احتجاجات إيران تصل المدارس والجامعات والطالبات تمزقن صور خامنئي
يشهد الشارع الإيراني حالة من الثورة التي تجوب جميع أنحاء البلاد، مع وصولها إلى الجامعات والمدارس بحيث لم تعد السلطة قادرة على إطفاء الشرارة التي تسللت إلى أروقة الشوارع، لاسيما غرب البلاد.
وتعود هذه التوترات إلى أزمة مقتل الشابة مهسا أميني على يد «شرطة الأخلاق» بعد ثلاثة أيام من اعتقالها.
وشهدت مدينة كرج صباح الأربعاء، نزول عدد من التلميذات إلى الشوارع هتافات «الموت للديكتاتور»، في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامني.
فيما بدت معظمهن بلا حجاب، في حركة اعتراض صارخة على القوانين الصارمة المفروضة منذ سنوات على النساء ومظهرهن في البلاد.
وشهد أيضا شارع «ولي عصر» في العاصمة الإيرانية طهران اليوم الأربعاء، خروج عدد من المحتجين.
يشار إلى أن التظاهرات العارمة التي انطلقت منذ 16 سبتمبر الماضي، إثر وفاة أميني بعد 3 أيام من اعتقالها من قبل ما يعرف بالشرطة الدينية، كانت وصلت خلال الأيام الماضية إلى عشرات الجامعات في البلاد.
فيما تصدت القوات الأمنية بعنف للمحتجين، معتقلة المئات منهم، وفارضة التعليم عن بعد في بعض تلك الجامعات منها جامعة شريف بالعاصمة طهران.
توسع الغضب
وتوسع الغضب في البلاد، ليشمل عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلًا عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام.
ولعبت النساء دورا بارزا في تلك الاحتجاجات، ولوحت محتجات بحجابهن وحرقنه.
احتجاجات الطلاب
وأمس الثلاثاء تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر طلابًا في إحدى المدارس الإيرانية وهو يقومون بتمزيق صور المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي والمرشد السابق علي الخميني.
وتأتي الاحتجاجات الطلابية في المدارس والجامعات تضامنًا مع الذين وقعوا ضحايا على يد قوات الأمن الإيرانية التي استخدمت العنف لقمع التظاهرات.
وقد تعرض طلاب جامعة «تبريز» عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران، لهجوم من قبل قوات الأمن، حيث قامت بالاعتداء على المتظاهرين، في محاولة لقمع تلك التظاهرات والحد منها.
واعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان خلف الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أسابيع على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل «شرطة الأخلاق».
توعد أمريكي
من جهته، توعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بفرض تكاليف إضافية هذا الأسبوع على الإيرانيين المسؤولين عن أعمال العنف ضد المتظاهرين الذين يحتجون على الحكومة الإيرانية بعد وفاة مهسا أميني.
وأعرب بايدن -في بيان- عن قلقه بشأن التقارير التي تتحدث عن الحملة العنيفة المكثفة على المتظاهرين السلميين في إيران، وتعهد برد سريع.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جين-بيير، إن طلاب الجامعات في إيران «غاضبون بحق» من وفاة أميني وإن حملات القمع هي من الأحداث التي تدفع الشباب في إيران إلى مغادرة البلاد «والبحث عن الكرامة والفرص في أماكن أخرى».
ولم تشر إلى أن حملة القمع سيكون لها تأثير على الدبلوماسية الأمريكية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2018.
وشكلت التظاهرات التي عمت عشرات المدن خلال الأسابيع الماضية ولا تزال، شاملة مختلف الأعراق والطبقات، الاحتجاجات الأكبر منذ تلك التي خرجت اعتراضا على أسعار الوقود في 2019، وأفيد وقتها بمقتل 1500 شخص في حملات قمع ضد المتظاهرين.