اقتحام المصارف في لبنان.. مسلح يطلق النار على واجهة بنك ونائبة تطالب بوديعتها
تتواصل عملية اقتحام المودعين اللبنانيين للمصارف اللبنانية في مختلف المناطق اللبنانية، في محاولة لاسترجاع قسم من ودائعهم التي تبخّرت منذ سنوات.
وفي تطور خطير، أطلق أحد الأشخاص النار على واجهة بنك بيروت في منطقة جبيل ومن ثم لاذ بالفرار.
كما أطلق المسلح النار على آلة الصراف الآلي في البنك وسط تجمّع عدد من الأشخاص، ما أثار حالة من الخوف.
سرقة شركة صرافة
واقتحم مسلح مقنّع قبل قليل، شركة الخضري للصرافة في بناية جنبلاط وسط مدينة صيدا.
وبينما كان صاحب الشركة يهم بفتح باب مؤسسته لاستئناف عمله، فوجئ بملثم يهدده بسلاح ويطلب منه تسليمه كل المال الموجود في الشركة، فما كان من أحد العاملين فيها إلا أن سارع لإطلاق النار باتجاه هذا الملثم دون أن يصيبه إذ تمكن من الفرار.
وأدى اطلاق النار إلى تحطم زجاج واجهة منصة الصرافة داخل الشركة، وعلى الأثر، حضرت القوى الأمنية إلى المكان وفتحت تحقيقًا بالحادثة.
نائبة تطالب بوديعتها
وفي هذا الإطار، انضمت النائبة التغييرية سينتيا زرازير إلى هذه الحملة، إذ دخلت بنك بيبلوس فرع أنطلياس للمطالبة بجزء من وديعتها لإجراء عملية جراحية.
وذكرت مجموعة المودعين أن نائبة في البرلمان دخلت فرعًا لبنك بيبلوس شمالي بيروت في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء مع مجموعة من المنتسبين للجمعية، للمطالبة بالحصول على مدخراتها المجمدة، دون أسلحة.
وشاركت زرازير مؤخرًا في التحركات المطلبية إلى جانب المواطنين، وتعرّضت لأعمال عنف من قبل شرطة المجلس النيابي.
واقتحم عدد من موظفي شركة كهرباء قاديشا مصرف FNB في طرابلس، احتجاجا على قرار المصرف خصم 3% من رواتب ومستحقات الموظفين، وفقا لروايتهم.
وفي وقت توقفت كل المعاملات داخل المصرف، بدأت عملية التفاوض بين إدارة البنك ووفد من نقابة موظفي قاديشا.
وأعلن الموظفون أن المصرف لم يسلمهم رواتبهم ويريد أن يخصم 3% منها ومن المستحقات الأخرى، أي ما يعادل 500 ألف ليرة لبنانية.
وهدد الموظفون بأنهم لن يسمحوا بذلك، وسيبقون داخل المصرف إلى أن تتراجع إدارته عن قرارها.
وجاء ذلك بعد أن سجّل لبنان، أمس الثلاثاء، 3 عمليات اقتحام لمصارف خلال أقل من ساعة، نفذها مودعون يطالبون باسترداد أموالهم في ظل الوضع الاقتصادي المتردي بالبلاد.
ومنذ بدء الأزمة المالية، شهدت قاعات الانتظار بالمصارف إشكالات متكررة بين مواطنين غاضبين راغبين في الحصول على ودائعهم وموظفين ملتزمين بتعليمات إداراتهم.
وفي سبتمبر المنقضي، تحولت مودعة اقتحمت مصرفا -سعيا لدفع تكاليف علاج أختها المريضة بالسرطان- إلى «بطلة» وفق ما وصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول صورة تظهر فيها وهي تحمل مسدسا بينما تقف على مكتب أحد موظفي المصرف.
وتفرض المصارف اللبنانية منذ عام 2019 قيودا مشددة على سحب الودائع ازدادت حتى تعذّر على المودعين التصرف في أموالهم، خصوصا تلك المودعة بالدولار الأمريكي أو تحويلها إلى الخارج.
وخسرت الليرة اللبنانية نحو 95% من قيمتها، على وقع الأزمة التي صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850.