، إلا أن الحدود الدقيقة لهذه المناطق غير واضحة.
وأظهرت خرائط عرضتها وزارة الدفاع الروسية أمس انسحابات سريعة للقوات الروسية في شرق أوكرانيا وجنوبها حيث تتعرض لضغوط قوية من الهجوم الأوكراني المضاد.
يذكر أنه منذ انطلاق العملية الروسية على الأراضي الأوكرانية اصطف الغرب إلى جانب كييف، فارضا مئات العقوبات القاسية على موسكو، لترد الأخيرة محاولة لي ذراع الدول الأوروبية عبر سلاح الغاز والطاقة، إلا أن الدول الغربية توعدت بفرض المزيد من العقوبات، ردًا على قرار الضم الذي أمضاه رسميا بوتين.